الى عمر هذه اللحظه من القراءه فإني ما زلت بقراءة ملخص هذا الكتاب واعني بها ترجمة نظمي لوقا لكتاب "علم الأحلام" لفرويد وهو كتاب اظن به انه اوقفني على المفاصل الرئيسيه التي تبرع الترجمه التفسيريه للكتاب المتمثله بترجمه الاستاذ مصطفى صفوان بتبيان الكتاب بشكله الجلي
في الترجمه الميسره المذكوره اعلاه يبين فرويد النظره الميتافيزيقيه القديمه للاحلام وبأنها انبعاث من عالم الجن او من عالم الآلهه مرده الكشف عن غيب او الإبلاغ عن نبؤة للمستقبل ثم الخروج عن طريق ارسطو من هذه النظره إلى النظره العلميه للأحلام بالقول بأنها النشاط النفسي الحادث في الحلم او تفكير النائم من حيث هو نائم اثناء الحلم ثم يستطرد الكاتب بعد ذلك بتبيان وجهة نظر العلماء في هذا الموضوع مع اخذه عليهم انخفاض
نسبة العامل النفسي عندهم كأحد اهم مصادر صورية او بشكل ادق نشأة الحلم فجل العلماء اورودوا لذلك منبهات حسيه خارجيه كالمنبه مثلا وكيفيه إثارة هذه المنبهات لصور الحلم عن طريق نظرية الاوهام وهي بأن الذاكره تنتقي للمثير الخارجبي صورا وفق دقة انطباعه عنه ..ثم المنهبات الحسيه الداخليه اي الهلاوس القبنوميه التي قد تعترض قبل النوم صور او اصوات تزور النائم قبل نومه وبأنه ما من حلم صوري الا ويحدث بتهييج من شبكية العين..ثم يستعرض مصدرا رابعا الا وهو المنبهات العضويه الداخليه مثل او بالاحرى المصدري المرضي للحلم وكيف ان وقوع المرض على عضو معين يتحكم بظهور صور معينه الا ان فرويد يعترض على هذا الفرض لأنه الدراسات دراسة على مباعث الاحلام عند الاسوياء ومن انه ليس من الضرورة مرض الاشخاص حتى يحلمون ثم يذكر بعد ذلك المصدر النفسي وكيف ان هذا الاخير لم يأخذ قسطه الكافي بالبحث كما عند العالم برانت والذي مسك على رأي فرويد بمفتاح تحليل الاحلام ولم يكمله غبرانت يقول بإمكاننا تحليل مصدر كل صورة في الحلم ولكن هذا يتطلب مجهودا كبير عدا عن انه يفضي بنا لأمور نفسيه لا نلقي لها اكتراث! يقول فرويد ان الجانب النفسي لصعوبة الغوص فيه..يذكر فرويد في الكتاب ان هدف الاحلام " هو دائما" تحقيق رغبة لم تتم رغبه لم تشبع وتأجل لها ذلك او كبتت لأنه لا يجوز التصريح به او رغبه بالأصل يحرم الواقع ظهورها ثم يسكن هذه الرغبات الثلاث بجهازنا النفسي والذي تترتب فيه الرغبات المذكورة آنفا على الترتيب شعور ما قبل الشعور واللاشعور وكيف ان اللاشعور هو اساس جهازنا النفسي وان الشعور والذي كان يعزى إليه كل نشاط الإنسان ما هو الا جزء منه
بناء على هذا التقسيم النفسي يوجد احلام واضحه كما عند الاطفال ساكنه في ما قبل الشعور وتعبر عن رغبتها بصراحه لأن الجهاز الرقابي " الشعور " يسمح بظهورها فتظهر جلية واضحه بينما الرغبات المكبوته الساكنه في ما قبل الشعور واللاشعور لا بد لها من ان ترتدي صور الاحداث التافهه الحادثه في افرب فتره زمنيه سابقه او انها قد تمتد استعارتها لخبرات الطفوله حتى ترتدي صورا لرغباتها التي يحرم الشعور ظهورها وتنفس عن نفسها اي عن طاقتها المكبوته لهذه الرقابة بالذات لا تظهر كثير من الاشياء المكبوته وهي إن ظهرت جزئيا اي بجانبها الصوري في الليل فلا ضير من ذلك بلسان حال الشعور ما دام انها لن تتخذ في الجهاز الحركي الموجود في الشعور حركة اي فعلا. اثارت انتباهي نقطة جميله يذكرها الكتاب تقول انه يجب ان لا ننزعج من استيقاظتنا المتكرره من الاحلام وهي الحادثه وفق تفسير فرويد لوجود طاقه في الرغبه التي تسكن اللاشعور تفوق الرغبه بالنوم في منطقة ما قبل الشعور لأن ذلك تنفيس عما بداخلها افضل من ان تضل موتوره تقضنا ليل نهار.
وعلى اباعتراف بوجود جهاز الرغبات الممنوعه فينا اي اللاشعور فإن الاعتراف به لا يبرر ولا يفضي الى الانسياق وراء رغباته فالتربيه والاخلاق مقدمه في الواقع وهي الاشياء التي يتبناها الشعور اي الوعي في الواقع ومنها كانت اهمية وجود الشعور وممارسته الرقابه على اللاشعور إذ ان ليس كل شيء محلل له الظهور من هنا نعي اهمية الشعور وحده من فعل اللاشعور بتعطيل جهازه الحركي عنه ليبقى تنفيس اللاشعور يمر بصور لولا ان شوهها ما امكنها المرور وليكن بذلك مصلحة الاثنين في الاخير واحد بعدم فقدانه وظيفته اي الشعور وواحد بتنفيسه عن رغباته المكبوته بطريقه تريحنا اي اللاشعور
وعلى ما يسكن هذا الاخير من محرمات فإنه لا يعتبر معيارا لقياس أخلاق الاخرين هذا شيء يجزمه قول افلاطون " الفاضل شروره لا تتعدى دائرة احلامه بينما الشرير لا تكفيه الاحلام بل يتعدى إلى الفعل"
نقطة جميله تقول" بأننا فضلاء ليس لأننا بلا غرائز بل لأنها بنا ولأننا قادرون على التحكم بها بالشعور وبالتحكم باللاشعور بالغة قواه ما بلغت"
كتاب اضاف لي الكثير وسيضيف بالتأكيد بكوني بصدد قراءة لأصل.