النص سيرة ذاتية مكونة من قسمين,
رحلة الصعلكة فى البلاد وحكاية النشأة.
القسم الأول "عراقى فى باريس"
يذكر بالتفصيل الملل شتّى أسماء الأحياء والميداين والشوارع والبارات الفرنسية.
بانورما لأهم الأحداث المعاصرة لتلك الفترة ( 1979-1990).
أهم صور التطور الأجتماعى والسياسى لمثقفى العرب المغتربين.
القسم الثانى " البائع المتجول والسينما "
الجزء الروائى فى الكتاب يتناول سيرة الكاتب الذاتية منذ بدايات الطفولة إلى الخروج من العراق شاباً هارباً من جحيم التصفية العرقية من قّبل العصابات الكردية و السنية.
شاب مغرم بالسينما و يحلم بالسفر لإمريكا ويعمل ككاتب سيناريو.
الأسلوب: أقوى أداة للكاتب هى التنوع الفكرى لتكوينة,
فهو آشورى عراقى عاش فى معظم الدول العربية وأستقر فى باريس وتعلم وشاهد الكثير , لذا فهو صاحب قلم قوى يمتلك زمام الكلمة.
القسم الأول يصنّف كأدب رحلات, إما الآخر فهو أدب سيرة ذاتية.
التأثير السينمائى واضح فى النص لما تشعرة من فضول ينتابك لقراءة الفصل التالى, خاصه فى عدم وجود إيه إضافة للأحداث أو للنص.
أسلوب تشويق أستفاد منه كتاب سيناريو لإدخالة فى نص روائى هش التكوين .
الحبّكة: تكاد تكون معدومة وإن ظهرت على إستحياء فى القسم الثانى من الكتاب.
الشخصية: هى الحبّكة الرئيسية للكاتب, عمل على تطوير الشخصية بشكل جيد وأستطاع أن يمسك جيداً بأبعادة النفسية والأجتماعية, لكن الأحداث المحيطة بالشخصية مجرد كائنات خرافية لا تؤّثر فى البطل,
مثل محّرك الدُمًى يلعب بخيوط الدُّمْيةُ ببراعة لكن باقى العرائس لا تتسق معها فى التمثيل.
يبدو هذا واضح فى العدد الهائل من المعلومات المقدمَة من الكاتب
لحشو الصفحات, والكثير من الشخصيات التى لا علاقة لها بخط الشخصية الرئيسية.
الِإطناب والملل سمَة الرواية بلا شك, على الرغم من كفاءة الكاتب الأدبية.
أتحسس خيرى شلبى بتفاصيلة الممتعة كلما قرأت فصل من فصول الرواية.
مع خيرى شلبى تتّحد التفاصيل مكونة نسيج روائى محكم لخدمه النص.
إما التفاصيل مع الكاتب تتنافر مكونة حقل مغنطيسى آحادى القطبين.
خيرى شلبى واضح كلوحة نوبية "لبيكار" ,
إما الكاتب يبدو مثيراً للجدل كلوحة تكعيبة "لبيكاسو" .
يختلف رأيك فى لوحة بيكاسو مع الآخر طبقاً لتذوقك إياها,
لكنك لن تجد إختلافاً على لوحات بيكار الأصيلة.
كان من الأفضل أن يعطى الكاتب للرواية مساحة أكثر من التخطيط الروائى,
يهتم بمكونات الرواية كما أهتم بسرد التفاصيل غير المرتبطة بالنص.
يمتلك خبرة حياتية و قدرة أدبية تمكّنة من تجزئه الكتاب إلى أكثر من خمسة كتب, مع الأهتمام بتوضيح هدف يخرج منه القارى بعد أن ينتهى من الرواية.
بالتأكيد لن تخرج من الرواية كما دخلت, فهى ملئية بالمعلومات والأحداث التاريخية والسياسية- زخَم التفاصيل- لكنها غير محكمة تفلت مجرياتها من يد الكاتب ومن ذهن القارئ.
رواية متوسطة المستوى تحتَمل حذف أكثر من ربعها ولن تشعر بالفرق.