لطالما شغلني موضوع اللغة والكتابة وتأثيرهما المتبادل، كيف تكون متعدد اللغات وكيف ستكون كتابتك إن كتبتها بلغتين مختلفتين؟
هل ستختلف شريحة قراءك، وماذا عن الترجمة فيما بعد؟
يطرح الباحث المغربي هذا الموضوع بشكل مبسط ومختصر في هذا الكتاب
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب أتكلم جميع اللغات، لكن بالعربية؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
لطالما شغلني موضوع اللغة والكتابة وتأثيرهما المتبادل، كيف تكون متعدد اللغات وكيف ستكون كتابتك إن كتبتها بلغتين مختلفتين؟
هل ستختلف شريحة قراءك، وماذا عن الترجمة فيما بعد؟
يطرح الباحث المغربي هذا الموضوع بشكل مبسط ومختصر في هذا الكتاب
لغات مزدوجةو لسان مشقوق مشطور وادب مفلوق
فكيف للمرء أن يكون أحادي اللسان ؟!!
كيف لمن يقرأ ويدرس الادب ان ينطق بلغة واحدة ؟!
من واقع حياته وطفولته يستهل كيليطو كتابه بسرد سيرة لسانه اللغوية
حيث بداية الخمسينات قبل ان يزول الاستعمار عن المغرب عام 1956
فيدخل مدرسته والتي اسماها المدرسة الاستعمارية وهو ابن سبع سنين
لا يعرف غير العربية الدارجة في بيته وبيئته ومن هنا تبدأ رحلة كيليطو اللغوية
"صرت ثلاثي اللغة اقرأ الفرنسية دون ان اتكلمها وتتلهى ببعض ما تبقى لي من الفصحى واتكلم الدارجة كلغة اليومي فاين الانسجام والاتصال ضمن هذا الخليط؟
عربية دارجة في بيته ومحيطه وعربية فصحى وفرنسية يتعلمها في المدرسة
حيث القراءة والكتابة بهما وان تخطأ بهما فيعتبر خطيئة بينما لغته الدارجة التي تلقفها وهو طفل دفعة واحدة باتت متجذرة به فقد تتعايش مع لغات مختلفة ولكن
اللغة الاولى هي الام ففيها الاريحية بالكلام دون اي خوف وفيها شعور بالامن والطمأنينة ولا بد حينها ان تتسرب وتتخلل اللغات الاخرى في كلام الانسان وكتاباته
لغات مختلفة عربية وقرشية وامازيغية وفرنسية حولت لسان المغربي للسان مشقوق مفلوق كلسان الافعى
واللسان المفلوق في لهجة الهنود عبارة تدل على الكذب والنفاق وازدواجية اللسان وهم يقصدون به الرجل الابيض وعلى من يتكلم باكثر من لغة
وما بين تجربته وقراءته وما بين تصوراته ونظرته للواقع ينتقد كيليطو
الادب المغربي بشكل خاص والعربي بشكل عام بشكل حكايات سردية سلسة
فاذا كان المغرب مفلوق اللسان وله ادبين ولغتين على مستوى الادب
فان الادب العربي كذلك منقسم على ذاته بتأثرة باللغات الاجنبية
التي تشكلت فيها وبها لغة الاديب ويضرب مثالا على ذلك بفرونكفونية طه حسين وتوفيق الحكيم ولغة الانغلوفونيين عند العقاد والمازني
وكما لا يمكن خلط كتابة مغربي فرنكفوني بكتابة فرنسي من باريس فلا يمكن ايضاً خلط كتابة مغربي يكتب بالعربية بكتابة مصري من القاهرة فلغة الكتابة محدد مهم
ويتساءل هل يوجد ادب مغربي؟ ليجيب انه ليس متأكداً من ذلك فلكي تتأكد من وجود ادب ما لا بد ان يكون له تاريخ او ان يصير موضوع تاريخ
في مقاله المعري ودانتي ونتيجة لربط رسالة الغفران للمعري التي لم تحظى باهتمام كبير الا بعد مقاربتها بالكوميديا الالهية لدانتي على يد المستعرب ميخائيل اسين بالاسيوس فربما يأتي يوم ستقرأ فيها اللزوميات انطلاقاً من شوبنهاور لما بينهما من تشابه واضح
هكذا هي الادب العربية تبتعد عن قرائها العرب ولكنها في النهاية تعود وتصل اليهم
تحدث عن الترجمه وعرفها انها محرك التجديد والانفتاح
اما عن علاقة الاخر بلغتنا فاننا لا نحب ان يتكلم اجنبياً لغتنا لا نحب ان ان يتكلمها بطريقة سيئة ولا ان يتكلمها باتقان
فلن تقرأني ولن اقرأك لن تترجمني ولن اترجمك
لا اعرف ان كان الادباء والنقاد من غيرتهم وعالمهم الكتابي ينظرون بهذه الطريقه
بالنسبة لي افرح بتعلم الاعجمي للغتي واتقانها
بالفصل الاخير فكان اللغة مع كتاب مغاربة وقراءة في اعمالهم التي كتبت بالفرنسية كالعروي والخطيبي والصفريوي والملح والمؤدب ليؤكد ان المغربي
اكتب بالعربية ام بالفرنسية او اية لغة اخرى فاللغة الام موجودة فهو في كتاباته يرجع ويفكر بلغته الام
اقتباس
من مقاله كوميديا الخطأ التي تناول فيها اللغة في رواية الحب المزدوج للخطيبي وبدأها بسؤاله ان كان الخطيبي قد ضل اللغة؟
ضلال متكرر وخطأ متجدد يبحث عن ذاته ويخطأ الشريك في كل مرة شريك يفقد تلو آخر
أقتبس
"تمتد الحياة في المغرب على ساحل المحيط الشريكة الفرنسية "ملاك في منفى" ملاك مخلوع" خطيئة اصلية رافقت مولدها شاهدت وهي طفلة مشهداً فظعاً سألت الام لماذا تزوجتني؟ رد الاب ببرودة كان ذلك خطأ . ها هي تجد نفسها بلا هوادة هي التي انكرت والديها من غير اسم عائلي ولا شخصي في الرواية التي تذكرها ازعج الامر السارد كان يرغب في تسميتها كلما كان يتملكه الحنان. هل كان يسعى لان يحرمها حتى من اسمها الشخصي؟ هي لا تعرف لغة البلد الا ان ذلك لا يبدو انه يقلقها كانت تعشق هذا اللاتواصل ومع ذلك عندما كانت تسمعني اتحدث بالعربية كانت تشعر بالاقصاء كانا يتحدثان معا بالفرنسية ولكن في نهاية الامر يعلق السارد ما كان يبدو انه يوحدنا هو ترجمة استثنائية وغيرة مفرطة تلعب فيها اللغة حظها بكيفية تزداد وضوحا او تقل .
كان يخاطب نفسه ان وسط بين لغتين كلما اقتربت من الوسط ازددت عنه بعداً انها الفكرة ذاتها عند الجاحظ انها الازدواجية اللغوية والحال ان مزدوج اللغة عند الجاحظ هو ذو لسانين فهما مثل الضرتين تدخلان الضيم على بعضهما البعض ولا يتمكن الزوج من ارضائهما مع
ألبيرتو مانغويل العرب – هذا هو عبد الفتاح كيليطو في رأيي الشخصي.
تجربة أولى لقراءة الكاتب عبد الفتاح كيليطو، وقطعًا لن تكون الأخيرة. بعد قراءة أول فصل من الكتاب شعرت بسعادة بالغة، ذلك لأنني كنت أُمنّي النفس أثناء قراءتي لكتاب تاريخ القراءة لألبيرتو مانغويل، بأن أجد كاتبًا عربيًا قارئًا مُتعمّقًا بليغًا سلسًا كي يتحدث معي كقارئ عن لغتي وهويّتي وشجون الخلط بين العاميّة والفُصحى، عن ثقافتي العربية التي تجمع بلدانًا لا زلت لا أعرف شيئًا عن أدبها وأهلها ولغاتها الدارجة. سافر بيّ كيليطو إلى الأدب المغاربي وحكى لي عن الأمازغية وشاركني هموم ازدواجية اللغة في حياته، وأبهرني بأنه يتحدث العربية في عقله حتى وإن كتب بغيرها، وتعاطفت مع غيرته الشديدة على اللغة العربية والتي تقطر كلماته حُبّا لها.
تباينت جودة الكتاب بين الممتع والجيد والممل، وهي نفس خلطة الكاتب ألبيرتو مانغويل أيضًا، الجزء الأول من الكتاب جاء ممتعًا وجادًا ومهمًا في مناقشته لقضية ازدواجية اللغة وكيفية تفكير الانسان بكل مهما، وتساؤلاته بأن هل الانسان الأحادي اللغة شخص مُقيّد فكريًا أم لا؟ وهل اللغات تعطي معنًا آخر للنص، بمعنى أدق هل الترجمة تعطي روحًا جديدة للنص الأصلي؟ أما الجزء الثاتي من الكتاب فجاء في إلقاء الضوء على بعض الأعمال المغاربية مع توجيه النقد السلبي أو الإيجابي لكل منها، مع تسليط الضوء على بعض الكُتّاب المغاربة، ورغم أن هناك من يصف هذا النصف من الكتاب بالممل، إلا أنني أعتقد أن حكمهم هذا يعود لعدم اطلاعهم أو معرفتهم بالأدب المغاربي بالأساس، ورغم أن تجربتي في قراءة الأدب المغاربي جدًا قليلة، إلا أنني أعتبر أن حديث كليطو عن أدب هذه المنطقة ، شيئ ضروري جدًا لربط الناطقين باللغة العربية، وربط ثقافتهم ومد جسور التواصل بين الشرق والغرب في عالمنا العربي، بعد أن ظلت البقعة الغربية لفترة طويلة مجهولة إلى لمن سطع بريقه بشكل استثنائي، لهذا فأنا أرى هذا الجزء جيد، حتى وإن كان هناك فصلًا أو اثنين مملين.
ندمت على عدم استطاعتي على مقابلة عبد الفتاح كيليطو في احتفالية إنشاء مكتبة تكوين في مارس الفائت، وذلك لأنني كنت مريضًا طريح الفراش، لكنني مؤمن بأن اللقاء نصيب، ولعلّ لي نصيب في مقابلته يومًا ما.
اقتباسات أعجبتني:
"إن استبدال اللغة، بالنسبة للكاتب، هو بمثابة كتابة رسالة غرام باستعمال قاموس"
"وفي استطاعتنا أن نذهب حتى الزعم بأنه بعيداً عن بعض المناسبات، فمن المحرم التحدث بها [الفصحى]، وإلا العرضة للاستهزاء: فلا أحد، على سبيل المثال، قد يتجرأ على استعمالها وهو يتسوق ويقضي مهامه اليومية."
"بقدر ما يكون التكلم بالدارجة يسيراً ، بقدر ما تكون قراءتها شاقة مملوءة بالفخاخ."
"كنت أتقبل العامية في السينما والمسرح، لكنني لم أكن أطيق اقتحامها حرم المكتوب"
تقييمي للكتاب 3 من 5
أحمد فؤاد – 17 آب أغسطس 2019
كتاب رائع..
يتحدث الكاتب عن اللغات وخصوصا العربية بحكم أنها اللغة الأم للكاتب، بطريقة ساحرة تنتقل من كتاب لآخر وتتمحور حول فكرة لغوية واحدة في كل مقال. الترجمة رائعة ولا تشعرك غالبا أنها مترجمة. نلاحظ من خلال هذا الكتاب وملاحظاته الدقيقة أن اللغة تتداخل مع مكنونات كثيرة للإنسان: الهوية والوطنية والتوجه الفكري والديني.
قد يعيب على بعض قارئي "المشرق العربي" عدم معرفتهم بكثير من الإحالات إلى كتب وكتّاب فرنسيين لا علم لنا - نحن المشرقيين - بهم وهذا قد يقلل أثر الكتاب علينا بحكم ضعف الخلفية اللغوية والثقافية المشتركة.
تعرفتُ على أشياء لطيفة بهذا الكتاب: عن وحشية الاستعمار الفرنسي ثقافيا وفرضه للّغة الفرنسية على أبناء البلدان المستعمرة، وهذا لمحته من غير قصد من الكاتب على هامش الصفحات، وعرفت كذلك أن العقاد والمازني من المدرسة الأنجلوفونية (الإنجليزية)، وأن طه حسين وتوفيق الحكيم من المدرسة الفرونكفونية (الفرنسية)، وعن التأثير العكسي لكوميديا (دانتي) على رسالة الغفران للمعري، وعن كراهيتنا للأجنبي عندما يتقن لغتنا حق الإتقان! وخيانة الترجمة، ونهضة الأدب من الخارج، وعن عدة أشياء أخرى.
كتاب خفيف وممتع وظريف، صغير يقع في 120 صفحة، يفتح أبوابا من سحر اللغة وجمالها وتأملاتها، مثير للتساؤلات أكثر مما يقدّم أجوبة، ولا يورد حقائقاً نهائية.
عظمة الكتاب تكمن في أنه تحدث الكثير والكثير في عدد قليل من الكلمات والصفحات!
حكايا عن اللغة وأثرها على الكاتب...
فيه اسقاطات لا بأس بها، ولكن شعوري تجاه الكتاب كان كمؤشر البورصة، تارةً يرتفع في إحدى المواضيع، وتارةً ينخفض في مواضيع أخرى...
السابق | 1 | التالي |