كان يؤجل قضية السكوبتسي لا بسبب غياب بعض الشهود الذين لا قيمة لحضورهم بل لأن تلك القضية اذا ما نظر فيهل في مدينة كبيرة معظم محلفيها من الطبقات المثقفة قد تنتهي بالبراءة لذلك اتفق مع الرئيس على نقل القضية إلى محكمة مدينة صغيرة تكون هيئة المحلفين فيهل مشكلة باغلبيتها من الفلاحين ويكون الحصول على الإدانة من ثم أسهل .
البعث
نبذة عن الرواية
غالبا ما يوصف "ليو تولستوي" بأنه النبي الروائي، الذي كتب له أن يشتهر بالرسالة، فينتهي الأمر بخلوده بالرواية دون الفلسفة الاجتماعية، التي يحسب له فيها صدق النية ونقاء القلب، أما رواية (البعث) التي نشرها في عام 1899 فتعد من أهم الروايات في تاريخ الأدب الروسي، وكانت آخر رواية نشرت له في حياته، ويرسم فيها صورة عن التحولات النفسية التي قد تحدث للفرد بسبب الانخراط في مجتمعات ذات طبيعة طبقية مثل ما حدث في روسية خلال الحرب العالمية، حيث يتناول تولستوى أحداث الرواية من خلال أبطال الرواية وهم:التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 193 صفحة
- [ردمك 13] 9789779911342
- وكالة الصحافة العربية
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية البعث
مشاركة من yah37911
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
رقم سبع وخمسون / 2024
البعث
ليوتولستوي
تطبيق أبجد
"" عادة ما يوصف "ليو تولستوي" بأنه النبي الروائي، الذي كتب له أن يشتهر بالرسالة، فينتهي الأمر بخلوده بالرواية دون الفلسفة الاجتماعية، التي يحسب له فيها صدق النية ونقاء القلب، أما رواية (البعث) التي نشرها في عام 1899 فتعد من أهم رواياته واخرها""
""هناك من يعتقد بأنه من الحائز معاملة القريب بلا محبة في بعض الظروف هذا كذب وزور فليس من وجود لمثل هذه الظروف ، بلا محبة تقطع الأشجار ، وتكسر الحجارة ، ويطوّق الحديد ، ولكن من يحسب نفسه غير مسيء في معاملته للقريب بلا محبة فمثله مثل ذاك الذي يتعرض للنحل بلا حذر وحيطة ثم يزعم أنه لا يسيء لأحد ولن يلقى أذى.... ومن غير المعقول أن يكون غير ذلك ، لأنّ الحب المتبادل بين البشر هو حجر الأساس في الحياة""
بعيدا عن قصة حياة تولستوي او السيرة الذاتية وقد قرئت له عدة روايات اخرها الخرب والسلم نستطيع القول ان تولستوي ابو الادب الروسي فهو الفيلسوف الروسي، أستاذَ الخيال الواقعي بلا منازع، وأحد أعظم الروائيين في العالم، وعلى مرّ العصور، كتب في دواخل النفس البشرية، ووصف الطبقات الاجتماعية المتفاوتة. انتقد السلطات الدينية والزمنية، ونبذ العنف والحروب. دافع عن الفلّاحين والطبقات الكادحة المهمّشة، واعتنى بتعليم أبنائهم، وكان يؤمن بأن العلم وحده هو القادر على جَسْر الهوّة بين طبقات المجتمع وقد راجع تولستوي في رواية "البعث" عبر البطلة كاتيوشا مواقفه السياسية التي جعلته مصلحاً اجتماعياً خلال الآونة الأخيرة من حياته فكتب وصيته للمجتمع الروسي من خلال الرواية
فمن يقرا الرواية قد يعتقد بأنها رواية رومانسية وتحكي حكاية الحُب المستحيل !! كلا انها ليست كذلك فهي رواية تستعرض من خلال الشخصيات التي ترد فيها تصويراً لحقبة زمنية معينة ولطبقات مجتمعية متنوعة في روسيا وكما تستعرض تجسيداً لمفهوم النزعة الانسانية الشريرة في العقاب والجزاء لا سيما في السجون من خلال الشخصيات التي يكثر السرد عنها ونشاهدها من عيون الشخصيات وابطالها.
تكمن جمالية الرواية في التوسع عن حيز الابطال الاساسين الأمير نيكيلودوف وكاترين دون تركهم ولكن في الوقت ذاته تجعل القارىء يرصد المجتمع والشخصيات وما فيها من تعارض في المبادىء بين روح القانون والقضاء ومن يمثلونه لتصل في نهايتها مع استنتاج البطل للخير الأسمى كمفهوم مستخرج من نصوص الأنجيل.انها رواية ذات طابع إنساني ويهتم بعديد من التناقضات كالحرية والتعذيب والحق والظلم الخضوع والتمرد المادية والروحية وقد كان من اسباب كتابتها انها جسدت شخصيات حقيقة وان تم ادخال قليلاً من التغييرات الطفيفة في احداثها.
أحداث الرواية
تبدأ مع الضابط الشاب ديمتري نخليودوف الذي يطالعنا عائداً من عالمه العسكري لفترة "يتذوق فيها ملذات الحياة المدنية ويستعد للزواج من فتاة من علية القوم ويرتب بعض شؤونه". وهو لما كان من عائلة كبيرة وعُرف بأخلاقه الراقية وباهتمامات اجتماعية لا غبار عليها، يتم اختياره ذات يوم ليكون عضواً في لجنة محكمين في محاكمة قضائية لفتاة متهمة بالدعارة وبارتكاب جريمة قتل لأحد زبائنها في فندقه وسرقة مبلغ من مال كان في حوزته. الفتاة تنكر تهمة القتل قائلة إنه إنما أرادت أن تعطي ضحيتها منوماً لأنه كان كثير الإزعاج لها فسعت إلى التخلص من إلحاحه بتنويمه غير عالمة أنها إنما أعطته سم الآرسنيك القاتل دون أن تدري.
يتعرف دميتري إلى المتهمة الحسناء كاتيوشا موسلوفا التي كانت قبل حين خادمة في بيت عمتيه فتمكن هو من إغوائها ذات مساء ثم تخلى عنها وعاد إلى عسكريته وقد نسيها تماماً. بل حتى لم يعلم حينها أنه تركها حاملاً ما أثار من دون علمه فضيحة وجعل العمتين تطردانها فلم تجد مأوى لها سوى الشارع ومهنة سوى الدعارة. ناهيك عن أن سوء أحوالها تسبب في ولادة طفلها ميتاً. وبذلك، كما سيعلم ديمتري في قاعة المحكمة، باتت الفتاة مومساً بصورة رسمية تحمل البطاقة الصفراء الخاصة ببنات مهنتها وتلك كان حالها حتى ارتكبت الجريمة المتهمة بها.
ويحل قدر من الحزن والندم مع دمتري وهو يستذكر كل هذا من موقعه داخل المحكمة ويسعى بما له من نفوذ وسمعة إلى إنقاذ ضحيته السابقة مما آلت إليه حالها. غير أنه بعد سلسلة من المحاولات التي فرغ وقته في سبيلها لم يتمكن من أكثر من تخفيف الحكم عنها إلى أربع سنوات سجناً تمضيها في الأشغال الشاقة في إحدى مناطق سيبيريا النائية. بل إنه قرر إزاء ذلك كله أن يعيش مذاك وصاعداً من أجلها مرافقاً إياها إلى منفاها وقد قرر الزواج بها بعدما ينتهي ذلك كله.
هنا وصية تولستوي من خلال دمتري:
ومن الواضح هنا أن تولستوي، ومن دون أن "يتبنى" ما كان ديمتري قد فعله في الماضي، جعله الآن لسان حاله والمعبر من خلال نظرته الأرستقراطية عن نظرة الكاتب الكبير إلى شتى الأوضاع السياسية والاجتماعية وبخاصة الأخلاقية جاعلاً من الحلول التي ارتآها نخليودوف بما في ذلك الندم على ما اقترفه في حق كاتيوشا واستعداده لدفع ثمن خطاياه مدخلاً للوصول إلى قراره توزيع أراضيه على الفلاحين وسعيه لمساعدة أكبر عدد ممكن من ضحايا الفقر والعدالة، جاعلاً من كل ذلك نوعاً من الاستجابة لقرارات الكاتب نفسه في مساعيه "الخيرية الإنسانية" خلال المرحلة الأخيرة من حياته التي جعلته، أي تولستوي، يتحول إلى نبي جديد من أنبياء الإصلاح في العالم.
كاتيوشا في الحقيقة، ومهما فعل ديمتري من أجلها، لن ترضى بأن تعيده إلى حياتها مهما كان بؤس تلك الحياة. وهذا ما يجعل الرواية تستعيد هنا وطوال الرحلة إلى سيبيريا التي تضم كاتيوشا إلى قافلة من نحو 600 سجين سيلقون في ذلك المنفى الرهيب نفس مصيرها حتى ولو كانوا جميعاً من المحكومين السياسيين الموزعين بين "عدميين" و"براغماتيين". بل إن كاتيوشا سرعان ما ترتبط بواحد منهم هو "البراغماتي" سيمونسون الذي سيغرم بها حقاً ويطلبها للزواج أمام عجز ديمتري عن إقناعها بالبقاء معه مدى الحياة.
والحقيقة أن رفض كاتيوشا لديمتري رغم تفانيه من أجلها إنما هو "بعثها" الخاص على الحياة الحقيقية وهو نوع من تعامل واقعي مع الحياة مبني على تجربتها مع تلك الحياة التي عاشتها وتفتحها على نمط الحياة التي ينبغي أن تعيشها منذ وصولها إلى سيبيريا ، وهي رغم حبها المضمر لديمتري واعتبارها إياه، في سرها على الأقل، رجل حياتها، وترى أنه هو الآخر يعيش بعثه الخاص إنما على طريقته "الانفعالية" التي لا ترتبط بتجربة العيش نفسها، بل بتجربته الخاصة التي أملاهما عليه شعوره بالندم لما تسبب به، ولم يملها وعي سياسي متأصل، رغم ذلك، بل بسببه فضلت "البراغماتي" على "الانفعالي العدمي" الذي "يشتط في رد فعله تبعاً لظروف فاجأته" ومن هنا "حتى ولو أن ديمتري صادق في اختياراته الجديدة وسيكون أميناً لها" لن يمكن الوثوق به طالما أن "غايته ليست سوى الحصول على الغفران الذي يريحه لينقذه من شعوره بالذنب" ومن هنا فإن كاتيوشا لن تمنحه ذلك الغفران كما هو واضح.
من الواضح أن كاتيوشا إنما تعبر في موقفها النهائي والمرتبط بعفوية شعبية لا شك أن الكاتب يحبذها. وربما على أي حال، كنوع من نقد ذاتي يراجع عبره، وعلى الأرجح في وعي باطني ينتابه، مواقفه السياسية والاجتماعية الخاصة التي كانت حركته خلال تلك الآونة الأخيرة من حياته وجعلته مصلحاً اجتماعياً. ومن هنا فمن الواضح أن النظرة التحليلية الأكثر عمقاً، وبالتالي الأكثر إنصافاً لتلك الرواية إنما هي تلك التي تنظر إليها باعتبارها تعكس عبر شخصيتي ديمتري من ناحية وكاتيوشا من ناحية أخرى،
من خلال موقع ويكا وبعض القراءات عن الكاتب فهمنا اسس الصراع الذي عاشه ليون تولستوي وقام بعكسه في الرواية نفسه خلال سنواته الأخيرة بين جانبين من شخصيته، جانب "الفوضوي" الذي وسم به ديمتري ذا السلوك العفوي الفوضوي؛ والجانب الآخر "البراغماتي" الذي أوكل لكاتيوشا أن تعبر عنه على الضد مما كان ينبغي لها أن تفعل استجابة لحبها القديم لديمتري و"مكافأة" له على ما يفعل الآن في سبيلها؛ والحقيقة أن في ذلك "الصراع العميق داخل الكاتب" ينبغي لنا أن نبحث عن "الوصية الفكرية الختامية" التي رأى باحثون كثر أنها مضمرة في "البعث" كما هو مضمر فيها اختيار نهائي لتولستوي حتى ولو أنه جعل قارئه معجباً بعمق وحرارة سلوك بطله آخذاً على كاتيوشا عجزها عن الغفران وسلبيتها تجاه الأحداث التي تعيشها في رواية لا شك أنها لا تضاهى في عمقها وقوتها