إن علم نفس الجماهير كتعريف هو العلم الذي يدرس العلاقة بين الفرد والمجتمع، ومن ثم دمج الإنسان في المجتمع أو تحويله إلى كائن اجتماعي. وبالتالي فهو يقوم بدراسة الفرد بصفته إنساناً متأثراً بالأفراد الآخرين وبالمجتمع ككل.
وقد كان غوستاف لوبون من المؤسسين الأوائل لهذا العلم.
يقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام:
في القسم الأول يتناول لوبون الخصائص العامة للجماهير بالإضافة إلى الأفكار والمحاجات العقلية ومخيلة الجماهير، وأخيراً الأشكال الدينية التي تتلبسها كل قناعات الجماهير.
وبعد ذلك البحث ينتقل الكاتب للحديث في القسم الثاني عن آراء الجماهير وعقائدها حيث يتحدث عن العوامل البعيدة لعقائد الجماهير وآرائها بالإضافة إلى العوامل المباشرة التي تساهم في تشكيل آراء الجماهير، كما يتحدث أيضاً عن محركي الجماهير ووسائل الاقناع التي يمتلكونها، وأخيراً محدودية تغير كل من عقائد الجماهير وآرائها.
في القسم الثالث والأخير من هذا الكتاب يتناول الكاتب تصنيف الفئات المختلفة من الجماهير حيث يصنفها إلى جماهير غير متجانسة (جماهير مغفلة وجماهير غير مغفلة) وجماهير متجانسة (الطوائف، الزمر والطبقات)، كما يقوم بدراسة بعض أنواع الجماهير مثل الجماهير المدعوة بالمجرمة، محلفو محكمة الجنايات، الجماهير الانتخابية والمجالس البرلمانية.
إن أهم ما في هذا الكتاب هو أسلوب تحليل لوبون لنفسية الجماهير وخصائصها وآرائها، لكننا في ذات الوقت نرى العديد من الأفكار التي نالت من قيمة الكتاب مثل "روح العرق" التي يتحدث عنها لوبون باستمرار في العديد من كتبه حيث تتجلى عنصرية لوبون في هذا المصطلح.
ومن مثالب هذا الكتاب أيضاً أن الكاتب يعزو كل تصرف "بدائي" أو همجي أو غير عقلاني في كل حركة جماهيرية إلى نفسية الجماهير، حيث ترى أن الجماهير في نظر لوبون ليست إلا قطيع ضال في أدنى درجات البدائية، حيث لم يذكر أي صفة إيجابية لصالح هذه الجماهير