ينبغي من الأن أن تطرد عنك الكسل فما بالجلوس على الرّياش ولا تحت الأغطية، تدرك المجد يوماً.
ومن أنفق حياته بدون مجدٍ خلّف على الأرض أثراً كأثر الدّخان في الهواء أو الزبد على الماء.
فلتفق ولتقهر وساوسك بالفكر الذي يغنم في جميع المعارك، ما لم تزعزعه وطأة جسده.
بهذه الكلمات أحاول أن أصف الرهبة والرغبة التي كان دانتي قادراً بملحمته على أن يولدها في نفس من يقرؤها، وذلك في قسمي الجحيم والفردوس، فقد كان وصفه للأهوال وأصناف العذاب التي تصيب المخطئين من البشر، والدرجات المختلفة للجحيم، لمختلف مستويات الأفعال السيئة لبني أدم، قادراً وبشكل قطعي أن يدخل الرهبة والخوف في النفس، وان يدفعها بعيداً عن هذه الافعال، وفي قسم الفردوس، يحبب دانتي إلى نفس القارئ كل الفعال الحسنة والتي تقود في النهاية صاحبها إلى أعالي الجنات ونعيمها، متمتعاً بدرجة من النعيم تناسب حسن اخلاقه وتصرفاته وقراراته في الحياة الدنيا.
وافضل جزء في نظري هو المخلص، ودخول محبوبة دانتي "بياتريشي" إلى الملحمة الشعرية، ووصفه لكل من الحال التي احسها عند لقاء محبوبته والبهاء الرائع الذي تتمتع به ،وذلك بعد فراق طويل، وكونها المخلص له، الذي قاده إلى السماوات وعبر النعيم، في مجاهل القداسة والروعة. فنظراتها العذبة وعيناها الساحرتان ترى كل شيء وتعرف كامل رحلة الحياة.
ومن الرائع أيضاً السرد الرائع والقوة الأدبية التي يتمتع بها دانتي، واستخدامه عدة لغات في كتابته بهدف إيصال المعنى بالشكل الكامل وحسب الحالة التي وجد بها المعنى ضمن الملحمة، واستخدامه لقصص المثيولوجيا القديمة الرومانية واليونانية كان جميلاً، كما كانت الطريقة التي استخدم بها التشابيه بشكل يعتمد على أعمال أدبية قديمة، وربط الافعال مع الحوادث في هذه الاعمال الادبية بشكل يبعث على الذهول.
يمكن ان يشعر القارئ في بعض النواحي ببعض الملل بسبب ذكر الكثير عن قصص لملوك واشخاص ووو قدماء جداً قد لا يعتم القارئ في المعرفة عنهم.