اقتباسات من رواية قلعة النسور "آلموت"

القضية العظيمة لابد لها من تضحيات جسام

بالمثابرة والتدريب تبلغ السيطرة على الجسد وقوة الإرادة مبلغاً تتغلبان فيه ليس فقط على الضعف الإنساني وانما على الطبيعة نفسها وقوانينها.

إن عقل الإنسان، فكره، تطلعاته ستنطلق جميعاً كالنسر إن لم تعترضها عقبة كبيرة.

وتلك العقبة هي جسدنا بكل ما فيه من نقاط ضعف.

هل من شاب لايحمل في صدره طموحات نبيلة؟ ومع ذلك، لايحقق من مقاصده الكثيرة إلا مقصداً واحداً. لماذا؟

لأن جسدنا المجبول على الكسل والدعة، يرتاع من الصعوبات التي تنتظره لتحقيق الأهداف السامية.

إن أهواء الجسد الوضيعة تشل إرادتنا كما تشل غاياتنا الرفيعة. وقهر تلك الأهواء، وتحرير الروح من رقتها، هو هدف تدريباتنا.

إن تقوية الإرادة وتوجيهها كما ينبغي نحو هدف محدد هو السبيل الوحيد للتقدم حتى يستطيع المرء إنجاز الأعمال الباهرة التي تتطلب التضحية بنفسه.

فليس المقصود بالتالي حشد الأعداد الوافرة من أولئك الذين يخضعون لرغبات جسدهم وضعفه، بل الهدف اصطفاء شخص من بينهم، هو الأمر لجسده حتى في أقل لحظات ضعفه.

لاتحسب أبداً أن الطاعة أمر سهل.

في البداية ستظهر لديك روح التمرد، فالجسد يرفض الانصياع لأوامر الإرادة، وعقلك سيهمس لك بألف اعتراض على اللإيعازات التي تصدر إليك.

اعلمن أن الرجل مثله مثل قيثارة مرهفة، وعلى المرأة أن تتقن العزف عليها بألف لحن ولحن منوّع!

فإن كانت جاهلة أو رعناء، فلن تُسمع إلا أصواتاً نشازاً.

وعلى العكس إن هي موهوبة ومتعلمة، فهي قادرة بمهارتها أن تجعل القيثارة تشدو بأحلى الألحان.

بالممارسة، وفقط بالممارسة، ولاشيء غير الممارسة، يبلغ المتعلم هدفه.

من الحكمة القول إن الحياة قصيرة الأمد إن قارناها بالأمد الطويل الذي يتطلبه كل تعليم جيد.