وعدد العناوين الجديدة سنويا في أمريكا يزيد عن واحد وخمسين ألف عنوان، والغريب أنها أقل من عدد المنشورات في بريطانيا، ولكن الكمية في أمريكا لا تقارن حجما في سوق بريطانيا، ولا يطمع قارئ أن يرى الكتب الجديدة جميعها تحت سقف مكتبة واحدة, ولكن الكتب الأخرى يمكن
أيام بين شيكاغو وباريس - رحلة بعد أحداث 11 أيلول
نبذة عن الكتاب
بدأت رحاة الكاتب من الدوحة إلى شيكاغو عبر فرانكفورت، ثم إلى ديترويت فآن آربر ثم العودة مروراً بباريس.. بدأت مقدمة الكتاب في الكلام عن الرحلات وكتابة الرحلات بكلام رائع جداً حيث يقول المؤلف ( يوم كان سائق التاكسي يدور في أحد شوارع نيويورك طلب منه الراكب أن يمر بمنطقة معينة فقال السائق: إنها بعيدة جداً من هنا، فرد عليه الراكب الذي وصل إلى المدينة لأول مرة: بل هذه المنطقة التي نحن فيها هي التي نريد وذلك المبنى على اليمين أو الشمال هو مقصدنا، وبجواره كذا ويبعد عنه المبنى الآخر بكذا! والسائق النيويوركي ذاهل ومستغرب لمعرفة المسافر للمدينة الذي يدعو أنه غريب فيها. ويصلها لأول مرة! والسبب قراءة طويلة وتعرف بالمواقع والأماكن والأحداث، فما كانت زيارته إلا تأكيد لما اختزن في ذاكرته من صور ذهنية مرئية كانت أو مقروءةعن الطبعة
- نشر سنة 2005
- 89 صفحة
- العبيكان للنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب أيام بين شيكاغو وباريس - رحلة بعد أحداث 11 أيلول
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أمل لذيذ
أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011 في الولايات المتحدة الأمريكية خفت دوي إنفجار مبانيها و زال الركام من حول تلك المباني، و مع ذلك فأصوات إنفجارات الأزمات السياسية و الدينية و العرقية لأحداث أيلول 2011 لا تزال تسمع و تذكر ،و الركام الخلافي لكل أزمة من تلك الأزمات متناثر حتى الآن ،و تعدد الباحثون في ما بقي من الركام ،و كل باحث ينشد غايته و لديه مبرراته و أيضا قناعاته ،فهناك ممتلكات تم خسارتها و أرواح و ربما الإحساس بالأمان و الثقة!
كتاب (أيام بين شيكاغو و باريس رحلة بعد 11 أيلول) للكاتب محمد بن حامد الأحمري،يتحدث فيه كاتبنا عن سفره للغرب و خاصة شيكاغو و باريس بعد أحداث سبتمبر،و هو قد قسم الكتاب إلى قسمين،قسم يتحدث فيه عن رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية،و قسم يتحدث فيه عن رحلته إلى فرنسا، و لكنه قبل ذلك سطر لنا مقدمة غير مطولة،في المقدمة تبتسم لنا كلمات الكاتب كثيرا ،و هي تنقل لنا إنطباعاته عن كتب السفر و مصادر الرحلات و موسوعات المعارف،فالكاتب روى لنا عن طريق تلك الكلمات نوادر طريفة و لماحة و حقيقية عن التعرف على بلدان أخرى و شعوبها،فهو يبدو لنا كمن يحكي حكايات سفره لصحبه!
نبرة صحبة السفر مع القراء غطت أحرف الكتاب ، و التندر الذي يحوي تعليقا ذكيا خاطفا كان يسري ما بين الصفحة و الصفحة التي تليها،و لكز السلبيات التي مرت على بعض الوقائع المذكورة كان توقيته صائبا ،و تقريب الموقف الذي حصل في الشرق بموقف حصل في الغرب و العكس كان إثرائيا،و تطويع المفردات لتسرد أصداء ما في عقول المفكرين كان ملموسا،و العروج على منمنمات أدبية و تاريخية كان أشبه بترصيع الأحداث المشار إليها...
في الجزء الخاص بشيكاغو،لا تدور الأحداث فقط حين وصول الكاتب إلى أحياء شيكاغو،و إنما يعد لنا كاتبنا ما حل به في المطار الأمريكي من إجراءات أمنية تعنى بالعرب و المسلمين، و كذلك حواره الذي بدأ مقتضبا مع مواطن أمريكي مثقف للغاية ، و هذا الحوار كانت كلماته الأولى في الطائرة و من ثم تصاعدت بعفوية جمة بين مقاعد الإنتظار في المطار،فالحوار مع إختلاف آراء الطرفين كان مفعما بالحماس و المثابرة و الفكر لإنه كان بين عقل و عقل،و بعد ذلك صار كاتبنا يحاور شيكاغو،يحاور إسمها،يحاور سكانها،يحاور أخبارها،و كانت قمة محاوراته هي محاورته لكتبها ،هو إستطاب التجول لتصيد ما خطته أقلام المؤلفين فيها،و نوع طرق لهثه وراء الكتب،فتوجه للبحث في المكتبات و في الأماكن العامة و في المواقع الإلكترونية ،هو أساسا يعشق الكتب و لكنه أيضا أرادها أن تبوح له بما أخفته نفوس الناس من آراء و توجهات ،فليس جميع الناس من المفصحين عن آراءهم بصورة واضحة خاصة حول القضايا العربية ،فحتى الأمريكيين من أصول عربية ممن إلتقى بهم كاتبنا و ممن لم يلتق بهم يعيش عدد منهم تأرجحات كثيرة في مواقفهم و مفاهيمهم حول الهوية!
أما بالنسبة للقسم الذي يتناول الرحلة إلى باريس ،فنحس بأنه أقل من الناحية الكمية في حديث الكاتب من حديثه عن شيكاغو،و مع ذلك ففرنسا تمثل في رحلته المعبر لوجهة النظر الأوروبية حول أوضاع العرب و المسلمين،هذه المرة الرحلة لباريس مختلفة بالنسبة له ،فهي ليست ذات طابع عمل و إنما طابعها إستقصاء المعرفة و السياحة الفكرية،فنراه قد توجه لفرساي لأول مرة مع إنها ليست برحلته الأولى لفرنسا،هو تنقل بين الأمكنة الباريسية كسائح عربي سمع عنها و قرأ عنها الكثير، وهي باتت أمامه، و صار يبصرها بما راق له فيها و بما لم يرق له فيها ،فأسطره تعكس ما رآه إيجابيا و ما رآه ناقصا،هوتفحص خبايا المواقف التي رصدها هناك حتى عندما كان ينشد فنجان قهوة،مجرد فنجان قهوة قاده لتأمل أفكار عقليات متباينة عن عقليته،هو شرع في تحسس نبضات أحياء باريس في تكوينها لقناعاتها الثقافية ...
و في نهاية الكتاب ،قام المؤلف بطرح التساؤل الجدلي حول مصداقية وصف الرحلات، و هو نوع أدبي معروف من الآداب ليس بالجديد على المكتبات العربية ،و نقطة المصداقية حيرت العديد من المتابعين لهذا الأدب لإن تصور الكاتب للأمكنة و البلدان قد يتأثر بعواطفه و بقناعاته و ربما حتى بخياله !
كتاب (أيام بين شيكاغو و باريس رحلة بعد 11 أيلول) للكاتب محمد بن حامد الأحمري،فيه تدوين لتعليقات كاتب عربي زار الغرب ليعرف أحوال العرب !