كم كانت مجهدة تلك الرواية..لا أكتمكم سراً أني ب\لت مجهوداً خرافياً لأكملها لا لأنها سيئة ولكن لأن الغرف المقبضة أصابتني بالعدوى..فعبد الحكيم قاسم لم يكن يحكي قصة حياة ولا سيرة ذاتية ولا أحداث ولا أبحاث..كان فقط يحكي الأمكنة..كان يرسم بدقة خريطة لما يمكن أن تشقه الجدر والحوائط والأرضيات والنور والظلام داخلنا..إننا بشكل أو بآخر تلك الأمكنة..بجنونها بيأسها بغربتها بانقباضها بعبير بخرابها وعمارها وجمالها وقبحها..لكن أماكن النشأة هي الأقوى تأثيراً على الإطلاق لأنها تحبسنا داخلها أو تسكننا هي مابقى لنا من حياة فنظل نراها مهما تغير ماحولنا..تظل رابضة في أعماقنا تهمس وتصرخ وتحكي وتبكي وربما تضحك ..أتساءل أهي حية إلى هذه الدرجة؟أهي أقوى تأثيراً وتفاعلاً أحياناً من البشر الذين يشبهوننا في التكوين ويختلفون كالبصمات في التأثير؟...لا أدري..كل ما أستطيع قوله أن هذا العمل لم يصادفني مايشبهه من قبل...ربما أنهكني لدرجة السقوط..لكنه في نفس الوقت أتاح لي الفرصة للحديث مع أماكني ..مع جدراني..مع أصداء أصواتي وأصوات أصدائي..
قدر الغرف المقبضة > مراجعات رواية قدر الغرف المقبضة
مراجعات رواية قدر الغرف المقبضة
ماذا كان رأي القرّاء برواية قدر الغرف المقبضة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
قدر الغرف المقبضة
تحميل الكتاب
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
السابق | 1 | التالي |