أحلام تتكسر على أعتاب الموت، وتستحيل في حضوره سراباً الأمنياتُ العظيمات.
نهاية مأساوية مؤلمة أحببتها رغم عدم توقعها أبداً.
اكتفيت بنجماتي الثلاث لأن الأسلوب لم يكن من الأساليب المحببة لي ، فلو ترك الكاتب دفق الكلام ينساب من قلبه بشكل تلقائي لكان أفضل من التصنع الذي لمسته في الزخارف والمحسنات البديعية المضافة للنص، والتي لا أحبذها. ولكن مع ذلك وبغض النظر ..
هذه الرواية فتحت عيني وقلبي على حقيقة الحياة أكثر من أي وقت آخر.
فكل من قرأ الرواية كان يتابعها منتظراً تحقق الآمال والنهاية المشرقة. توقعنا كل شيء إلا موت عصام قبل أن يستطيع تحقيق كل ذاك.
كتلةٌ ملتهبة من الآمال والطموحات، انطفأت جذوتها، وخبا بريقها، لتخطُّفِ الموت صاحبَها من أحضان الحياة في زهوة شباب العمر.
وكان الموت واعظاً لزميل له تائه، فجذبه معيداً إياه إلى ربه ، هادياً له إلى طريق الصواب.
نعم .. لقد عاد صفوان. ولكن تستحضرني صورة شبابنا اليوم فأقول : ترى هل سيكون الموت المخيم عليهم ، المتخطف لمن حولهم ، والمادّ لظله على حيواتهم، واعظاً لهم للرجوع أيضاً ، أم أن الموت سيكون أسبق لهؤلاء من الإياب؟
وأستحضر الأيام والسنوات التي أمضيناها -ولا زلنا- ظانين طول العمر والبقاء، مستمرين بقولنا " لساتني صغير.. بس لأكبر" بالله عليكم .. وهل نضمن أن نكبر؟ بل هل نضمن الحياة ساعة بعد؟
وما الحياة؟ هل الحياة إلا طريق نحث الخطا فيه لينتهي في أي لحظة ، وقد ينتهي الآن دون أن نشعر بأزوف الرحيل ودون أن نعد له عدته.
وهل في الحياة إلا حقيقة واحدة " مضمونة " سوى الموت؟
فإلى متى الشرود ؟ إلى متى الغفلة والضياع؟
ماذا نفعل؟ ولماذا؟ وماذا ننتظر بعد حتى نستيقظ لحقيقة وجودنا في هذه الحياة؟ أولم يحن موعد إيابنا بعد؟ فلم الوقوف ؟ لم الانتظار؟ ليجبني أحد .. أرجوكم.
.