إن هذا الكتاب هو موجز لكل ما كتبه الكاتب عن تاريخ الحضارات، أي يمثل رأي الكاتب ووجهة نظره في مسيرة الأمم أو محاولته لكشف سر ولادة بعضها وموت بعضها أو قابلية انتقال الحضارة من أمة لأمة
ولعل ما توصل إليه يرفض علم النفس الحديث بعضه ويمكن أن نقبل بعضه ونرفض البعض الآخر لتميزه وخاصة فيما ذكره بخصوص تصنيف الأمم أو رفضه لمبدأ المساواة على صعيد الأمم فلا بد في نظره من أمم راقية وأمم لا تملك القدرة على الرقي
ولعل أهم ما جاء به في هذا الكتاب هو ما أسماه بـ "روح الشعب" لكن ليس كل ما يتعلق به، ولا يقل أهمية عنه أيضاً فصله بين الخلق والمزاج العقلي
كما أنه قد لفت نظري أيضاً ربطه أنظمة أنه ما وفنونها وآدابها بروحها ولا يمكن لدولة أن تغير تلك النظامات أو الفنون إلا بتغيير روحها حيث يمكن ملاحظة ذلك عن طريق تعديل أمة ما لفن ما كانت قد نقلته من أمة أخرى إليها، فهي لا تعمد إلى استنساخ فن أمة أخرى بحذافيره إلا إذا كانت في حالة غير مستقرة