لم تكن إبادة 18,5 مليون هندي أحمر على يد المستعمرين الإنكليز في المنطقة المعروفة اليوم بالولايات المتحدة حادثة فريدة في التاريخ الأميركي، ولم تقتصر حروب الإبادات الجماعية على الهنود الحمر، بل إنها رافقت تاريخ الولايات المتحدة القديم والحديث، داخل القارة الأميركية وخارجها، وكانت من أهم عناصر فكرة أميركا.
حق التضحية باللآخر؛ أمريكا والإبادات الجماعية
نبذة عن الكتاب
الكتاب هو في حقيقته شهادة جمع المؤلف تفاصيلها خلال فترة طويلة من الزمن. فمنذ وصوله إلى واشنطن استثاره فضول لا نهائي إلى معرفة ما جرى للشعوب الأميركية الأصلية والذين يطلق عليهم اسم الهنود الحمر، وكيف تمكن مستعمرو أميركا من إبادة سكان قارة كاملة هؤلاء كان عددهم يزيد على 112 مليون إنسان إلا أنه لم يبق منهم في إحصاء أول القرن العشرين سوى ربع مليون. واجه المؤلف سيلاً من الكتب والمعلومات التي أغرق بها التاريخ، وهي بمعظمها تؤكد على "فراغ الأرض" و"وحشية هذه الشراذم الهندية" ومسؤوليتها عما جرى إلا أنه وفي خلال بحثه عن مصادر الأسطورة "أنات" الكنعانية عثر في مكتبة الكونغرس، عثر بالمصادفة على كتاب مورتون "كنعان الجديدة الإنكليزية" وقد شجعته تجربة مورتون مع الهنود على سلوك طريقه في جمع الشهادات والتي استطاع استخلاصها من أصدقاء "الحركة الهندية American Indian Movement" عرف من خلالهم أن للولايات المتحدة فضل اختراع ألطف نظام تطهير عرفي على وجه الأرض.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2002
- 202 صفحة
- ISBN 995321090X
- دار رياض الريس للكتب والنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب حق التضحية باللآخر؛ أمريكا والإبادات الجماعية
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mostafa Farahat
بهذا المنطق يؤكد لنا التاريخ المنتصر أن حرب الإبادة الجماعية التي أفرغت العالم الجديد من ساكنيه ، وقضت على أكثر من أربعمائة شعب وأمة وقبيلة ، كانت تنتشر في الشمال الأميركي فوق مساحة كبيرة من أوروبا بنصف مليون ميل ، وكل ما واكب هذه الإبادة من فظائع كانت مجرد مأساة غير مقصودة ، حدثت برغم الرغبة الجادة والأكيدة لدى الأوروبيين في الحفاظ على حياة الهنود ، وأن السبب الأول لموت الهنود هو الأوبئة التي لم يكن لديهم مناعة ضدها ، فالطبيعة وليس الأذى المتعمد هي السبب في هذا الدمار
..
صار من حق كل مستوطن أن يطرد الهندي من بيته وأرضه وأن يقتله إذا لم ستجب لصوت العقل ، وكانت رحلة الدموع أولى ثمار هذا القانون ، يومها حاصرت قوات من الجيش النظامي من لم يمت بعد من هنود خمسة شعوب هم الشيروكي والشوكتو والشيكاسو والكريك والسيمنيول
..
القدر المتجلي الذي يقول بحتمية وقدرية التوسع الأمريكي والزحف مع دوران الشمس حيثما تدور من الشرق إلى الغرب ، وهي العقيدة التي استعارها هتلر بعد حوالي نصف قرن بكثير من التواضع والحذر وسماها سياسة المجال الحيوي
..
مع تأسيس الجيش الاميركي أصبح السلخ والتمثيل بالجثث تقليداً مؤسساتيًا رسميًا ، فعند استعراض الجنود أمام وليم هاريسون ، تم التمثيل ببعض الضحايا وهنا تزاحم صيادو التذكارات على انتهاب ما يستطيعون
..
رغم أن الكتاب مليئ بالفظائع التي لا يتصور الحالمون أبدًا أنها صدرت من تلك الأمة المنظمة ، التي تتصدر الآن طاولات المفاوضة من أجل حل المننازعات الدولية ونشر السلام الدافئ ليعم ربوع الدنيا ، لم أندهش كثيراً رغم أني لم أتعمق كثيراً في أزمة الهنود الحمر ، لأن واقعنا الآن وما يحمل من كوارث ومآسي أعطانا مناعة قوية كي يحول بيننا وبين أي حادثة قد سمين في تاريخ الأمم المغلوبة بمسمى الكارثة أو المصطلح الأيدلوجي الأقرب " السقوط " .
الاستيلاء الذي قامت به كل من أمريكا وانجلترا على أرض الهنود الحمر ، شاهدته في نسخته العربية على أرض فلسطين ، حروب الإبادات والمذابح شاهدتها كثيرًا جدًا ، حتى صارت متلازمة عندي في بورما وفلسطين وأفريقيا الوسطى وأخيراً سوريا .
دائمًا قوى الشر تجنح إلى عنصر الإبادة وهي في ذلك لا تريد أن تبيد أفراداً بقدر ما تريد أن تبيد أفكارًا وتبيد ذاكرة تستوعب تلك الأفكار ، مثلاً السلام القرطاجني " لم يقم عندما أبادت روما قرطاجنة بل عندما صار القرطاجينيون يقولون عن قرطاجنة ما يقوله الرومان ، وعلى حد تعبير " ميكائيل غلفن " : عمل أخلاقي أو غير أخلاقي فهذا لا يعنيني ، لأن الانتصار الروماني على قرطاجنة انتصاري أنا ، فنحن في النهاية رومان بالوراثة .
-
Sarah Shahid
يتحدث هذا الكتاب عن الإبادات الجماعية التي طالت 120 مليون هندي من قبل الإنكليز تحديداً أو الزنابير WASP (البيض الانجلوسكسون البروتستانت) وذلك بأساليب عديدة منها نشر الأوبئة والأمراض القاتلة، أو عن طريق التعقيم.
يتحدث بعدها عن تحول الهنود إلى مجرد سلع تتسم بالوفرة النسبية، أي أن أسعارها منخفضة للغاية، حيث كان بإمكان أي شخص جمع ثروة هائلة مقابل فروات الرأس التي يحصل عليها بعد قتل الهنود.
كما يصف لنا العكش آلية تطبيق الاتفاقيات التي كانت تتم مع الهنود لاقتسام أراضيهم، إذ كانت تلك الاتفاقيات تعني ضمنياً اعتماد سياسة التجويع والحصار والمضايقات لقتل الهنود وذلك عوضاً عن القتل المباشر.
ويصف لنا الكاتب أيضاً ما أسماه "نحت الروح الهندية" بمعنى التخلي عن قتل الجسد مقابل الاعتماد على قتل الروح وذلك بفرض العديد من القيود على الهنود لمنعهم من ممارسة أي شيء يتعلق بثقافتهم مثل اللغة، اللباس، تسريحات الشعر، وصولاً إلى تغيير التاريخ وتشويهه لمنع الأجيال القادمة من معرفة الحقيقة.
وأخيراً يتحدث الكاتب عن المعنى الإسرائيلي لأمريكا، حيث عمل على مقارنة الأفكار التي رافقت عملية الإبادة مع تلك الأفكار التي يعتنقها الإسرائيليون، مثال ذلك إرادة الله التي كانت ترافق كلا الطرفين باعتبارهم شعب الله المختار