ليس من السهل أن يكتب أحدنا عن شيخ العربية أبو فهر محمود شاكر رحمة الله عليه.
"أباطيل وأسمار" هي مجموعة مقالات ترد على كل طاعن في دين وتراث وحضارة وثقافة الأمة الاسلامية العربية، من مثل لويس عوض ، الذي حضي بالنصيب الأكبر .
وحتى لا يقال عني ما قيل عن " أبو فهر" ، وذلك عندما تعرض لويس للقرآن والحضارة الإسلامية بشكل عام، وعندما رد عليه ابو فهر كذبه وبين له جهله ، اتهمه البعض بأنه يسعى للفتنة الدينية والوطنية !..الخ
لذا فلن أتحدث كثيرا عن موضوع المقالات بعينها، وسأتركها لمن أراد قرأتها، وإذا ما سألني أحد عنها سأقوله له: أنصحك بها.
إلا أن الملاحظ في كتابات " محمود شاكر" ، هو قوته وتمكنه من اللغة والشعر وما يتعلق بهما، حتى إذا ما قرأ أحدنا له أحس بأنه يقرأ لأحد من أولئك القدامى كما في كتب الأدب العربي في جماله وبيانه وروعته، وليس كما نكتب أو أكتب أنا الآن! بهذه اللغة التي ربما لو قرأها أحد كأبو فهر لضحك حتى بان سنه! أو ضرب كف بكف على ما وصلنا إليه من ركاكة اللغة ، وكما يقول هو نفسه " حتى اصبحت اللغة غريبة بين أهلها"!.
وفي البداية ، يجاهد القارىء نفسه – غير المختص- في الاستمرار بالقراءة ، ذلك لأن الصفحات الكثيرة الأولى تتكلم بشكل خاص عن " أبو العلاء المعري " ودفاع ابو فهر عنه من اتهامات لويس عوض، -حتى تقول ما لي وللمعري"؟ حتى إذا ما قطعت شوطا تجد الصورة قد بدأت تتضح، ذلك عندما يتم الربط بين الطعن في التاريخ والكذب فيه وعلاقته باللغة والاستعمار والتبشير.!
كتاب أقل ما يقال فيه بأنه يفتح لك آفاق جديدة ، وطريق جديد لفهم الواقع والربط بين الأمور بشكلها الصحيح، والتاريخ والحذر من الأخذ منه بشكل عابر دون تدقيق وخصوصا إذا ما كتب فيه او عنه أحد من ( أعداء الأمة).!