اقتباسات من كتاب البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثاً عن الخريطة المفقودة

إن الشعوب التي تموت وهي تدافع عن وجودها، قد تقوم لها قائمة، أما الشعوب التي تستسلم فلن تقوم لها قائمة أبداً.

الغد الذي نريده ليس يوماً جديداً نلاقيه عندما نستيقظ صباحاً ، بل هو الغد الذي يبدأ صنعه في يومنا : نصنعه ، نحن نخطط له ، ونرسمه في يومنا هذا ، وقبل أن يبدأ الغد بزمن طويل.

العبد الصالح هو الذي يقتحم الواقع مسلحا بقيمه وثوابته ..

ويحاول أن يرفع هذا الواقع ليكون بمستوى هذه القيم والثوابت ..

يبدأ الايمان من الداخل بالقدرة على التغيير والعمل والمواجهة ، يبدأ من اقتلاع جذور السلبية والكسل والتواكل ، وغرس جذور بديلة لقيم بديلة، قيم الايجابية والثقة بالنفس.

يبدأ من الايمان ان بامكان رجل واحد ان يفعل الكثير.

تحولت الوسائل المجردة إلى مقاصد وضاعوا فيها وفي تفاصيلها حتى ضاع المغزى الأصلي والمقصد النهائي للأمر الإلهي .

إن الله لم يبعث محمداً ليقطع أيدي الناس ، ولكن ليجفف منابع الانحراف والجريمة ، بعدها فقط يكون للحد معنى ومغزى .

قبل ان تنتحر ، تذكر : هناك كتاب ، ربما على الرف يعلوه الغبار ، ربما في السيارة ، او غرفة الضيوف للبركة ، وربما على الصدر او الجدار للزينة ، ربما تقرؤه يومياً وتسمعه ، إذ ان ذلك جزء من عاداتك في استحصال الثواب ...

لكنك لم تفهمه ابداً كما يجب ، ولذلك وصلت الى الدرك ، تذكر هذا الكتاب ، يمكنك ان تتفاعل معه فتتغير حياتك وحياتنا تتغير الاحصاءات والخرائط .

شيئ آخر قبل ان تنتحر .. تذكر ( لا تكن كصاحب الحوت ) .

من تلك النقطة البعيدة الموغلة في أقاصي اليأس يتولد عندك الأمل بأن هناك خياراً آخر ، الأمل بأن هناك طريقاً آخر للغد سيسلكه أولادك.

لعلك عندما تموت بعد عمر طويل تكون قد مت قبلها بفترة طويلة . ولعلك لم تعش أبداً.

ولعل كل ما ينقصك أن يهيلوا عليك التراب إذا وجدوا قبراً يؤويك.(..)

ولعله من المفيد لك قبل أن يعلن موتك رسمياً ويهال عليك التراب ،أن تعرف انك لست وحدك وأن بيدك (..) اشياء كثيرة وفي امكانك احتمالات عديدة ، ولكن احداً لم يخبرك بها.

أليس الصبح بقريب”يكون المخاطب في قمة يأسه في ذروة الاضطهادالمكي ويأتي التساؤل فيذكره بالصبح الذي يأتي كل يوم،بالصبح القريب، نافذة الأمل

الإيمان بلا عمل صالح سيكون مثل شعار ، مثل نظرية لا تطبيق لها. والعمل الصالح بلا إيمان سيذهب هباء منثوراً ، مهما بدا أنه غير ذلك.

ليس الجلاد ظالماً فحسب ، الضحية ظالمة ايضاً، ظالمة باستسلامها للجلاد.

ان ازدواجية الشخصية التي هي جزء من حاضرنا وماضينا ، يخبرنا بها القرآن الكريم ، وهي بوصلة تؤشر مرة الى اننا في عصر الجاهلية ومرة الى اننا في عصر الاسلام ، ولو تعمقنا في الكشف عن ماحصل في الماضي وما يحصل في الحاضر نجد كيف تم اختطاف الاسلام كقيم ومعاملة وانسانية وسلام الى تعصب والغاء الآخر ودماء وكراهية وعدم الوفاء واغتصاب حقوق الاخرين والتعدي على الحرمات والفساد الاجتماعي والاداري والرشوة و و و ، هل يمكن ان تجتمع كل هذه الظواهر اللاانسانية في الانسان المسلم وتجده يقوم بالفرائض وكانه في اعلى درجات التقوى ، هذه الازدواجية التي حملها الانسان المسلم من الماضي عندما تم اختطاف الاسلام كقيم ومعاملة ومحبة وسلام .

لكن التفاعل مع القرآن، لا يقتصر حتمًا عى تحريك غدد الدمع الذي نتخيله المظهر الأهم لخشوع القلب. التفاعل مع القرآن، الذي أنزل أصلًا لقوم يعقلون، يجب أن يؤثر في العقل، في الفكر، في منهج التفكير. في طريقة التعامل مع مفردات الحياة اليومية ومجرداتها. ص49.

لأنك يائس وتحتضن صغارك كقطة مذعورة في ليلة قصف مجنون، فإن الأمل الذي سيتولد من يأسك ليس أمل الشعارات الرنانة ولا الخطب الحماسية ولا الأناشيد ، بل أمل العمل والقدرة على التغيير ، أمل الكفاح والتشبث الحقيقي بالحياة.

تذكر أن هناك كتاب ربما على الرف يعلوه الغبار ، ربما في السيارة أو في غرفة الضيوف للبركة، أو على الجدار للزينة ، وربما تقرؤه يومياً وتسمعه (..) ولكنك لم تفهمه أبداً كما يجب ، ولذلك وصلت إلى هذا الدرك.

هل يوجد طقس أو شعيرة أخرى في أي دين آخر يتضاعف أجره وتزيد أهميته، عندما يطبق جماعيًا غير شريعة الصلاة الإسلامية؟ ص295

"إن باستطاعةِ رجلٍ واحد أن يفعل الكثير فقط إذا سمح لشجرة يقطينٍ أن تنبت في أعماقه"

كان يحتوي على فضاءاتٍ لا متناهية وبحار شاسعة، وربما قمرٌ ملون وشمس أكثر إشعاعًا، وأغنية وقصيدة، وضحكة طفلٍ أيضًا كل ذلك في نفسه وجسده الذي كان حتى الآن مجرد وسيلة من وسائل حرب النجوم والتنافس المحموم بين الدول الكبرى

كلمة (مهنة) بمعنى عمل أو وظيفة جذرها الأصلي مرتبط بالهوان والمهانة، فالعرب كانت تعد من يعمل بيديه حقيرًا ومهاناً، ولابدَّ وتغيرت المعاني في الظاهر على الأقل، وظلت الكلمة تحمل تلك الجذور العميقة!!