مراجعات رواية أوقات عصيبة

في عالم لا يعرف الخيال ولا يؤمن إلا بالواقع .. الواقع فقط بدون أي أحلام .. فكرة رائعة إختارها الأديب العظيم تشارلز ديكنز وأحسن إبداعها وحبكتها.

الرواية مليئة بالعديد من الإقتباسات الرائعة ولكن ما لم يعجبني (أو بالأصح لم يصلني) هو عدم إظهار مشاعر الشخصيات بشكل جيد، وربما هذه هي العقبة الوحيدة التي تقف بيني وبين اغلب روايات تشارلز ديكنز، ولكن برغم ذلك سيظل كاتبي المفضل.

عندما كنت فى المرحلة الثانوية والمسماة ب( مرحلة عنق الزجاجة) ، ولكنها عندى هى مرحلة( تسفيه العقل) للاسف، المهم ان من حظى السعيد انى درست هذه الرواية فى مادة اللغة الانجليزية، لازلت اذكر زملائى وهم يحفظون عباراتها بكتابتها بالحروف العربية، وهو اختراع مصرى عبقرى، المهم.. اننى كنت لا احب هذه الطريقة ،ليس لكونى( جهبذا) ،ولكن لم اجد بها متعة، ولا زلت اذكر مشهدين من هذه الرواية، وكلاهما كان بطله (mr:gradgrind)، المشهد الاول كان عند دخوله الى الفصل الدراسى، وطلبه من المعلم ان يعلم التلاميذ الحقائق فقط(NOW, what I want is, Facts. Teach these boys and girls nothing but Facts. Facts alone are wanted in life. Plant nothing else, and root outeverything else. You can only form the minds of reasoning animals upon Facts: nothing else will ever be of any service to them. This is the principle on which I bring up my own children, and this is the principle on which I bring up these children. (Stick to Facts, sir اما الموقف الثانى فى نفس المشهد فكان لقائه( sissy Jup) ، وبعد سؤالها عن اسمها واعتراضه على قولها، ياتى بعد ذلك طلبه منها بان تصف له الحصان ، فتعجز عن الاجابة خوفا لا جهلا، فما كان منه الا السخرية(Girl number twenty unable to define a horse ('Girl number twenty possessed of no facts, in reference to one of the commonest of animals! Some boy’s definition of a horse، بصراحة كرهت ذلك الرجل جدا،ووعشقت رقة سيسى وخيالها البرئ، ولتلاحظ ان كلا منهما يمثلان كفتى ميزان الرواية، ما بين العقل والروح،الحقيقة والخيال، رواية جديرة بالاحترام والاعجاب

انها حقاً أوقات عصيبة أنتجها الايمان بالحقائق دون المشاعر ...اثبت الكاتب في حبكة روائية انه الحقائق وحدها لاتكفي لبناء حياة سعيدة فتشقي البطلة صاحبة الحقائق وتحيا الصديقة لاعبة السيرك ابنة المهرج التي تضفي علي الاب صاحب نظرية الواقع لايحتاج الا للحقائق والحقائق فقط البسمة بعد ان كان لايعرفها لتضيف لبيته الحب الذي طالما لم يعرف احدهم له معناً ..

ربما تحمل الروايات الأجنبية فكرة، حكمة ما؛

تضيق وتتسع بحسب أثرها على القاريء وما تلمسه من نبضات تكوينه .

لكن إبداع اللغة يتجلّى لي في الأدب العربيّ

من جمال أساليبها أحب أن أنهل، وفي روعة بلاغتها أشتاق للإبحار

لا مثيل للحرف العربي في إسعادي وإطرابي ..

“ إنّ الذي ملأ اللغات محاسناً .. جعل الجمال و سرّه في الضّاد ”

-أحمد شوقي

السيد جراد جرايند صاحب مدرسة مؤسسة على تدرس الوقائع ومحو ما يُطلق عليه الخيال، وبالطبع أنشأ أبنائه على ذلك ولكن تظهر طفلة ابنة مهرج في السيرك وتحشو رأس أطفاله بالخيالات والأفكار الغير مرجوة، فيقرر لسبب ما أن يربيها ويؤسسها كما فعل مع أبنائه.

كانت هذه هي مرحلة البذر فالرواية مقسمة لثلاث أجزاء ، يليها الحصاد والحصيلة لنرى كيف أصبح أطفال جراد جرايند في شبابهم.

ونرى حب لويزا الشديد لأخيها ورغبتها في مساعدته بأي ثمن حتى أنها تضحي بأي شيء من أجله.

وأيضا تطرقت الرواية للعمال فهي حدثت أعقاب الثورة الصناعية وكيف كان يُنظر إليهم كحثالة من أعيان المجتمع متمثلة في باوندربي.

رواية كلاسيكية اجتماعية ليس لها شخصيات رئيسية محددة، فهي من أجل أن نرى نشأة الأطفال على التربية الحديثة لجراد حرايند وأثرها عليهم.

فكرة الرواية رائعة للغاية، لكن بهذا الأسلوب البطئ وكثرة الأحداث التي لا داعي لها، جعلت هذه الفكرة ضائعة في هذا الحجم الكبير من الأحداث.

النسخة التي قرأتها هي نسخة الأدب العالمي للناشئين من الهيئة العامة للكتاب ومن الواضح والمتفق عليه أيضاً أنها نسخة منقحة وملخصة وليست الترجمة الأصلية لما كتبه تشارلز ديكنز فعلياً لذا يصعب تقييمها كرواية لتشارلز ديكنز، إذ أنها لا تعدو كونها مجرد ملخص يفتقد للأسلوب اللغوي وبناء الشخصيات بصورة طبيعية، لا أعلم إن كانت النسخة الأصلية للرواية بها نفس العيوب أم لا، ولكن تلك النسخة التي بين يدي لا تستحق التقييم سوى بنجمة واحدة

رائعه جدا

ما توقعت تطلع حلوه لهلدرجة ⁦❤️⁩

من أجمل مؤلفات ديكنز.