وأفكر في الأغنيات التي نفضتني .. بأي حق يسمعها الآخرون؟!
كتاب الوحشة
نبذة عن الرواية
كما لو أن في يدي مجرفةً ومعولاً، عاصباً رأسي بلفافة سوداء، وأحفر سبيلي نحو طينتي الأولى.. أكتب لأنني أريد أن أرجع إلى حيث ولدت! آه.. بيتنا في الجبل وحده يؤلمني، وأكتب كي أعود إليه!التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2009
- 112 صفحة
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Moayad Aladdin
صرخات مكتومة , لم يعكس صداها إلا هذه الكلمات :(
ينصح به لمدمني التشاؤم , و يحفظ بعيدا عن متناول أيدي المتفائلين
-
طاهر الزهراني
عبدالله ثابت صاحب الوجه المهشم من أثر السقوط ، يصعد في كل حين جبلاً عظيماً ليصرخ فينا عبر أحد إصداراته ، ثم يسقط في وادٍ سحيق فننساه ليصعد مرة أخرى ليكرر الزئير !
هو يحرث الأرض بمخالبه ليخرج لنا لغة أخرى ، هذه المرة أتى كي يخبرنا لم وكيف وماذا إذا سبقت كلمة " أكتب .. " !
أتي عبر هذا الإصدار العنيد المشاكس المتمرد ليخبرنا " أن الكتابة عمل انقلابي " بالفعل وليس ترفا ثقافياً .
أتي ليخبرنا أن الكاتب ساقٌ مسلوخة في مسرح روماني مليء بالوحوش ، والكتابة عين شحيحة في مفازة مرعبة ! أتى هو من الجنوب ملطخٌ بالطين والحناء ، ويحمل فوق رأسه نباتات جبلية عَطِرة ، ساتراً عورته بـ( مصنفٍ) رث أتى ليخبرنا أن الكتابة ليست عملية تغوط معرفي !!!
***
" كائن يقف في الظلام ويقول شيئاً" يهدي كتابه إلى الأرض !
" أكتب هذه الوحشة لأنني حزين بالضرورة " هذه الضرورة هي التي جعلت هذا الكائن يقف ليكتب وهو ينزف فكلماته " حطبٌ وجوديٌ جائع " و " جبهتي منجل والشعر معصيتي وأنا هارب قديم من الأسلاك " وهذا الهارب محارب فج يتحدث ويقول لمن يقف أمامه اعلم " أن كلماتي على ظهري ، وذخيرتي في فمي ، ومن بين أسناني تتواثب سباع نهمة " ، الكتابة بيقين مصنع في داخله " أكتب لأنني موقد ضاج بيقين وهائج وسرمدي والأيام غابة " فهي تحوي توحشي وتقيني من التمدن !
يكتب لأنه مملوء بضجيج الحياة وبهجتها " أكتب لأنني أحب قهقهة الحياة ، أكتب لأنني قرية ومطر ، لأنني سيل " يعدو ولا يدري هو إلى أين ، وهكذا الإنسان عندما يشعر أنه تائه وينظر الى العالمين بعدم ثقة " أكتب لأنني ضال مرتاع ، وما عدت أصدق الجهات ، والنجوم خؤونة ، وهذا هو انتقامي! " ، إنه يشعر في داخله بصدام المشاعر المتناقضة " إنني لا أكتب فحسب ..إنني أرتطم !"
هو يكتب كي يخبرنا كم هو تافه ذلك الإنسان الذي يكتب تحت الظل " أكتب لأنني مجهد ، أكتب كما لو أن في يدي مجرفة ومعولاً ، عاصباً رأسي بلفافة سوداء ، وأحفر سبيلي نحو طينتي "
وعندما يطول الاغتراب يحن الإنسان لموطنه عندما كان جنيناً وخلقاً آخر " أكتب لأنني أريد أن أرجع الى حيث ولدت ، آه ..بيتنا في الجبل ..وحده يؤلمني ، وأكتب كي أعود إليه " ، وهذا الاغتراب سببه أنه مطارد من قبل أشياء في الخفاء ، إنه يخاف قدره يخاف من سياطه التي تقع في أي لحظة قوية مؤلمة مبكية " اكتب بهستيرية جامحة لأني أتحسس شيئاً يأتي من هذا الخفاء " ، ورغم الاغتراب وكائنات الخفاء المرعبة ؛ إلا أن الضعف الذي يعتريه يكسبه مزيداً من البؤس والشقاء " إنني أكتب لأنني ابن شارد ، وأخ منزوٍ ، وأب ضعيف ، وصديق مختفٍ وهجور " !
هو يكتب لأن هناك أمراً لا يدركه الملوث في مدن الإسمنت ، ويفتقر إليه الجالس على مكتبه الفخم في برجٍ عالٍ عاجي ، ولا يشعر به الغارق في وحل الحضارة " أكتب لأن عزفاً ريفياً يعوي في دمي " !
هذه الجمل المصقولة والمسنونة والمشحوذة والمنطلقة بكل قوة نحو أرواحنا هي إجابة وافية لكل إنسان يدرك قيمة الحرف .
***
إن الأيمان والعلاقة مع السماء جعلت للعمل قرباً استثنائياً " اللهم يا الله أرجوك ..خذ بذراعي النحيلة هذه فقد غسلتها من الناس ..خذ بها الى يقين لا يتكلموا عنه ، ولا تفوح منه رائحة الدم والخيانات " ثم كانت خاتمة الكتاب رجاء واعتراف وأمنية غريبة " يا الله حينما خلقتني منجلاً ..ليت أن الطريق كانت سنابل " !
***
أخيراً : إن أجمل عبارة قيلت عن هذا الكتاب الذي لا أستطيع تصنيفه الى الآن ما قاله د . عبدالعزيز المقالح : ( يرسم الشاعر عبدالله ثابت وحشته في كتاب شعري ينتمي الى الحداثة في أصفى حضوراتها وأقربها الى الله والإنسان )
كتاب الوحشة الصادر من دار الآداب لهذا العام، ابتعته من معرض الشارقة الدولي للكتاب وضاع مني هناك فتناقلته الأيدي الجميلة في المدن الجميلة ، فمن الشارقة الى بيروت الى جدة ، ثم جاءني هذا الكتاب كذئبٍ يطارده محارب من الجنوب كي ينهشني !