أهو أونوريه دو بلزاك؟
أهو فيكتور هوغو؟
أهو كاتب فرنسي من القرن الثامن عشر أو التاسع عشر؟
لا لا، إنه ميخائيل ليرمنتوف، ذلك الشاعر الروسي الذي عاش في الفترة (1814-1841)...
من هو بطل هذا الزمان؟
هو الضابط الروسي جريجوري ألكسندروفتش بتشورين..
ومن هو بتشورين هذا؟ وما الذي فعله ليكون بطلاً، فنحن لم نره في هذه الرواية التي تتضمن خمس قصص عنه، سوى ضابط وسيم حاد الذكاء لكنه ضجر جداً بحياته، ومستاء من كل شيء، ولا يحفل بمجتمع الطبقة الراقية الموسكوفي، ولا يأبه لأحد.. فكل مغامراته الخمس تنتهي بموت أحد الأشخاص.. أي حيث ما وُجد يجلب معه المأساة!
وأي بطل يكون هكذا؟!
لقد أجاب ليرمنتوف بنفسه عن هذا السؤال، بقوله أن بتورشين ليس سوى صورة مجتمع بكامله، وجيل شاب مقموع الأحلام، فاقد الهوية تحت ظل الإمبراطورية القيصرية...
أسلوب الكاتب مذهل ورائع، للحظة شعرت بأن بتشورين أحد شخصيات بلزاك في ملهاته الإنسانية مثل أوجين دي راستنياك... شعرت بأن أسلوبه يختلف عن باقي روايات الأدب الروسي التي قرأتها.. أسلوب وصفي وسردي وتحليلي بامتياز...
تكمن عبقريته في تحليله وإظهاره لبواطن نفس بتشورين بطريقة مذهلة، فأسقط على بطله جميع نقائص ورذائل وخيبات مجتمعه في تلك الفترة...
بطل من هذا الزمان حقيقة هو ليرمنتوف الذي وضع بروايته هذه حجر الأساس للفكر التقدمي الروسي وسقوط القيصرية..