أحكمت أميمة الخميس قبضتها على سرديتها فلم تفلت منها معظم خيوطها .. ربما لأني عشت مايقرب من عشر سنوات فى مجتمعات شبيهة بمجتمع الرواية رغم أن زمن الرواية بعيد بمقدار ثلاثين سنة تقريبا عن الزمن الذي عايشته أنا لكن لدهشتي لم يتغير الوضع كثيرا ربما لأني عشت فى مكان لم تقتحمه المدنية الحديثة إلا قريبا.. رأيت كل ماكتبته أميمة الخميس رأي العين... شاهدت كل شخصياتها تقريبا بعيني أو من يشبهونها...استطاعت أميمة أن تدخل إلى أعماق نساء قلمها وتبدع في تشريح تفاعلاتهن وانفعالاتهن بقدرة فائقة ربما لأني بحرية أيضا أحسست بنبض كل بحرياتها اللواتي اضطرتهن الظروف للتصحر... استطاعت أيضا أميمة التوغل في جنبات وأرواح أولئك البدويات المتعبات من الجفاف التائقات إلى متنفس يعيد إليهن نشوة الاستمتاع بهطول الزمن على نباتهن الممتليء بالشوك... استطاعت أيضا تعقب تلك النقلة الصادمة السريعة التي دفعت بالمجتمع البدوي من البداوة إلى المدنية قبل أن يتأهل هو لذلك فظلت شخصياته معلقة بين المكانين لاتنتمي تماما إلى هذا ولا إلى ذاك... أحيانا كانت أميمة تستلم لفلسفة التفسير بطريقة تعرقل السرد قليلا.. لكنها كانت تفيق بسرعة قبل أن يسقط القاريء منها وتعود إلى الخط السردي بقوة...صدمني بعض الشيء عدم الحرص على مراجعة الرواية إذ أنه فى أكثر من موضع سقطت الكاتبة في هوة الخلط بين أسماء شخصيات روايتها فتذكر رحاب وهي تقصد سعاد..أو بهيجة وهي تقصد غيرها...لأن الرواية جيدة جدا كانت تحتاج إلى مراجعة والخطأ هنا ليس خطأ الكاتب فحسب بل دار النشر أيضا... لكن كل هذا لا ينال من قوة الرواية ومصداقيتها... غير أني تمنيت أن تخرج الكاتبات ككل من قوقة الكتابة النسوية.. ومن قضبان الأنثى وتستطيع اختراق عالم الرجل وتشريح مشاعره وفكره بنفس الطريقة...مجرد أمنية أتمنى أن تتحقق يوما ما...
البحريات > مراجعات رواية البحريات
مراجعات رواية البحريات
ماذا كان رأي القرّاء برواية البحريات؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
البحريات
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
حسين معتوق بوحليقه
رواية البحريات استطيع القول أنها رواية محببة تجعلك تبتسم لدى قراءة الكثير جداً من صفحاتها. رواية تدور أحداثها وسط وعاء جغرافي وزمني غاية في الجفاء والجفاف تجد فيه الشخصيات في خمسينات إلى سبعينات قلب الرياض ونجد. لكن مهلاً، هناك البحريات الآتيات من الشام اللواتي يضفن نسمات عليلة بوجودهن.
استخدمت المؤلفة جمل تنبض بالألوان والحياة بشكل مبدع مع بداية الرواية وكأنها تقاوم بجملها صلف جغرافية الرواية كما قاومتها البحريات بزراعة شجيراتهن. مع التقدم في الرواية وجدت أن التشبيهات أخذت تصبح متكلفة ومصطنعة أكثر وأكثر. كذلك كان هناك تنقل على خط الزمن بشكل كبير وجدته لا يخدم أمر معين في كثير من الأحيان.
بهيجة التي قدمت إلى نجد جارية لم يستطع أهل بيت آل معبل التأقلم مع عالمها لكنها استمرت في رقصها وفي ضحكها وفي قفشات عشقها لصالح الذي تزوجها فانتفى عنها وصف الجارية. صالح ذلك الرجل النجدي الذي خلق في وسط الصحراء لكنه هام بعشق بهيجة فانتعش البحري بداخله ونمى متغذياً بالحب. بهيجة ليست البحرية الوحيدة التي ستطل علينا بين سطور هذه الرواية لكنها أكثرهن تأقلماً ونجاحاً بالرغم من أنها اصطبغت بطينة نجد مع تقدمها في السن.
الرواية نسوية بامتياز برأيي المتواضع تحدثت نيابة عن النساء وكشفت عن مكنون ما يعتمل في قلوبهن. اعتقد أن المؤلفة قامت بعرض نفساني ممتاز لمزاج الشخصيات النسائية في الرواية دخلت فيه إلى أعماق أفكارهن وآمالهن التي تبدوا لنا بجهل أنها آمال محدودة صغيرة لكنها فعلاً تطلبت العديد من التضحيات والنضال للحصول عليها.
السابق | 1 | التالي |