هذه رواية عن ... الكراهية!
الكراهية الحارقة العابرة للأجيال التى تدمر أول ماتدمر صاحبها نفسه، عن كيف يمكن أن تستحوذ فكرة واحدة وهى الإنتقام على كيان المرء حتى تفسد عليه حياته و حياة كل من أحبهم أو أحبوه يوما، إنها قصة هيثكليف ذلك الطفل اللقيط الذى يثير شفقة السيد إيرينشو فيأخذه إلى بيته ليربيه مع أبنائه لتنشأ قصة الحب بينه و بين كاثرين إيرينشو ، إلا أن غيرة أخيها و تذبذب عواطفها تفسد قصة الحب ليفسد معها هيثكليف للأبد، ليتحول إلى مسخ ينشر الألم و الخراب أينما حل، و يصير لعنة تطارد العائلة المنكوبة حتى الجيل الثالث!
رواية من كلاسيكيات الأدب الإنجليزى، موجودة دوما -بجدارة- فى أى تصنيف لأفضل الروايات فى تاريخ الأدب العالمى، و إقتبستها السينما العالمية أكثر من عشر مرات عبر العصور، شاهدت منهم نسختين كان أفضلهما نسخة 1992 من بطولة العبقرى رالف فينس فى دور هيثكليف، و الرقيقة جولييت بينوش فى دور كاثرين -فى أول لقاء لهذا الثنائى الجميل قبل أن يجتمعا ثانية فى الفيلم الشهير "المريض الإنجليزى"- أرشحه لمن كان من عشاق السينما و الأدب مثلى، هذا بخلاف النسخة الكلاسيكية إنتاج 1939 من بطولة لورانس أوليفييه و ميرل أوبيرون و ديفيد نيفين و الذى لم أشاهده للأسف ولكنه بالتأكيد يستحق المشاهدة.
يجب التنويه أن ترجمة خافظ أبو مصلح التى قرأتها مؤخرا لم تعجبنى، و لا أذكر لمن كانت الترجمة القديمة التى قرأتها للأسف، و إن كانت هناك ترجمة للأستاذ حلمى مراد متوفرة فى سلسلة كتابى أرشحها لمن يبحث عن الرواية مترجمة لجودة ترجمته و رخص ثمنها.
هذه الرواية لها مكانة خاصة فى قلبى حيث قرأتها لأول مرة قبل أن أتم عشر سنوات بترشيح من جدتى -رحمها الله- و كان الدرس الأهم الذى تعلمته منها ولم أنسه حتى الآن هو ... كراهية الكراهية!