"أحنا ما درنا بالنا على العراق .. كلنا"
يوماً ما قالت لي صديقتي العراقية كلمات تشبه هذه العبارة عندما تحدثنا عما يحدث في العراق
قالت بإن الصراعات والقتل والطائفية لا تنتهي وكل منهم ينظر للأمر من جهته لا أحد يهمه العراق .. لو يهمهم ما خرّبوا ما قتلوا وشردوا
لازلت بعد كل هذه السنوات أتذكر صوتها في أذني كلما حدثتني العراق قبل أن تتركها
وأتذكر بكاءها يوم إجتياح العراق والرعب الذي أصابها على أهلها في ذلك الوقت
هذه الرواية جعلتني اتذكر كل عراقي قابلته في حياتي .. أتذكر رنة اللهجة العراقية في أذني
كنت أسمع الحوارات في الرواية بصوت كل عراقي وعراقية عرفتهم يوماً
أستاذي في المدرسة بشاربه الكبير وصوته المحبب إلي قلبي
أولاده وزوجته وعلاقتهم القريبة بنا لسنوات طويلة
اصدقاء تعرفت عليهم في أماكن مختلفة
منهم السّني ومنهم الشيعي ومنهم المسيحي
لم يكن يوماً الدين جداراً بين أياً منهم
وكل واحد منهم كان يرى العراق بشكل مختلف
كما قالت مها
" كل يبكي على عراقه السعيد"
مها وإن كانت تُمثل وجهة نظر إلا إنها رمز لكل أم فقدت اولادها في ظل مايحدث
رمز للحزن الذي يسكن الكثير من البيوت العراقية
هذه الرواية بالرغم من صغرها إلا إنها تحمل داخلها مآسي وآلام وأحزان شعب بأكمله
القراءة الأولى لـ سنان أنطون والأولى في الأدب العراقي
واعتقد أني سأظل أتذكرها طويلاً ..