الإنسان .. الأرض .. الدين .. العلاقات .. السلطة .. الهوية .
كثير من المعاني و التفاصيل اشتملت عليها هذه الرواية "التاريخية" إن حق لنا قول ذلك ، فأحداث الرواية تجري بعد العام 1800م -كما نوه الكاتب- أي إبان الدولة السعودية الأولى التي كانت تحاول اجتثاث كثير من الجذور ليتسنى لها إلقاء بذورها حتى يستقر لها الأمر .
الأحداث ببساطة تجري في قرية صغيرة اسمها "عصيرة" تقع جنوب غرب المملكة ، لأهلها عاداتهم و تقاليدهم الخاصة بهم والتي يؤمنون بها و يتعايشون معها ، منها ماقد نتعجب منه ومنها ماقد نراه جميلا ومنها ماقد ننبذه .
المرأة كانت حاضرة و تجسد ذلك كثيرا في الأم "صادقية" التي تملك قوى خفية تجعلها تسيّر الأمور و تتنبأ بما قد يحدث ، ستجد نفسك مشدوها بما تفعله هذه المرأة فتحبها تارة و تبغضها تارة أخرى .
يرى البعض أن الأساطير أو الفانتازيا كانت حاضرة لتتداخل مع الواقع مشكِّلة الأحداث ، عن نفسي أصدق بوجود عالم آخر يتدخل أصحابه في عالمنا هذا و أحيانا يكون ذلك بالاتفاق مع البعض فيأخذوا شيئا ليمنحوا شيئا آخر .
هل يكون التدخل و التمازج بهذه الصورة التي ظهرت ؟ لا أعلم حقيقة لكن قد يكون !
السرد كان مترابطا ، البناء الفني محكم ، اللغة ممتازة ، الشخصيات مرسومة بدقة ، الحوارات أضفت للرواية طابعا خاصا مع أنها قد تكون مزعجة أو غير مفهومة للكثيرين ، لكن الكاتب كان يشرح مباشرة المعنى من كل حوار .
هذه الرواية كُتِبت باقتدار ، ولو لم يكن ليحي امقاسم رواية غيرها فهي تكفي لتخليد اسمه .