لا أدري هل أسلوب الرواية الأصلي كان بهذا الجمال أم ترجمة الشيخ البوطي رحمه الله بكلماته وأسلوبه الآخاذين هي ما زادتها جمالاً .
بلاغة الكلمة العربية ظهرت في أبهى صورها في هذه القصة ، إبداع لا يوصف في الوصف، وكلمات بليغة بأسلوب أبلغ، كانا من الروعة بمكان بحيث غطّا عيوب القصة التي لم تخل من بعض الشطحات والغرابات في مضمونها.
استغربت ترجمة البوطي من قبل لرواية ورومانسية ايضاً وهو شيخ جليل، ولكن اتضح أن القصة مؤدبة جداً ، وخالية من كل ما يشوهها من إيحاءات أو تلميحات "غير ضرورية" .وإنما كانت زاخرة بمعان وابتهالات صوفية جميلة وهذا ما أحببته .
وبالنظر بشكل عام كانت رواية جميلة ومؤثرة .
وعلى الرغم من أنها قصة حقيقية بلا خلاف إلا أنها حقيقية إجمالاً وليس تفصيلاً. فبعض التفاصيل كانت غريبة وغير معقولة أبداً،
وأولها، أن يقع مقاتلان من رجال المدينة الأبطال والأشاوس وأجلد الناس ، مغشياً عليهما لدى رؤية كل منهما لفتاة جميلة متنكرة بزي رجل !!
وثانيها مقدار العذاب والشقاء عند كل من ممو و زين للفراق مع أنهما لم يريا بعضهما البعض سوى مرة واحدة، فكانت كل تلك "المضاعفات" غير معقولة ابداً. وأحسست فيها خيالاً جامحاً، وشيئاً من "الطفولة" في مخاطبة الكاتب عقول القراء بمثل هذه الأمور غير المبررة.
ولا يعلم حقيقة قصتهما إلا الله .
ولا أظن أن جميع التفاصيل المذكورة صحيحة وإنما-برأيي- كانت سداً لبعض الثغرات أو الحلقات المفقودة منها من قبل المؤلف ،لإثراء محتوى القصة، وشحنها بأكبر قدر من العواطف.