فهمي هويدي واحد من أكثر الكتاب الذين استمتع بالقراءة لهم والقادرين على انتزاع تركيزي المشتت وجذبه لكلماتهم مهما كان الموضوع الذي يكتب فيه
هذا الكتاب بالذات مجموعة من المقالات التي كتبها هويدي في منتصف الثمانينات وهي اجمالاً تعالج موضوعات مختلفة حول الجماعات الإسلامية والإسلاميين وكل ما يتعلق بهذه المواضيع ، الملفت في الأمر أنه وعلى الرغم من أن هويدي كتب هذه المقالات قبل حوالي 30 عاماً من الآن إلا أنك لو لم تعرف هذه المعلومة قد لا يساورك الشك بتاتاً في أنه قد كتبها خلال السنوات الأخيرة - نفس المشكلات ، نفس الآراء ، والتشابه يصل حتى إلى أدق التفاصيل - غير أن الفارق المميِّز بين زمن كتابة هذه المقالات أننا قد تجاوزنا مرحلة أسباب المشكلة وبدايتها ونحن الآن نتعامل مع نتائجها أو مراحلها النهائية على أبعد تقدير الأمر الذي يجعلني أصفق وبشدة لفهمي هويدي الذي كان كلامه بمثابة النبوءات التي تحقق الكثير منها - للأسف طبعاً - وربما ليس على صعيد الإسلاميون وبقية الشعب فقط بل وعلى كافة الأطياف ، أملةً في نفس الوقت أن نتدارك الأمر قبل أن تصح باقي توقعاته للمستقبل إذا ما بقينا نسير على نفس هذا المنوال من الفرقة وأحادية التفكير والتعصب للرأي أو للدين أو لأي شيء أخر