النائم على الرصيف يفتح عينيه بين وقت وآخر
يحدّق بي
ويتمتم: ألا تعرفني؟
ألستَ أنا حين كنتُ أمشي؟
ألم نعبر الأرض معاً؟ مرَّات على الأقدام ومرَّات في سهونا عن الأرض؟
ألم نغرق في النهر معاً؟
والنمال التي كانت على الدروب، كم مرَّة رفعتْ أقدامَنا عن الأرض وغيَّرتْ وُجهاتنا؟
قل للعابر أن يعود نسي هنا ظله ويليه.. من أخذ النظرة التي تركتها أمام الباب؟
نبذة عن الكتاب
أشعار "وديع سعادة" تطمح دائماً إلى الغوص في الموضوع الكوني والمأزق الوجودي وسؤال الذات، يلفت إلى ذلك في أعماله الشعرية التي امتازت بتقنيات شعرية، ولغة خلاقة، استطاع أن يوظف خلالها ألفاظه توظيفاً دلالياً مميزاً مطابقاً للمعاني التي أرادها، يتبدى ذلك بوضوح في مجموعته الشعرية التي حملت عنوانين "قل للعابر أن يعود نسي هنا ظله، ويليه... من أخذ النظرة التي تركتها أمام الباب؟) إذ يقذف بنا في عالمه الشعري الذي يشكل رحلة الذات نفسها من الظلمة إلى النور، وهذا إن دل على شيء فإنما يدلّ على أصالة وقدرة على إيقاظ الحس الإنساني لدى المتلقي... في قصيدة بعنوان [النائمون على الحافة] يقول: "النائمون على الحافة جميلون... لا النهار لهم ولا الطريق... ليس عليهم أن يروا ولا أن يمشوا... النائمون على الحافة... وصلوا... كانت على الطرقات شاحنات تصمُّ الآذان... وشوارع ومفارق يدورون فيها عمياناً... كانوا يبحثون عن مكان، لا إشارة له... يبحثون عن طريق، لا مفرق لها ولا علامة... فناموا على الحافة... ووصلوا... في نومهم". من عناوين المجموعة نذكر: الطريق، الذي غرق، انظر إلى الجبل، غيوم، رغبة... إلخ.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 127 صفحة
- دار نلسن
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب قل للعابر أن يعود نسي هنا ظله ويليه.. من أخذ النظرة التي تركتها أمام الباب؟
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Marwa Eletriby
وإنْ أردتَ رفيقاً، فأيُّ رفيق أعزُّ من وحدتك؟
.
ابحثْ في التراب قد ترى أصدقاء، وقد تتعرًّف إلى ناسٍ لا تعرفهم.
انبشْ التراب الذي في قلبك، ستجد كثيرين مدفونين هناك، ينتظرون أن يصل مِعْولك إليهم كي يحيوا
.
على حوافي العين رمل، قد يكون من الدموع. من دموع المتعبين الذين يمشون كلًّ حياتهم ولا يجدون مقعد
.
أمكنة كثيرة في رئتيه
وناسٌ كثيرون
دخلوا مع الهواء ثم غابوا
وما تنفًّسه
كان غيابهم
.
كيف للسابح أن يصل
والبحر يغرق؟
.
لا تدقَّ على الباب
امشِ
مَن في الداخل يدقُّ على الباب أيضاً
ولا أحد يفتح له
.
قُصَّ عليهم حكاية المسافات
التي مهما مشت
تبقى في مكانها
.
أخبرْهم عن الجنّ الذي يلتهم أطفال القلب
عن القلب الذي مهما حَبِلَ
يبقى عاقراً
حدّثْهم عن العشب الذي له عيون
وعن التراب الأعمى
عن الرياح التي كانت تريد أن تقول شيئاً
ولم تقلْ
وعن الفراشة البيضاء الصغيرة التي دقَّت على بابك في ذاك الشتاء
كي تدخل وتتدفأ
.
كلُّ ما رآه كان مشهداً واحداً: قلبه
مسافة طويلة
طويلة ولم تكن
غير دوران في قلبه
.
وديع سعادة من القلائل اللي بيبهروني
وببقي عايزة أخذ الكتاب كله إقتباسات