مجموعة قصص قصيرة مشطشطة وموفقة جدا في اختيار إسمها لانها فعلا كشري مصر ،تجميعة معتبرة من التفاصيل المتباعدة لكنها بشكل ما موجودة جوه حيز واحد هو مصر.
المجموعة عبارة عن مشاهدة مختصرة مكثفة دمها خفيف وشجنها قوي وحزنها مخيف.. في عين وزاوية مختلفة شافت المشاهد اليومية وحستها وعايشتها وفرزت منها تفاصيل ممتعة وقوية جدا وقدمتها بكل بساطة وسلاسة علي طبق من فضة.
التكثيف الجميل الي عمله حسن كمال فكرني بروايته المرحوم والي كان فيها نفس النوع من المفاجئة ونفس سهولة التحول الي بيطلع بيه من قلب المشهد في زاوية تانية عن طريق اللعب بالالفاظ واللغة بحرفية شديدة واتقان معهود عليه ودي مهارة مفيدة وشهية للقارئ جدا.
المجموعة علي اد ما هي مش كبيرة الا انها فعلا زحمة وكل مشهد حي ومصري جدا وفعلا القصة بتخليك تسأل ف الاول هو ايه ده الكلام ع إيه؟التساؤل ده دمه خفيف لانه بيلحقك ويقولك من غير مط وتطويل لكن اللعبة الحلوة ف الكام ثانية الي بيخليك تشغل دماغك وتوقف قرءاة وتتوقع هو قصده إيه..؟
كشري مصر هو عنوان حي وصادق جدا وجميل لانه قال كشري مصر مش كشري مصري.. لان المشاهد فعلا من شرق وغرب متجمعة بطريقة ظريفة وتتابعها عن المصري العادي البسيط بس من زاويته هو وساعات الراوي هو بيلعب معاك لعبة الالفاظ ويوديك ويجيبك وهو مبسوط انه بيفضفضلك وبيأتمنك ع سره وكأنه بيخبيه بين السطور.
المجموعة تحس فيها بمصاحبة وونس حلوين انك يا عشت يا جربت الي قاله بس هو حكاه حلو وبسط القصة لانه كمان بيتكلم في قصص عن لسان الجماد والحاجات الي بتعيش معانا ودي لغة حوارية جميلة وحوارها ثري جدا وهو قاله بشكل ممتع.
حسن كمال نجح جدا في انه يزود الدقة ساعات ويقلل الشطة لو لزم الامر لان الملح زيادة واوقات اتفنن انه يزود العدس مع الغُلب الزايد ويكتر رز عشان يشبعك ويشطشط الصلصة اساسا ويعمل المقلب دكاكيني.. وبصراحة الطبق ع بعضه مظبوط ومش عاوز كمالة ابدا.