لقد كانت مسالة بدء العالم والحياة والانسان من اولى المسائل التي الحت على العقل البشري والتى تصدى لمعالجتها منذ فجر طفولته فلا نكاد نجد شعبا من الشعوب الا ولدية اسطورة او مجموعة اساطير في الخلق والتكوين واصول الاشياء . نزولا الى العصر الحديث ، حيث احتلت هذه المسالة الجانب الاكبر في ميتافيزيقا جميع الفلسفات ، وشغلت حيزا هاما في العلوم الحديثة ، فحلت النظريات العلمية الحديثة محل الاسطورة ومحل التامل الفلسفى المجرد
مغامرة العقل الأولى
نبذة عن الكتاب
الأسطورة حكاية مقدسة تقليدية، بمعنى أنها انتقلت من جيل إلى جيل، بالرواية الشفهية. مما يجعلها ذاكرة الجماعة التي تحفظ قيمها وعاداتها وطقوسها وحكمتها، وتنقلها للأجيال المتعاقبة، وتكسبها القوة المسيطرة على النفوس. فهي الأداة الأقوى في التثقيف والتطبيع والقناة التي ترسخ من خلالها ثقافة ما وجودها واستمرارها عبر الأجيال وحتى في فترات شيوع الكتابة، لم تفقد الأسطورة الشفهية قوتها وتأثيرها. ذلك أن الألواح الفخارية، كانت محفوظة في المعابد وفي مكتبات الملوك، ولا تلعب إلا دور الحافظ للأسطورة من التحريف بالتناقل. وبقي السمع هو الوسيلة الرئيسية في تداولها. وفي أكثر من مناسبة دورية، كانت الأساطير تتلى أو تنشد في الاحتفالات الدينية العامة، من ذلك مثلاً، أعياد رأس السنة في بابل، حيث كانت تتلى وتمثل أسطورة التكوين البابلية. وأعياد الربيع حيث كانت تتلى وتمثل عذابات الاله تموز. بالإضافة إلى ذلك فإن الأسطورة هي أيضاً نص أدبي، وضع في أبهى حلة فنية ممكنة، واقوى صيغة مؤثرة في النفوس، وهذا ما زاد في سيطرتها وتأثيرها. وكان على الأدب والشعر، أن ينتظرا فترة طويلة، قبل أن ينفصلا عن الأسطورة. لقد وضعت معظم الأساطير السورية والسومرية والبابلية في أجمل شكل شعري ممكن. وقام هوميروس بصياغة معظم أساطير عصره المتداولة، شعراً في الأوديسة والإلياذة. وإلى جانب الشعر والأدب، خلقت الأسطورة فنوناً أخرى كالمسرح الذي ابتدأ عهده بتمثيل الأساطير الرئيسية في الأعياد الدينية. كما دفعت فنوناً أخرى كالغناء والموسيقى وغيرها. وبعد هذا كتاب في أسطورة الشرق القديم، وهو بين يد القارئ في طبعته الثالثة عشرة. وهدف الباحث من وراء كتابه هذا التعريف بالأسطورة في سوريا القديمة وبلاد الرافدين، معتمداً في ذلك على النصوص الكاملة لأهم الأساطير المعروفة والتي تم استحضارها من خلال أكثر من نص وأكثر من ترجمة. وقد كانت براعة الباحث في تقديم كل أسطورة في مناخها العام من الأساطير واضحة حيث أخذت كل أسطورة في هذه الدراسة مكانها في صورة الأساطير ككل، مستمدة تفسيرها من البنية الإجمالية للدراسة. وكان منهجه في تقديم الأساطير يعتمد على جمعها من مجموعات وفق موضوعاتها لا وفق تسلسل زمني أو توزع جغرافي، لأن تفسير أسطورة ما، يبدو عصياً، إذا لم ينظر إليها من خلال منظور شامل، يجمعها مع غيرها من الأساطير التي تعالج نفس الموضوع. وهو منهج جديد في دراسة أساطير المنطقة. بالإضافة إلى ذلك قام الباحث ومن خلال أسفار الكتاب، بمقارنة شاملة مع كتاب التوراة العبرانية، فيما يتعلق بالنصوص الأسطورية الواردة فيه، وذلك لإظهار، مدى اعتماد الثقافة اليهودية على الثقافة السورية والبابلية في صياغة أهم مرجع ديني وثقافي لدى الشعب اليهودي، مظهراً علاقة الأساطير السورية والبابلية بأساطير الشعوب المجاورة كالمصريين والإغريق، متتبعاً ما أمكنه ذلك الأصول الشرقية للأساطير الإغريقية. أما لماذا اقتصر بحثه على سورية وبلاد الرافدين دون بغية ثقافات الشرق القديم، فيوضح الباحث بأن ذلك راجع لأسباب ثلاثة: الأول هو الوحدة الثقافية القائمة في هذا الجزء من المنطقة، هذه الوحدة الثقافية القائمة في هذا الجزء من المنطقة، هذه الوحدة هي التي تعطي لأي بحث يدور حولهما طابع الانسجام والتكامل. والثاني راجع لاتساع الموضوع وتشعبه، مما لا يسمح بدراسة وافية لميثولوجيا الشرق القديم في كتاب واحد ومن قبل مؤلف واحد. أما السبب الثالث فهو يرجع إلى ميل الباحث إلى آداب هذه المنطقة، وولعه بتاريخها وتراثها. وإلى ذلك كان توجه الباحث من خلال كتابه هذا لم يكن إلى زمرة معينة من القراء، بل توجهه كان إلى زمر متعددة فالقارئ العادي يجد فيه موضوعاً جديداً على الكتابات العربية الحديثة، لأنه أول كتاب يعالج موضوع الأسطورة على هذا المستوى من الإحاطة. وسيجد القارئ المطلع كثيراً من المعلومات الجديدة والتفسيرات الجديدة. كما سيجد المهتمون بالديانات المقارنة عدداً لا بأس به من النقاط القابلة للدراسة والمناقشة، وكذلك الأمر فيما يتعلق بدارسي الآداب والديانة اليهودية. أما بالنسبة للمتخصصين، فيأمل الباحث أن تفتح النظرات والأفكار الجديدة التي طرحها في ثنايا هذا الكتاب، مجالاً لحوارات مجدية.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2002
- 386 صفحة
- دار علاء الدين
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب مغامرة العقل الأولى
مشاركة من Marwa Ahmed
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
ثناء الخواجا (kofiia)
يفتتح السواح الكتاب بمُقدمة يحكي فيها كيف استطاع إتمام هذا الكتاب. فقد تنقل بين العديد من المكتبات العالمية وقضى فيها وقتاً كثيراً يقرأ بنهم ويكتُب ملاحظاته بشغف، وأخذ يتنقل كذلك بين العديد من الكُتاب والمفكرين حتى يأخذ من تجاربهم كي يكون كتابُه الأول منارة علم كبيرَة. إن البعض يُنهي دراسة ما خلال فترة قصيرَة بينَما البعض يأخذ سنوات طويلة كي يُتم كتاباُ واحداً حتى يكُون شبه كامل. لا أتوقع من شاب قضى فترة طويلة يبحث ويقرأ، إلا كتاباً عظيماً كهذا الذي أنجزه السواح. والجميل في الأمر أن هذا الكتاب كان من أوائل الكُتب، ورُبما الأول الذي كُتب بالعربية عن الأسطورة وتاريخها فهُو بذلك يُعد مرجعاً مُهماً لمن يُريد القراءة عن هذا المجال بتوسع.
يُجيب الكتاب على أسئلة كثيرَة كانت تتراوَدُ علينا. مثل : كيف بدأت الخليقَة ؟ كيفَ بدأ الكون ؟ ما نَظرَة الأوليين للخلق ونظرية التكوين ؟ ومعَ ذلك فهُو يفتحُ كُوة واسعَة من السماء لهُطول العديد من الأسئلة التي رُبما قد نجد جواباً لها في يومٍ ما.
يُخبرنا فراس في هذا الكتاب أن لجوء الانسان للدين كان بعد فشله الذريع في جميع الأمور وكان آخرها السحر. فلم يكُن هنالك من طريقَة ما لإتمام تغذية رُوحه إلا بوُجود الدين. وقد تبنت الديانات الثلاث الكثير من الأساطير كي تكُون هيكلاً لها. فالمسيحية تبنت العديد من الأساطير التي صارت أساساً لها. بينما الإسلام أثبت بعضها ، وجاء العلم ليدحضها جميعها ويعتبرها قصصاً مسلية. ولكن لم يمض وقت طويل إلا وصار الكُثر يعتنون بتفسير الأسطورة وفهمها.
كتبتها في عام 2009
تتمة المراجعة:
****
-
Marwa Ahmed
اخيرا خلصت دلوقتى الكتاب الرائع ده بصراحة قدملى معلومات ضخمة اولا الاسطورة هي سبيل الانسان للبحث عن اجابات للاسئلة الوجودية والعقلية الكبرى اللى كانت بتدور في عقل الانسان كالبحث عن اصل الحياة و الموت والصراع بينهما وماذا كانت الدنيا قبل خلق الكون و ما الذي يحدث للانسان بعد الموت وعن الصراع بين الرعي والزراعة والصراع بين الجفاف والخصب والنماء وعن الطوفان والجنة والجحيم وعن ماهية العالم الاسفل عالم الموت والظلام وعن اسطورة الاله الفادي والمخلص الذي يموت من اجل الحفاظ على حياة البشر وكل الموجودات على الارض وعن كيفية خلق الانسان من خلال كل هذه الموضوعات اخذنا الكاتب في رحلة طويلة عبر سرده للاساطير السومرية والاكادية والسورية وحديثه ايضا عن التوراة التى تاثرت في حديثها عن التكوين والخلق والطوفان والجنة والجحيم بالديانات القديمة ثم يحدثنا عن اسطورة الاله الميت والاله المخلص ويسرد تاثر المسيحية الكبير جدا بالديانات القديمة فيما يتعلق بالاله المخلص والميت والطوس السرية في سعي المسيحية للانفكاك عن اليهودية وان تكون ديانة لها كيانا خاصا بها
-
tarek hassan (طارق حسن)
اطلعت على هذا الكتاب منذ اكثر من عشرين عاماً. وعدت لقرائته الأن بعد أصبحت أكثر نضجاً واكتمالاً. كتاب رائع في البحث عن الحقيقة والتي ما فتئ الإتسان يبحث عنها منذ الأزل وهي الصراع ما بين الحياة والموت, وماذا يوجد بعد الموت الذي لا رجوع منه.
-
Shahed
ضمن رحلة أسطورية بدأت منذ نشأة الكون.. يأخذنا فراس في مغامرة العقل خلال هذه الفترة الطويلة. رحلة ممتعة بلا شك ومثيرة لكثير من التساؤلات وومضة لإدراك أنّ ما آلت إليه المعتقدات الدينية الآن ليست سوى نتاجاً سابقاً لتطور عقلي وفكري قديم.
بالطبع فإن هذا الكتاب على الرغم من هدفه الأساسي وهو دراسة في الأساطير والملاحم السومرية والبابلية والتوراتية، ومقارنة وجه التشابه الكبير بين تلك الأساطير، إلا أنه أيضاً يفتح آفاقنا للمرحلة الأولى من خلقنا نحن كبشر، وتحليلنا لكل ما رأيناه، وتفسيرنا لكل ما هو ظاهر، وإرجاعه نهايةً لقوى غير طبيعية (الآلهة)، ثم التعبد لها باعتبارها السلطة العليا لكل شيء.. أي إن ما أعنيه هو تحويل فكرة التجمعات البشرية ومساعدتها لبعضها دون تمييز أو تسلط للوصول إلى أهدافها اللازمة إلى مبدأ البقاء للأقوى وصناعة فكرة العبد والمعبود والشقاء للوصول إلى لقمة العيش الذي هو حق طبيعي لكل كائن حي.
طبعاً هي نقطة واحدة وددت طرحها من النقاط التي تحوي هذا الكتاب، و كتابة مراجعة بسيطة لا تفي الكتاب حقه نظراً لكثرة الأفكار والأسئلة التي تنتج بعد قراءة الكتاب.
ولعل أهم ما نجده ويلفت بصيرتنا هو التشابه القوي بين النصوص السومرية والبابلية و التوراتية، وهي غالباً -كما اعتقد فراس وانا أؤيد هذه النظرية- كانت بسبب التناسخ المتتابع للأساطير. نرى القصص متشابهة وأسماء الآلهة متشابهة أيضاً.. لكن هل كان كل ذلك من وحي العقل البشري؟ بالطبع الآن تعتبر جميعها أساطيراً وكلمة أسطورة تعني قصة غير واقعية وعجيبة قد تتدخل فيها قوى غير طبيعية أو خرافة شعبية، وعلى اعتبارها كذلك: ما الذي دفع الإنسان في تلك المرحلة لاختلاق تلك الأساطير؟ فإذاً قد تكون إما صحيحة أو نسجاً من الخيال لا أكثر لتبرير كل ما يراه الإنسان أمامه.. وعلى اعتبار أن ذلك هو خيال فقط فهنا تبدأ الشكوك نحو مصداقية الأديان، فهذا يعني أن جميع القصص التي ذكرت في الكتب الدينية ليست سوى أساطيراً وهمية ناتجة عن خيالات بشرية.
إن هذا ليس سوى تساؤلاً و افتراضاً وليس استنتاجاً يقينياً.. لكن تبقى هذه الأسئلة تثير العقل لمعرفة ماهية هذه الأساطير وهل فعلاً نحن ضمن دوامة خيالية اختلقناها للاستعانة بها في الأمور الحياتية مثلاً؟.. ولما بعد الحياة إن وجدت.
الكتاب بكل تأكيد ممتع وبالفعل كان مغامرة من نوع مختلف ودراسة شاملة تستحق التقدير. ينصح به دون شك.
-
Sarah Shahid
في هذا الكتاب يقوم الكاتب بعرض تفسير الأسطورة من وجهة نظره، حيث يرى أن الأسطورة هي مغامرة لعقل الإنسان الباحث عن الأسباب والغايات.
ويقسم الكتاب إلى عدة أقسام أو أسفار تتناول أهم المواضيع التي تتناولها الأساطير مثل التكوين، الطوفان، الفردوس المفقود، قابيل وهابيل، العالم الأسفل ...
وفي كل يقسم يعرض الكاتب لموضوع الأسطورة كما جاء في الأساطير السومرية والبابلية والكنعانية وكما جاءت في النص التوراتي، فيكون عرضه أشبه بالمقارنة حيث نلاحظ مدى التشابه والذي يكاد أن يكون تطابق بين تلك النصوص.
كتاب جيد بالنسبة للمهتمين بالميثولوجيا وتاريخ فكر الإنسان القديم
-
ديانا نصار
الكتاب ممتع للغاية. مليء بالمعلومات عن الأساطير والآلهة القديمة، ونصوص فريدة من ملاحم تلك العصور. هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها عن هذا الموضوع بالذات وأنا سعيدة جداً بالتجربة. أستغرب فعلاً أن يكون عمر الكاتب 25 عاماً فقط عند إعداد هذا العمل.
ستطرح على نفسك حتماً الكثير من الأسئلة، وسيدهشك التشابه العجيب بين طقوس ومعتقدات الكثير من الأديان والمذاهب المعاصرة وطقوس ومعتقدات الأساطير الواردة في هذا النص.
عتبي الوحيد عليه أنه لم يذكر الكثير عن الآلهة "ديانا" :) وإن كان ذلك مفهوماً بحكم المنطقة الجغرافية التي ركزت عليها هذه الدراسة. أنصح به، بشدة.
-
مجدي ونوس
كتاب قيم ومرجع حقيقي للمهتمين والدارسين يقارن الكاتب بين أربعة حضارات أساسية وهي السومرية والبابلية والكنعانية والعبرانية من حيث أساطير البداية والطوفان والفردوس المفقود والتنين والعالم الأسفل ويتطرق إلى قصة هابيل وقابيل وما يقابلها في كل حضارة وفي نهاية الكتاب يتحدث عن الإله الميت وعن السيد المسيح , كنت أتمنى أن يكون الكتاب أوسع ويقارن أيضاً القصص القرآنية لكن فراس سواح خصها بكتاب منفصل فيما بعد.