حصيلة الأيام - ايزابيل الليندي, صالح علماني
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

حصيلة الأيام

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الكتاب

كل حياة يمكن أن تروى كرواية, وكل شخص منّا هو بطل أسطورته الخاصة. في هذه اللحظة, وأنا أكتب هذه الصفحات, تراودني الشكوك, هل جرت الأحداث مثلما أتذكرها ومثلما أرويها.) هكذا تبدأ إيزابيل الليندي سرد ذكرياتها, بعبارة لا تخلو من تأكيد في بدايتها, وتنتهي ذات العبارة بشجاعة القدرة على التشكيك. فمن جهة تمتلك الليندي ثقة التأكيد على أن كل حياة هي رواية متسلسلة, ومن جهة مقابلة تطرح الشكوك حول صحة أو دقة تلك الأحداث المروية.. فكيف تغلبت على ارتيابها ذاك?‏ تذكر إيزابيل أن مراسلاتها مع أمها كانت ذات أهمية بالغة في المحافظة على طزاجة الأحداث . تلك الرسائل التي كانت تجري غالباً بشكل يومي ما بين الابنة القاطنة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا, والوالدة في تشيلي. لأن فيها نوعاً من التمرين على تعزيز الذاكرة (هذه الغمامة الضبابية التي تتلاشى فيها الذكريات, وتختلط وتتبدل, ويتبين لنا في نهاية أيامنا أننا لم نعش إلا ما يمكننا أن نتذكره).‏ فالكتابة ولا سيما في تفاصيل حيوات ودقائق أمور ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض, ولذلك تعترف (أقضي عشر ساعات في اليوم مسمّرة إلى كرسي أقلب الجملة مرّة وألف مرّة كي أتمكن من رواية شيء بأشد الطرق الممكنة فعالية. أعاني في الموضوعات, أغوص بعمق في الشخصيات, أتقصى, أدرس, أصحح, أحرر, أراجع ترجمات..).‏
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
4 5 تقييم
33 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب حصيلة الأيام

    6

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    0

    مذكرات آيندي، "حصيلة الأيام"، الجزء الثالث من مذكراتها التي بدأت مع "باولا"، الكتاب الذي كتبته عن ابنتها المتوفاة باولا فرياس ولها، و"بلدي المُخترع" الذي كتبته عن حياتها في تشيلي التي تحولت إلى بلدها المخترع، وخروجها منها، وتحدثت فيه كذلك عن زواجها من زوجها الأول ميغيل فرياس، وكيف انتهى ذلك الزواج. في "حصيلة الأيام"، تتحدث إيزابيل آيندي عن حياتها في أمريكا مع زوجها الثاني، المحامي الأمريكي ويلي غوردون، وعن محاولتها جمع قبيلتها الصغيرة حولها. "حصيلة الأيام" مكتوب على شكل رسائل إلى باولا المتوفاة، ويمتلئ بالفضائح، من الحديث عن إدمان جينفر - ابنة ويلي - للمخدرات، وعن إدمان ابنيه الآخرين لها، والحديث عن أسباب طلاق ابن إيزابيل، نيكولاس، من زوجته الأولى، وبعض التفاصيل المتعلقة بعمليات صديقتها تابرا التجميلية. ثمة أيضاً عددٌ من المغالطات السردية من قبيل ربط النتائج بمسببات لا علاقة لها بها، وغرقٌ في رؤية آيندي للعالم، مما يحتاج إلى مسافة للابتعاد عنها والتفكير في بقية الصورة التي تعرضها لسيرتها.

    في "الجزيرة تحت البحر" - رواية لآيندي - تُعالج آيندي إحدى الثيمات بيدٍ ثقيلة - أو باليد اليُسرى، إذا استعرنا أحد تعبيرات أمبرتو إكو. وهذه الثيمة تتعلق باللوا - أو الربة - إرزولي التي تسكن زاريتيه العبدة الهايتية السابقة. في "حصيلة الأيام"، تتحدث آيندي عن كتاب إحدى صديقاتها المحير - حسب تعبيرها - عن الربات اللائي يسكن في النساء، وتتحدث عن عرافتين مختلفتين أنبأتاها بأن الروح التي تسكنها هي روح الأم الكبرى - وكأن آيندي كانت تحتاج لمزيدٍ من التأكيد حتى تواصل التحكم في قبيلتها. هذا لا يُعفي "الجزيرة تحت البحر" من المُعالجة المشوشة والسطحية، لكنّه يُعطي فكرة عن الذهنية التي أنتجت هذا العمل. إيزابيل باحثة دؤوبة، وقد تعلمت البحث والتقصي من مهنتها بوصفها صحفية، لكن مهنة الصحافة لم تُعلم إيزابيل أن البحث التاريخي والفضائحي - الذي يُمكِن قراءته في رواياتها - أمرٌ، وأن التعمق في البيانات المتوفرة لاستخلاص مادة أدبية عميقة منها أمرٌ مُختلف.

    تعترف إيزابيل بأن ممارساتها شبه البوذية وشبه الشنتوية مع صديقاتها "أخوات الفوضى" ممارسات روحانية مشوشة، وتعلل ذلك بالقول إنّه لبطرياركية الديانات، فإن روحانية النساء روحانية مشوشة. ثمة أمران يُمكِن قولهما في هذا الصدد: كان على آيندي أن تمد خيط الفكر هذا على استقامته، فتتحدث عن الحد الذي يفصل بين الروحانية المشوشة وبين الموضة الدينية في بلد الموضات سان فرانسيسكو، فدفاعها عن روحانيتها المشوشة من دون هذا ناقص. الأمرُ الآخر أن البوذية والشنتوية ديانات بطرياركية كذلك، وأن بطرياركيتها الشديدة والمحورية لا تُحيَّد إلا حين تتحول إلى "تقليعات": هيا بنا نمارس حمية حساء خثارة الفاصولياء ولفائف التوفو! هيا بنا نمارس التأمل كل صباح! هيا بنا ندخل في تحدي اليوغا السنوي! وهذه قشور البوذية والشنتوية، وليست البوذية والشنتوية.

    ممارسات آيندي الدينية أقرب إلى الشامانية، فبالإضافة إلى روحانيتها المشوشة، فإنها تستعين بالعرافات، وتستخدم الأحلام علامات، وتؤمن بأن الأرواح (أو الأشباح) تسكن عالمنا، وهي على حافة الإيمان بالتقمص، وتستمع إلى عرافة تُخبرها بأن ابنها نيكولاس كان زوجها في حياةٍ سابقة. تُبقي آيندي على خيطٍ من عدم التصديق يُغلف عالم الخُرافات الذي يُحيطها، رُبما لأنها تُدرك أنّه من السهل أن تنزلق لأن تصير عجوزاً دجالة ومخرفة لا يُصدقها أحد. وأكثر جوانب الكتاب تأثيراً في النفس اعترافها المتكرر بخوفها من الشيخوخة، ومن أن تصاب هي أو زوجها بعته الشيخوخة.

    تمارس آيندي في هذا الكتاب العلامات المميزة لها: فهي تُعرف ببعض الشخصيات ببضع جمل من دون أن تُعرِف القارئ بالشخصية بشكلٍ تام، فتقول إن أبا زوجة ابنها الثانية قد تعرض لتجارب مخيفة، منها تجربة احتراقٍ ذاتي في بضع جمل من دون أي توسع، ولا يُسمع شيء عن أبي زوجة الابن هذا ثانية. وتمارس كذلك الـforeshadowing (أو الغرس) للتمهيد لأحداثٍ مُستقبلية. أحياناً، يكون هذا الغرس شديد الوضوح لدرجة أنّه من المُمكِن التنبؤ بما سيحدث بسهولة، كما هو الحال مع زوجة ابنها الأولى. ولحُسن الحظ أن "حصيلة الأيام" مُذكرات آيندي، وليست رواية يمكن الحكم على جودتها أو فشلها. هُناك أيضاً فكرٌ سطحي يملأ الكتاب حول النسوية والحرية والقيم العائلية، ويستنتج المرء في النهاية أن الأمر لا ينبع إلا من رؤية آيندي للنسوية على أنها بطرياركية مقلوبة.

    مثلما تحتفي البطرياركية بنموذج الرجل الماتشو (الجامد، الوحش)، رب الأسرة الخالد الذي لا يناله الفناء وهو عماد البيت، فإن آيندي تقلب البطرياركية إلى ماترياركية، وتصير هي الماتريارك، الأم الكبرى التي تحفظ الأسرة كُلها، عماد البيت التي لا تفنى، عاقدة الزيجات ومعلمة الأحفاد وموفرة المأوى لكل من يحتاج. في الواقع، الماترياركية والبطرياركية هما الأمر نفسه، وهما مُدمران وخبيثان بالقدر نفسه. آيندي تبحث لابنها عن عروس عندما يتطلق من زوجته الأولى، وتخضع العروس الجديدة للعديد من الاختبارات. في الماضي، كانت الحموات يشددن شعر العرائس المُنتظرات أو يُجبرنهن على كسر البُندق بأسنانهن، ويطلبن أن يأكلن طعامًا من إعدادهن. آيندي تتعالى على هذه الممارسات (الرجعية) و(المتخلفة)، وتختبر زوجة ابنها الثانية عن طريق أخذها في رحلة معها إلى الأمازون لتختبرها وتختبر جلدها وتحملها وحسن معاملتها وثبات أعصابها. وفي النهاية، عندما تحوز الرضا، فإنها تُعرفها على ابنها، وتظل تنتظر حتى يحدث المطلوب ويتزوجا. وتتحول زوجة ابنها إلى خادمة لأبناء زوجها الثلاثة - باسم الحب، وتتعرض إلى طغيان حماة شريرة تدخل البيت متى شاءت، ويجدونها في البيت في الصباح الباكر بحجة الاطمئنان على أحفادها، تغير السجاجيد كما يحلو لها، وتتصرف كأن زوجة ابنها فردة جورب أو رجل كرسي.

    في النهاية، تتوقف آيندي عن أفعالها - بتأثير طبيبها النفسي - وتعيد لابنها مفتاح بيته، وتتعهد بالكف عن التدخل في حياة زوجة ابنها، لكنها لا تفعل. أثناء ذلك كُله، فإنها تحتفظ بعلاقة طيبة بزوجة ابنها الأولى، رغم كراهية ابنها لذلك، بحجة أنها تريد أن ترى أحفادها في كل حينٍ. فيما يبدو الأمر على أن آيندي لا تستطيع تحمل ابتعاد أحد أفراد القبيلة عنها. هذه القبيلة تضم كذلك أرنستو، زوج ابنتها المتوفاة، وزوجته الجديدة غيليا، التي تعترف آيندي بأنها ذكية إلى درجة تقبل ذكرى باولا وتحمل أسرة زوجة زوجها السابقة. تقول آيندي إنها تعتقد أن باولا بنفسها هي التي اختارت غيليا لأرنستو، وتقدم ذلك باسم الحب، فيما يبدو الأمر أقرب إلى شكلٍ مُريع من أشكال البطرياركية (أو الماترياركية، سيّان) التي تتعدى حواجز العالم الطبيعي.

    تضم قبيلة آيندي الماترياركية صديقتها تابرا التي كانت ضحية لزوجٍ مستبد من ساموا كان يجلدها باستمرار، نجحت في الفرار منه وتربية ابنها تونغي، وفتحت ورشة لصناعة الحُلّي الإثنية. تتحدث آيندي كثيراً عن تابرا وعلاقاتها بالرجال وثدييها الصناعيين. فضائحية آيندي في عرضها لحياة صديقتها لا تبدو لي من علامات الصداقة المتينة، بل من علامات الاستغلال المُبين، لكن عمل تابرا في الحُلّي قد لاقى بعض الانتعاش بعد نشر المذكرات بسبب اهتمام الناس بشخصيتها، مما قد يضع نشر المذكرات بهذا الشكل في خانة الدعاية لعمل تابرا، وقد تكون تحملته لهذا السبب.

    غير أن أتعس قصص الأشخاص الذين تضمهم قبيلة آيندي قصة الأمريكية الجميلة التي لها ولدان يونانيان، جولييت. كانت جولييت تعيش في اليونان مع زوجٍ وسيم اسمه مانولي، توفي فجأة بعد مرضٍ عُضال، فعادت إلى الولايات المتحدة الأمريكية. جولييت تؤجر رحمها لزوجين يرغبان في الإنجاب، وتؤجر رحمها فيما بعد لزوجة ابن آيندي الثانية. تقول آيندي إن جولييت تفعل ذلك من باب الحب، غير أنّه ليس من الصعب رؤية الاستغلال في هذا النوع من العلاقات. جولييت تعمل عند رجلٍ لعوب يُقنعها بأنّه يُحبها، وتعرض آيندي غرام جولييت الفاشل بقسوة وفضائحية. في النهاية، تنتهي جولييت بالعمل عند آيندي.

    ثمة شيء لا تذكره آيندي بوضوح، لكنّه حاضر في كل الرسائل التي تشكل مذكراتها. آيندي صاحبة القدرة الإنفاقية الأعلى في قبيلتها، فعمل ويلي غوردون، زوجها، لا يُدر الكثير من الدخل، وهي تملك البيت الذي فيه مكتبه ومكتبها ومكتب مؤسستها الخيرية. وهي من تشتري البيت الذي تقطن فيه العائلة في النهاية ويسمونه "بيت الأرواح"، وهي التي تعطي بيتها القديم لأرنستو وغيليا كي يسكنا قريباً منها، وتوفر عملاً للوري - زوجة ابنها الثانية - وقبلها سيليا - زوجته الأولى، ولجولييت. كما أنها توفر المأوى لصديقتها تابرا عندما تُفلس. وتذكر عرضاً أن جيسون - ابن زوجة زوجها الثانية - هو الفرد الوحيد في القبيلة الذي لم يعد يحتاج مساعدتها المادية. آيندي صاحبة أكبر مدخول، وأكبر قدرة إنفاقية يُمكِنها انتشال العائلة ومساعدتها دوماً، ولذلك فإنها تملك القوة لجمعها.

    تذكر آيندي بعض الأمور بشكلٍ عابر، منها أن علاقتها بأبناء زوجها متردية - مع تلميحات بالمصالحة مع ابنه هارلي - بسبب تدخلها الدائم والمستمر بينهم وبين أبيهم، واعتقادها بأن ويلي يتساهل معهم ومع إدمانهم للمخدرات. كما تكرر ولعها الشديد بالممثل أنتونيو بانديراس وانجذابها الجسدي له مع أنّه في سن أبنائها. تذكر كذلك شعورها المستمر بالنقص لاعتقادها بأنها قبيحة وقصيرة، وحاجتها الدائمة للمكياج، والعملية التجميلية التي أجرتها لوجهها. تتحدث عن الفيلمين الذين أُنتجا من "بيت الأرواح" و"عن الحب والظلال"، وتذكر أن صورة جيريمي آيرونز وميريل ستريب قد استبدلت صورة جديها في بيت العائلة في تشيلي، وتستدرك مدافعة عن جدها بأنّه لم يكن مغتصبًا وقاتلًا. تذكر آيندي أن صداقاتها بأبطال الفيلم: ميريل ستريب، فانيسا ريدغريف، وجيريمي آيرونز كانت صداقات مؤقتة، وأنّها وزوجها ويلي صارا مضطرين إلى إملاء اسميهما حرفاً حرفاً عندما يتصلان بـ"أصدقائهما" الجدد، ولا يتلقيان رداً منهم.

    تتحدث كذلك عن النسوية، وعن بطلاتها اللائي لا يتمتعن بالجمال الجسدي، لكنهن محاربات وبطلات. تذكر أن ابنتها كانت تقول إنها تحسد النساء الجميلات، لذلك فإن الفتيات الجميلات في رواياتها يمُتن في الصفحة الستين، وتقول آيندي إنها تكتب بطلاتها قريباتٍ منها. تذكر آيندي أنها لا تكتب بوعي حقوقي، بل إن هدفها كتابة حكايات مُسلية لكُل من يقرأها. وتعيد التأكيد على فكرة "الحكاءة" غير مرةٍ في الكتاب، مما يُظهِر المُشكلة الحقوقية في أدب آيندي - وفي الواقعية السحرية عموماً. آيندي تكتب الكثير من التفاصيل الخارجية، ولديها زُحامٌ من الشخصيات، لكن هذا بلا عُمق، بحيث أن كتاباتها - والكثير من روايات الواقعية السحرية - تتحول إلى استعراضٍ للعجيب والقبيح والتابو بشكلٍ يهدف إلى جذب المُتلقي وإغراقه في الحكاية، من دون أن يكون لها معنى أبعد من الغيبة والنميمة. الحكاء يُخاطب غريزة الفضول، لذلك تمتلئ روايات الواقعية السحرية بعبارات من قبيل: "سيتذكر بيدرو إسكوبار هذه الليلة بعد خمسة وخمسين عاماً حين سيحمل أشلاء ولده خوليو كابرينيث. دولسينا كابرينيث لا مارتيا كانت تحب أزهار الياسمين وتضعها في شعرها الكستنائي الطويل، وكان كل شباب مورالينا يترقبون خروج دولسينا كابرينيث إلى الكنيسة كل أحد مع أبيها ميغيل كابرينيث دوفابيان، السياسي المحلي، وأمها ماريا لا مارتيا أندولاس. كانت أخواتها كلارا وماريا وفلورا يظهرن كذلك، وأخوها أرماندو كابرينيث، أجمل شاب في مورالينا. كان ميغيل وأرماندو لا يُعيران الشباب المُحدقين بدولسينا اهتمامًا، فكلاهما كان يبحث بعينيه عن تريسيمينا وانتو، خلاسية من ضواحي مورالينا ديل بارا، كانت أمها أمة من إماء نائب الملك. كانت تريسيمينا تدخل من الباب الخلفي، متظاهرة بالتواضع، فهي ابنة عبدة، ولكن عينيها الساحرتين كانتا تارة تنظران إلى ميغيل وتارة إلى أرماندو. وبعد سنتين فحسب، فإن أرماندو سيقتل ميغيل ويهرب من مورالينا، وستتزوج تريسيمينا من بيدرو إسكوبار".

    تقول آيندي إنها سعيدة بالتفسيرات النسوية لكتبها، وتعتقدها ملائمة، فبطلاتها نساء حازمات قويات وعازمات على تحقيق أهدافهن في الحياة، غير أنها تتجاهل الحديث عن المشاكل التي تحتويها كتبها، التفسيرات المضادة لكتبها. والإشارات المتفرقة إلى النقد الذي تتلقاه يأتي في إطار التذمر من تشيلي ونقادها الذين يكرهون آيندي من دون سببٍ مُقنع. بالتأكيد، هناك انتقادات لآيندي قد جاءت من تشيلي، ولم يكن لها سببٌ مُقنع، وبعضها كان مجرد شتيمة مُقذعة، مثل قول مواطنها روبرتو بولانيو عنها إنها مجرد آلة كاتبة. لكن هناك انتقادات وجيهة توجه لأعمالها، وتأتي في إطار الفكر النسوي، ومن ناقداتٍ لهن آراء وجيهة في روايات آيندي وشخصياتها، خصوصًا شخصياتها النسائية. مع ذلك، فإن هذه مذكرات آيندي، وهذا كتابها هي، وهي وحدها من تختار ما تشمله في الكتاب وما تحذفه من سيرتها وآرائها. ولا يُمكِن أن يُطلَب منها أن تكون موضوعية في أكثر الأمور ذاتية: نفسها وكتاباتها.

    ثمة الكثير من الصدق في الكتاب، حب آيندي لعائلتها، شخصيتها التي نمّت لتصير الماتريارك لقبيلتها، اعتقاداتها الخاصة عن الحياة والناس، أخطاؤها، حزنها العميق لما تعتقده قبحها وقصر قامتها، خوفها من العجز والشيخوخة. ثمة الكثير من الصدق في ما لم تقله كذلك، مما جعل قراءة مذكراتها - حتى مع حبي لكتاباتها - أمرًا محزنًا، ويبعث الحرج في النفس أكثر مما تفعله المذكرات عادة . الأمر أقرب إلى التطفل على إيزابيل آيندي، وراء الكتب والشخصيات والخطابات والأحاديث المقصودة: المرأة العجوز التي كانت دومًا في قلب المعمعة، وهي الآن تحاول مقاومة الزمن الذي يطحنها ويُقصيها. الزمن حتمًا نائلٌ من كُل حي.

    Facebook Twitter Link .
    20 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    كتبت ايزابيل مذكراتها عندما كانت ابنتها في غيبوبة لتخبرها من هي عائلتها في حال فقدت ذاكرتها وكانت تلك المذكرات برأيي الخاص مذكرات شخص قوي جدا جابه الكثير من الظروف وخرج منها انسان قوي

    بعد عشر سنوات من كتابة مذكراتها الاولى التي كانت تحت اسم باولا وهو اسم ابنتها، بدأت ايزابيل بكتابة مذكراتها من جديد بكل شفافية وصراحة

    نشرت غسيل العائلة وسخاً رغم ان القاعدة في تشيلي تقول

    أن غسيل العائلة الوسخ يجب ان يغسل داخل المنزل!

    لكن هذه الاعراف التشيلية لم توقف ايزابيل عن التمرد على وكتابة كثير من قصص وفضائح عائلتها لتري الناس برأيي ان العائلات مهما كانت مهمة وغنية ومرموقة فيها من المصائب مالا يراه احد ولا نستطيع الحكم على حياة اي انسان طالما لا نعلم ما يحصل داخل الابواب المغلقة من اسرار

    اظهرت ايزابيل الجوانب التي قد لا يتفق عليها الكثيرين بتقبل الاديان وتغيرها والشذوذ والكثير من الامور الحرجة واجتها بدون احكام مسبقة على من حولها

    تدخلها كحماة في منزل ابنها وكثرة الخوف على الاحفاد ومعاملة الاولاد كاطفال رغم انهم اصبحوا اباء والكثير من الاحداث كانت تظفي على رواية الحزن والفكاهة والمغامرات كما تظهر فيها اهمية تجمع العائلة والتكاثف والوقوف بجانب من نحب في احلك الظروف ومحاولة تخطي الأحزان

    اعجبني شعار لابنها يستخدمه دائما يقول

    " الامر ليس شخصيا، وكل شخص مسؤول عن مشاعره، والحياة ليست عادلة "

    #Aseel_Reviews

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ربما لم يكن ذلك الجزء ف جودة الجزء الاول من السيرة الذاتية لإيزابيل الليندى ولكنها ليست سيئة ايضا بل تضمنت اختلافا كبيرا عن الجزء الاول ، حاولت ايزابيل ان تشرح لنا ما حصل لها بعد موت ابنتها باولا نتيجة المرض وتأثير ذلك ع جميع افراد القبيلة - دائما ما تطلق ع اسرتها ومعارفها ذلك الاسم - وكيف استمرت بهم الحياة وتنقلت بهم من حال لآخر .

    اجمل ما ف اسلوب إيزابيل هو قدرتها ع الربط بين شخصيات كثيرة ولكن بطريقة تجعل القارئ منتبه ولا يفقد تركيزه ، كما إنها ليست من نوع الكتاب الذين يفضلون التركيز ع حياتهم فقط دون سواها عند عرض سيرتها ، بل ع العكس كان عرض تفاصيل حياة الآخرين اكثر لديها من عرض حياتها الشخصية .

    اجمل ما تلك السيرة انها جعلتنى متشوقة لقراءة جميع اعمال إيزابيل الليندى خاصة بعد ان عرفت معانتها وشعورها وتفاصيل ايامها الخاصة عند كتابة كل عمل خاص لديها .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون