في حوار تلفزيوني إحتوتني فيه الجملة التالية للدكتورة الفاضلة آمنة نصير " إفتقدنا حلو الكلام " ،فلم يقلها لسانها و حسب و إنما قالها قلبها كذلك ،فمفاهيم الإستماع للآخر و الترحيب بآرائه و إن خالفتنا ، و تحري الدقة و الجمال في إختيار الألفاظ و المفردات أصبحت شبه مغيبة في وقتنا هذا مع أننا لم نكن أحوج لها كما نحن الآن ....
بشفافية سمحاء فيها من روح الكلام المطروح أعلاه كتب الدكتور طارق الحبيب كتاب "كيف تحاور" ، و فيه نقاط صافية غير مبهمة في صلب كل بند من بنود الحوار،ليس هناك إستعراض لمصطلحات تربك أذهنة القراء و لا إسهاب لا تستغيه شهيتهم المعرفية ، هنالك ترتيب في طرق بدء الحوار و ختامه ،فالحوار فن ، و الحوار ذوق ...
عمق الكتاب يكمن في تعويد الإنسان لذاته على حوارها مع نفسها بعد كل حوار تقوم به ، و تلك النقطة مهمة حتى يتدارك الأخطاء التي وقع فيها في الحوارات القادمة ، و هذه العملية تقتضي الإستمرارية و النزوح نحو المصارحة الذاتية لتتم فعاليتها ، فالمساعدة الرئيسة التي يتلقاها الفرد من هذا الكتاب هي تمكنه من تمحيص حواراته و محاولته تقليص ما بها من سلبيات ، و من ثم يكتسب مهارة إدراك مشاعر الآخرين و مراعاتها و مع الوقت سيمسك بدفة الحوار في المواقف الإعتيادية و عندما تعصف رياح عدم التوافق ...
"كيف تحاور" كتاب يشجع على الحوار مع النفس أولا و تقييمها و من ثم السعي للحوار مع الغير بكل رحابة صدر