مع قدوم ذكرى استشهاد الحسين بحثت عن عمل يدون تلك الفترة التاريخية .. كنت فى حاجة لمعرفة المزيد عن غاية واهداف اشخاص رفعوا سيوفهم فى وجه حفيد النبى صلى الله عليه وسلم وقتله .. سيد شباب الجنة الذى تم التنكيل بجثمانه الشريف عقب قتله ولم يكتفوا بذلك بل تمادوا فى انتهاك حرمة ال البيت ..
كنت فى حاجة الى تذكير نفسى بان التاريخ دائما ما يعيد نفسه وان شهوة السلطة والحكم لا رادع لها حتى ولو كان الثمن هو اراقة دماء شريفة ، فالانسان بختلاف الاماكن والازمنه لا يتغير .. دائما ما يبحث عن السلطة ماهما كان ثمن الوصول لها
بالانتقال الى العمل اعتقد انها ليست رواية بالمعنى او الشكل الكامل لها ولكن الكاتب استخدم اسلوب ادبى فى شرح تلك الفترة التاريخية .. اختيار ذكى للغاية من الكاتب واستطاع ان يوصل ما يريد ان يقوله فى صفحات قليلة موجزة .. هى تنقسم تقريبا الى ثلاثة اقسام الاولى منها جاءت للحديث عن الصراع الذى دار بين الامام الحسين وبين يزيد ابن معاوية ، صراع اختلفت اسبابه واهدافه لان احدهم كان يهدف الى السلطة وحياة اللهو والاخر كان يعمل على تحقيق التعاليم والمباديء التى نشا وتربى عليها فكانت الحرب بينهم وكانت نتيجتها هى استشهاد الحسين ومن ناصره .. القسم التانى تتحدث عن مختار الثقفى الذى شعر بالذنب نتيجة وجوده بالسجن وعدم استطاعته نصرة الحسين فعمل على الانتقام من من قتله او ساهم فى ذلك .. واخيرا وفى صفحات العمل الاخيرة رؤية وتحليل الكاتب عن تلك الفترة بشكل عام وعن اهداف الشخصيات التى جاءت بها الظاهر منها وما خفى ولكن سوف اتفق على نقطة قالها الكاتب فى نهاية العمل الا وهى هل لو كان الامام الحسين يعيش فى فترة حكم مختار الثقفى هل كان سيرضى بكل ذلك القتل والتنكيل حتى لو كان لاشخاص تعمدوا ايذائه والتنكيل به وباهل البيت .. هل كان سيرضى بذلك الانقسام بين صفوف ابناء الامة الواحدة او كل الدماء التى ارهقت لا لشى سوى لطمع شخص او اثنين بالسلطان والاموال .. لا اعتقد انه كان سيرضى بذلك لان خروج الحسين فى باديء الامر لم يكن من اجل البحث عن سلطان او حكم .. بل كان خروج بحث عن الحق وعن العدل الذى غاب فى عهد يزيد بن معاوية
نقطة اخيرة اعتقد انها لم تغب عن من قرأ هذا العمل .. الرواية بها اسقاط سياسى واضح للغاية .. الحاكم الفاسد المنفرد بالسلطة الذى لا يستطيع احد ان يعارضه .. منافقيه او مستشاريه الذين يحيطون به ويعملون عن فصله عن واقعه باراء خاطئة بعيدة عن الحقيقة .. بعض رجال الدين المنافقين الذين يعملون على اصدار الفتوى التى تتناسب مع اهواءالحاكم وترضيه .. الكاتب قد يكون له ما له وعليه ما عليه ولكن نشر تلك الرواية عام ٢٠٠٨ وقبل الثورة المصرية بثلاثة سنوات اعتقد انها شجاعة كبيرة منه لان تلك الفترة كانت فترة حاكم استطاع ان يرسى اعمدة امبراطوريته الديكتاتورية ولمدة كانت قاربت من الثلاثين عاما .. كذلك الحديث عن انتقال الخلافة بالتوريث من معاوية ابن ابى سفيان لابنه يزيد وما صاحبها من مساؤي واثار سلبية فى فترة كان يناقش فيها ملف توريث حكم مصر فتلك ايضا نقطة تضاف للكاتب