جلالة الملك في كتابه قام برواية الماضي و دراسة الحاضر و الإعداد للمستقبل
" الكتاب ليس تأليف .. إنه تدوين للواقع "
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
ليس أكثر قربا لتعرف أحدهم أكثر مماتريد أن تقرأ سيرته الذاتية لطالما كنت أرى انها أكثر مصداقية من المذكرات التي يكتبها المرء عن نفسه ...ولكن في مذكرات جلالة الملك وجدة مصداقية وجرأة في نقل تفاصيل بسيطة في شخصيته مع الحفاظ على مسافة كبيرة من الخصوصية بعيدا عن النقد او لنقل انها مساحة حرية شخصية فبالنهاية هي مذكرات شخصية وليست كتابت يقيمها القارئ... اختلفت ضمنيا في كثير من الامور مع مذكرات الملك .. لكني لا أنكر أنها اشتملت على مذكرات وموسوعة مصغرة لاحداث او تفاصيل احداث لم نسمعها يوما في نشرة الاخبار ... وانا أتوقع ان يكون لها جزء ثاني فالاحداث العربية توالت بشكل متسارع بعد اصدار تلك المذكرات
سيرة حياة الملك عبدالله واهم الأحداث التي واكبت اول ١٠ سنوات من حكمه، الصعوبات التي واجهها على الصعيدين الداخلي والخارجي، يمثل هذا الكتاب رؤية الملك لحل مشاكل الشرق الأوسط ويرى بان السلام مع اسرائيل هو الحل لجميع هذه المشاكل.
يتصرف الحكام وكأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة في هذه المسألة ولا يأخذون رأي شعوبهم في المنطقة بعين الاعتبار، الصراع بيننا وبين اليهود ليس صراعاً على قطعة ارض وإنما هو صراع من اجل ثالث الحرمين الشريفين أولى القبلتين معنى أفئدة ملايين المسلمين ولن ينتهي هذا الصراع الا بزوال أسبابه واهم سبب له هو احتلال اسرائيل لفلسطين.
كنت أتمنى ان يكون التسلسل التاريخي أوضح مما هو عليه، فالتسلسل لم يأتي زمنيا ولا حسب الأحداث خليط بينهما يؤدي الى ضياع القارئ في كثير من الأحيان.
إذا أردت أن تتعرف على شخصية الملك عبد الله الثاني ملك الأردن وأن تقرأ أفكاره وتتعرف على استراتيجيته في الحكم فاقرأ هذا الكتاب. حيث يستعرض الملك في هذه المذكرات طفولته وشبابه والسنوات العشر الأولى من حكمه. استمتعت كثيرا بالنصف الاول من الكتاب حيث تعرفت اكثر على الملك عبد الله كإنسان وتعرفت على طباعه، فهو جندي الطبيعة والتكوين محب للتحدي والمهمات الخاصة. ولهذا لم أجد في ميوله المبكرة حبًا ،كبيرًا للسياسة او تعلقا بها، وان انتقال ولاية العهد له كانت هزة كبيرة في كيانه. حيث نقلته من عالم الجندية والوضوح إلى عالم السياسة والغموض. يركز الملك في استراتيجيته ورؤيته للمنطقة التي تعج بالصراعات بين العرب واسرائيل ان لا بديل عن السلام لهذه المنطقة. وان تفويت فرصة السلام سيجلب الدمار الرهيب. ولهذا فإن الملك لا يفكر او يطرح أي بديل مثل المواجهة على الرغم من تعنت اسرائيل وخذلانها له وللفلسطينيين في رفض كل مبادرات السلام وإنما الإمعان في الاستيطان وفرض سياسة الأمر الواقع.
قرأت الكتاب بنسخته العربية ولا شك ان مستوى الجهد والحرفية المبذولة في الكتابة والإعداد عالٍ ومتميز.
ألمك عبدالله، السفياني في آخر الزمان، من قول رسول الله صلى الله عليه و آله سلم
السابق | 1 | التالي |