قال له أحدهم: "في أعماقك اهتمام عظيم مهلك. إنني أراه في عينيك المحترقتين وفي حاجبيك المرتعشين بلا توقف ويديك اللتين تتلمسان الهواء وكأنك أعمى أو كأن الهواء جسد وأنت تلمسه. انتبه. هذا القلق إما أن يقودك إلى الجنون أو إلى الكمال"** الخلاص لم يكن إلا بالكتابة؛ نيكوس كازنتزاكي يكتب كما أعترف ليس للبحث عن الجمال بل لأنه يريد أن يصل للخلاص
ماذا أقول لأصنف ما قرأت؟! سيرة ذاتية روائية فلسفية والحدود الفاصلة بينها شبه معدومة؛ كازنتزاكي يصف نفسه أنه خليط من هوميروس ونيتشه و برجسون وزوربا وإن كنت لا أعرف من هو برجسون من قبل فإن ما تبقى يوضِّح أنه شخصية قلقة حد الوجع؛ تصارع عقلاً عربيداً لإنقاذ روحها
.
لقاء زوربا كان حدث مفصلي في حياة كازنتزاكي، أشبه بكأس ماء بارد لمسافر في يوم صيفي ساخن، لقَّبَه بالأب الروحي فهو يكن ويدين له بالكثير، ويوم تلقَّى نبأ وفاته قرر أن شخصيته يجب أن تعيش أكثر ولهذا قرر الكتابة عنه، وهكذا ولدت رواية زوربا بعد مخاض عسير عاشه كازنتزاكي لأيام طويلة
.
هل وصل للخلاص يا ترى؟! من يدري، عن نفسي لا أعتقد ذلك. نص نابض بالحياة ملئ بالمعانة وإن شابه الملل في بعض المواضع
__________
**مقتبس