فى كتاب " الضحك والنسيان" لم يرى "ميلان كونديرا" ضرورة اعتماد حبكة تقليدية تربط أجزاء الكتاب ببعض ، إذ تضمن قصص متنوعة لاتجمع بينها سوى وحدة الموضوع أى الضحك والنسيان ، فى حكايات وحياة الناس فى وطنه الأصلى تشيكوسلوفكيا أو بوهيميا كما يذكرها بالأسم فى الكتاب .
و يتناول أحداث تاريخية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى العام 1969م أى عام وصول "غوستاف هوساك " إلى الرئاسة بمساعدة الروس ، ولكن لاتخضع تلك القصص الممزوجة بالتاريخ لأى تسلسل تاريخى فى سرد هذه الأحداث إنما يوردها دونما مراعاة لتسلسل الأحداث زمنيا ً.
كتاب "الضحك والنسيان" لا يتم تعريفه كرواية، إذ يعلن كونديرا نفسه ضمن احد أجزاء الكتاب بأنه :"..رواية تتخذ شكل تنويعات لحنيه"، و لميلان رأى مختلف حول الشكل الروائي ، إذ يرى بعدم ضرورة التقيد بالشكل التقليدى أو حصر تعريف الرواية فى شكل نمطى معين .
من خلال هذا الكتاب/الرواية اتلمس أسلوب كونديرا فى نسج نص نثرى حافل بالتراكيب من استعمال للسرد الروائى ، والمقال ، و توليد الخيالات والمواقف الفنتازية ، والوقائع التاريخية ، مستخدما أصوات متعددة من بينها صوته الخاص ، إذ يمكن أن يُسمع صوت كونديرا مباشرة دون مواربة أو حيلة فنية فى الجزء السادس عندما يستطرد أكثر حول حادثة تاريخية وقعت فى شهر فبراير عام 1948 م عندما وقف الزعيم الشيوعي "كليمان غوتوالد" على شرفة قصر يرجع للعصر الباروكى بمدينة براغ ليخطب في إعداد كبيرة من المواطنين الموجودين في ساحة المدينة القديمة فى طقس شديدة البرودة ، جعل من "كليمانتس" ينزع قبعته الفرو ليضعها على رأس "غوتوالد" ، ويتم التقاط صورة ستوزع بمئات الآلاف من النسخ فى بوهيميا بعد ذلك بأربع سنوات يتهم "كليمانتس" بالخيانة، ثم يشنق فتقوم شعبة الدعاية بالحزب الشيوعى بأزالة "كليمانتس" من كل الصور الفوتوغرافية ليظل "غوتوالد" يظهر وحيدا ً على الشرفة دون "كليمانتس" .
****