عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفى أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة. إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم الثناء. إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثنى عليها حين نثنى ونحن صادقون، ولن يعدم إنسان ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة.. ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب إ..
أفراح الروح
نبذة عن الكتاب
أوفد سيد قطب إلى أمريكا من قبل وزارة المعارف للإطلاع على مناهج التربية والتعليم فيهان وأقام فيها حوالي سنتين: من 3/11/1948 إلى 20/8/1950. وكان يرسل رسائل "إخوانية" شخصية إلى أخيه وأختيه في مصر وإلى معارفه وأصدقائه في مصر وخارجها، يسجل فيها بعض أفكاره وخواطره حول الحياة، وكان ينشر بعض المقالات في بعض المجلات الأدبية، مثل مجلة "الكتاب" التي كان يرأس تحريرها الأديب "عادل الغضبان" وهذا الكتيب الذي بين يدينا يحتوي على مقتطفات من سبع عشرة رسالة شخصية بع بها "سيد" إلى شقيقته وتجدر الإشارة هنا إلى أن العنوان "أفراح الروح" ليس من اختيار سيد قطب، وإنما و من اختيار الدار العلمية.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2004
- 37 صفحة
- دار ابن حزم
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب أفراح الروح
مشاركة من سلسبيل العيني
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
مروه عاصم سلامة
أفراح الروح
و يبقى السؤال رحّالٌ في الذهن يدور : أهكذا كان يكتب الطيبون الرسائل لذي قربى بعيد ؟؟ أحقا يرسلون خاطر البال وأفكار الوجود وصوراً للموت والحياة ثم يعطرون الأظرف بأريج الحكمة والتأملات قبلما يبعثون ؟؟ والأقربون؟.. أكانوا من بعدها على الغائب يطمئنون؟؟ ...فمثلنا لو أرسل لذويه شيئاً من قبيل ذلك لبعثوا في إثره الأطباء !!... إن هذا الذي أعنيه سيفهمه فقط أولئك الذين كتب الله بينهم وبين ذويهم سنين غياب!! ....هم يعلمون جيدا هذه اللحظة التي تُغير فيها نبرة صوتك تلقائياً وترتدي ذهنياً زي المدرسة التي تركتهم إثرها وتجهد في إيقاظ صبي الثامنة عشرة من زوايا نفسك لتتحدث عن أي شئ إلا الذي يعنيك....وتغمرك السعادة حين تصدق والدتك الخمس كيلوجرامات الوهمية التي زدتها فضاقت الثياب ..وتحكي لوالدك كيف في غيابه ما زلت تتخوف من أماكن لا تستطيع إليها الذهاب ....وتجمع لأخوتك كل ما في الشوارع من نكات .. وتقول لنفسك لا بأس فهم لا يعرفون إلاهذا الصغير فلا تزعجهم بذلك الذي كبرعشر سنين في البعاد ... ولكني رغم ذلك وجدتني أغبط سيد قطب رحمه الله على شقيقته السيدة / أمينة قطب كيف أنها قرأت مثل هذه الوجدانيات يوماً فلم تقل : أنهكت أخي الوحدة وهو ليس بسعيد ..بل أذنت بطبعها بكتيب كان له من بين كل الأسماء عنوان (أفراح الروح).
((أختي الحبيبة ..هذه الخواطر مهداة إليكِ)) هكذا كانت بدايات الرسائل ..وهكذا كان محتواها:
((إن فكرة الموت ما تزال تخيل لك فتتصورينه في كل مكان ووراء أي شيء وتحسينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء، و ترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة. إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة ائزاخرة الطافرة الغامرة، وما يكاد يصنع شيئآ إلأ أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!... مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي إ.... كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار.. الأمهات تحمل وتضع، الناس والحيوان سواء،. الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار.. السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج.. كل شىء ينمو على هذه الأرض ويزداد ..وبين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة و يمضي، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!.. والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة، لا تكاد تحس بالموت أو تراه... قد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة، ولكن الجرح سرعان ما يندمل وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحآ..لو كان الموت يصنع شيئا لأوقف مد الحياة ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة..فمن قوة الله الحى... تنبثق الحياة وتنداح))
((عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة... لقد جربت ذلك.. جربته مع الكثيرين.. حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور ...شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي لهم، شيء من العناية- غير المتصنعة- باهتماماتهم وهمومهم... ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص. إن الشر ليس عميقآ في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا... إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء.. فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية.. هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه، بالثقة في مودته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، و على أخطائهم او على حماقاتهم كذلك.. وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله، أقرب مما يتوقع الكثيرون.. لقد جربت ذلك، جربته بنفسي. فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام))
وشئ آخر لتغبط سيد قطب عليه ...((إننا نحن إن " نحتكر " أفكارنا وعقائدنا، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا، وعدوان الآخرين عليها! إننا إنما نصنع ذلك كله، حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيرأ حين لا تكون منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا...." التجار " وحدهم هم الذين يحرصون على " العلامات التجارية " لبضائعهم كى لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح، أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين إنهم لا يعتقدون أنهم " أصحاب " هذه الأفكار والعقائد، وإنما هم مجرد " وسطاء " في نقلها وترجمتها.. إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم، ولا من صنع أيديهم. وكل فرحهم المقدس!، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل !))
((لست ممن يؤمنون بحكاية المباديء المجردة عن الأشخاص لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة؟ وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان؟ إن المباديء والأفكار في ذاتها- بلا عقيدة دافعة- مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معان ميتة والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان! لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع ...آمن أنت أولا بفكرتك، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون ! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة...لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان، ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر كذلك لا وجود لشخص - في هذا المجال- لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص... كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان))
((من الصعب على أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل: فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؟ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة؟! حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى الشط ملوثين !!))
كتب الله يوما لقصاصات رجل مات أن تخرج من درج إحدى السيدات ..فتكون كتيباً من بضع صفحات قصار في الوقت الذي لم يفكر فيه أحدهما أو كلاهما بالأمر ...لو كان لقراءة الخواطر أسباب لكفاني هذا السبب.
-
To Da
بعض هذه الحكم لامس شغاف قلبي وكأنه يطمئنني.. بعضها أحسست أنها تتعلق بي، تخصني، تخاطبني وتتكلم عن واقع ملموس بالنسبة لي..
طوال قراءتي كنت أتخيل لو أن أخي المسافر بعث لي برسائل كهذه، كيف ستكون ردة فعلي؟ كيف كانت ستخبرني وتطمئنني عن حال أخي! عن حالته الروحية السامية المتسامية التي لا يهم بعدها ما يحصل لجسده.. لأنها هي الأساس وكله بعدها فاني كفناء الجسد. عن إيمانه ومحبته للكون وللناس، عن عطفه و صفاء سريرته!
هي خواطر تفوق في جمالها أي رسالة ممكن أن يرسلها شخص لآخر، ولا محب لحبيبته ولا ولد لوالدته.. إنها الرسائل المطمئنة حقاً، لا كرسائل الاعتيادية لشخص بعيد عن من يحب.. كان يخاطب أخته ويوصيها و يبث لها دواخله برسائل من حكم وخواطر.. كان يكتب إليها وكأنها صندوق مذكراته. لقد آثر أن يجعل عصارة حياته في قلب حي بدل من أن يدفنها في دفتره الخاص. أحسست أنه يحادثها وكأنما يحادث نفسه. أوصاها وكأنه يُسمِع ويذكر نفسه بصيغة خطاب حنونة عطوفة محبة لأخته.
أسقطت نجمة من التقييم لكون الكتاب مليء بالأخطاء المطبعية وعلامات الترقيم الخاطئة وأحياناً اللغة الركيكة.
-
أحمد عبد الحميد
كلمات قليلة جدا .. معان عظيمة جدا. محظوظ أنا لأني أمتلك نسخة ورقية من هذا الكتيب الذي وجدته بالصدفة في مكتبة أبي. إنتشاء روحي هو الوصف الدقيق لما أصابني بعد قراءة هذه الكلمات البسيطة.
-
أسماء السُّعود
الرسائل أعجبتني جداً ، خصوصاً الأخيرة !!
* ملاحظة بسيطة : الرسالة الأولى كُتبت إلى حميدة وليس إلى آمنة ؛ لأن حميدة كانت كثيرة التفكير في الموت !
-
.: THE STRANGER :.
هو كتيب من 17 خاطرة ارسله سيد قطب الى اخته بث فيه خواطره عن امور مختلفة ..عن الخير والشر ..عن العطاء ..عن حب الغير..عن العقيدة وعن اشياء شتى ..هو كتيب صغير لكن فيه حكم ومعاني جميلة وراقية
وهذه بعض الاقتباسات :
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس نجد ان هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون اول وهلة
ان الانسان لجدير بان يزداد احساسا بعظمةالله المطلقة كلما نمت قوته لانه جدير بان يدرك مصدر هذه القوة كلما زادت طاقته على الادراك
اننا نعيش لانفسنا حياة مضاعفة حينما نعيش للاخرين ..وبقدر ما نضاعف احساسنا بالاخرين ..نضاعف احساسنا بحياتنا..ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
امن انت اولا بفكرتك ..امن بها الى حد الاعتقاد الحار ..عندئذ فقط يؤمن بها الاخرون ..والا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة
-
Ahmad Ashkaibi
لعل أجمل ما في "أفراح الروح" أن سيد قطب لم يكن يقصد أن يخرج هذا الكتيب إلى الملأ
الكتاب عبارة عن مجموعة رسائل بعث بها سيد قطب إلى أخته أمينة..
خواطر مهداة من أخ إلى أخته .. لكنها تنطوي على حكم ومواعظ.. وإشراقات أمل وتفاؤل في هذه الحياة
الكتاب جميل جدا.. لابد أن تقرأه حتى تعرف كم هو جميل...
-
Ilhem Mezioud ( إلهام )
أول تجربة لي مع سيد قطب، وكانت رائعة عكس ما توقعت، قرأته في جلسة واحدة فقط...
كان الكتاب مجموعة من الخواطر التي تزيل بعد هم الروح، سيكون من الافضل اعادة قراءتها بين الحين والآخر..
اعجب كثيرا بسلاسة اسلوبه وجمال كلماته ووقعها الخاص في قلبي..
-
Asma AlJaghbeer أسماء الجغبير
صفحات معدودة .. قيم اجتماعية وقضايا روحية ..
نعم قد نعلم بعض الأفكار، لكن ليس دائما ما نستطيع صياغتها وتوضيح الافكار
-
هيثم ابازيد
بسيطة "عادية" ...ليست مبدعة وعظيمة .وليست سيئة ..ربما لأنها تحتوي على "نصائح" معروفة وليست بحاجة لكتاب !
-
عبد العزيز ديوان
هذا الكتيب يمثل الوجه الاخر لسيد قطب الذي لا يعرفه العوام. هذا الوجه المحب للحياة الذي تجد فيه خواطره البعيدة تماما عما اشتهر عنه من الحدة. لا اراني استفدت من كل الخواطر لكن البعض الذي تعلمته كان قيما للغاية.
بالمناسبة : قرأت هذا الكتاب فى محاضرة فارما جعلتنى من فرط مللها انتبه للكتاب وأعي كل تفاصيله.
-
ibtisama alkhajoula
عندما اردت دخول عالم المفردات العبثية والفخمة عالم الكلمات الصحيحة والدقيقة عالم الحروف النادرة ابتدأت بسيد قطب وكتابه الصغير بحجمه الكبير بثراءه ...أفراح الروح
يمكن اعتباره ككتاب جيب قيم مهما قرأته ستحس بأنك لم تقرأه أبدا عند قراءتك الثانية والثالثة له حتى.....ابداع مخلد وفيض لاينتهي
-
Sarah Shahid
هذا الكتاب كان موجوداً ضمن مجلد القراءات القريبة منذ زمن، وكنت قد نسيته والآن تعثرت به بالصدفة فأنهيته كاستراحة قصيرة.
يضم الكتاب بضع خواطر خفيفة كان قد أرسلها سيد قطب إلى أخته، بأسلوب سلس وكلمات رشيقة، لن تجد شيئاً جديداً هنا، فقط ستشعر به!
-
Aisha Hussien
مجموعة رائعة من الخواطر بل الحكم
استفدت منها الكثير
رغم انه صغير الا ان محتواها كبير وعميق تأسر الروح
حقاً "خير الكلام ما قل ودل "
يضم قيم و معاني رائعة جدا
رسائل من القلب إلي القلب :)
-
Norah shtiwi
ميزة هذه الخواطر أن ايجازها يتناسب مع ايقاع العصر السريع
تقرأها بربع ساعة ثم تنتشي بمعانيها طويلاً
-
Rudina K Yasin
الكتاب رقم 73/2023
افراح الروح : رسالة صغيلرة من اخ لاخته
سيد قطب
"بالتجربة عرفت ، أنه لاشئ في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده ، عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضى ، الثقة أو الأمل أو الفرح ، إلى نفوس الآخرين" !
عندما نعيش لذواتنا, تبدو الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث نعى, وتنتهى بانتهاء عمرنا المحدود." أما عندما نعيش لغيرنا, أى عندما نعيش لفكرة, فإن الحياة تبدو طويلة , عميقة. تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ننا نربح أضغاف عمرنا الفردى فى هذه الحالة نربحها حقيقة لا وهم"
سيد قطب الاخ الذي اراد ارسال خواطر الى اخته الصغيرة كاخ محب ، يسجل فيها بعض أفكاره وخواطره حول الحياة، وكان ينشر بعض المقالات في بعض المجلات الأدبية، مثل مجلة "الكتاب" التي كان يرأس تحريرها الأديب "عادل الغضبان" وهذا الكتيب الذي بين يدينا يحتوي على مقتطفات من سبع عشرة رسالة شخصية بع بها "سيد" إلى شقيقته وتجدر الإشارة هنا إلى أن العنوان "أفراح الروح" ليس من اختيار سيد قطب، وإنما و من اختيار الدار العلمية وعدد الصفحات صغير 38 صفحة .
اخ محب اراد ان يبث خواطر محبته الى اختيه وخاصة الصغرى خديجة تلك التي دفعت ثمنا صعبا ايام سجنه زكانت تتقاسم صنوف العذاب مع زينب الغزالي كتبها اثناء سفره الى امريكيا حيث الثقافة والفن التي لم تعجب سيد فكان يبث خواطره الى اخته لتصبح هذه الرسائل في درج مكتب تكتشفه شقيقته امينة قطب هذه الرسائل وتقرئها بمحبة ، لكنها لم تقل : أنهكت أخي الوحدة وهو ليس بسعيد ..بل أذنت بطبعها بكتيب كان له من بين كل الأسماء عنوان (أفراح الروح).
"أختي الحبيبة ..هذه الخواطر مهداة إليكِ" هكذا كانت بدايات الرسائل ..وهكذا كان محتواها:
• إن فكرة الموت ما تزال تخيل لك فتتصورينه في كل مكان ووراء أي شيء وتحسينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء، و ترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة. إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة ائزاخرة الطافرة الغامرة، وما يكاد يصنع شيئآ إلأ أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! هنا تحدث عن الموت بعمق كان الحياة لا شيئ فقط الدار الاخرة .
• عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة... لقد جربت ذلك.. جربته مع الكثيرين.. حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور ...شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي لهم، شيء من العناية- غير المتصنعة- باهتماماتهم وهمومهم... ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص. إن الشر ليس عميقآ في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا... إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء.. فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية.. هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه، بالثقة في مودته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، و على أخطائهم او على حماقاتهم كذلك.. وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله، أقرب مما يتوقع الكثيرون.. لقد جربت ذلك، جربته بنفسي. فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام"
• أننانحن إن " نحتكر " أفكارنا وعقائدنا، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا، وعدوان الآخرين عليها! إننا إنما نصنع ذلك كله، حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيرأ حين لا تكون منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا...." التجار " وحدهم هم الذين يحرصون على " العلامات التجارية " لبضائعهم كى لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح، أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين إنهم لا يعتقدون أنهم " أصحاب " هذه الأفكار والعقائد، وإنما هم مجرد " وسطاء " في نقلها وترجمتها.. إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم، ولا من صنع أيديهم. وكل فرحهم المقدس!، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل)
كتب الله يوما لقصاصات رجل مات أن تخرج من درج إحدى السيدات ..فتكون كتيباً من بضع صفحات قصار في الوقت الذي لم يفكر فيه أحدهما أو كلاهما بالأمر لقد حاولت اختيار افضلها فكتبته كما هو
-
Raya Ka'abneh
"الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا ومن هناك.. كل شيء إلى نماء في العدد والنوع، نماء في الكم والكيف.. لو كان الموت يصنع شيئاً لوقف مد الحياة!.. ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوة الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة..! من قوة الله الحي.. تنبثق الحياة وتنداح!."
يا إلهي ما أرق هذه الكلمات، وما أعمق هذه الأفكار التي تنطوي خلفها... فلسفة لا تصدر إلّا عن عقل عبقري وروح صافية خبرت الحياة والإنسان...
"أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية
وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض!"
صدقاً لا أملك سوى الدهشة والانبهار لروعة هذا الكلام... كم أتمنى أن أكون أنا متلقية هذه الرسالة...
كيف أستطاع هذا الرجل أن يلخص الحياة ببضع خواطر!!
ما أروعه..
لا أدري من أين أتاني هذا الإيحاء الغامض لقراءة هذا الكتيب الكنز.. سأعاود قراءته مراراً وتكراراً.. ربما أحفظه غيباً أيضاً...
لروحك الرحمة يا سيد قطب... لقد زرعتك في روحي أفراحاً..
-
لينا عيسة
رسائل جميلة المعاني وجمالها عندما تكون بين الأخوين وأجملها كانت
من الصعب على أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل: فكيف
يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؟ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة؟! حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من
الوحل لابد أن نصل إلى الشط ملوثين.. إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام، كذلك الحال حين نستخدم
وسيلة خسيسة: إن الدنس سيعلق بأرواحنا، وسيترك آثاره في هذه الأرواح، وفي الغاية التى وصلنا إليها!. إن الوسيلة في حساب الروح
جزء من الغاية، ففى عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات! الشعور الانساني وحده إذا أحس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة
خسيسة.. بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته! " الغاية تبرر الوسيلة!؟ ": تلك هى حكمة الغرب الكبرى!! لأن الغرب يحيا بذهنه، وفي
الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات!.