تجربتى الخامسه مع الدكتور على الوردى و لن تكون الاخيره
من اجمل ما قرأت
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب الأحلام بين العلم والعقيدة؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
سأبدأ وبشكل مختصر قدر الإمكان في توضيح بعض الأمور التي تطرق إليها ( اخو القرد وابن عم الحمار الدكتور علي الوردي ) !
ولنبدأ أولا بمعرفة رأي اخو القرد بالإنسان عموما : ففي صفحة 99 يقول " وهنا يجب أن لا ننسى أن الإنسان في أصل طبيعته حيوان , انه اخو القرد وابن عم الحمار " ويقول أيضا :" ( انه –أي الإنسان- يتظاهر باللطف وسلامة القلب وحب الخير ولكن طبيعته البهيمية تأبى الرضوخ لهذا النفاق ... الخ ... يراجع ص 99 للاستزادة
ومما يلاحظ عليه أيضا , هو سوء ظنه بمخالفيه والتشنيع بهم .. الخ فمثلا يقول تحت عنوان (قصة بالمناسبة ) يقول : ( والغريب – أي المفكرين المخالفين له – إنهم يرون في أحلامهم كل أمر خبيث فيكتمون ذلك عن الناس ويتظاهرون أنهم جبلوا من طينة ملائكية ...ص101 ) ..الخ ولا ادري هل كان الوردي معهم في أحلامهم ؟ ولماذا افترض بأنهم يرون أمور خبيثة بدلا من الحسنة مثلا ؟ أو كليهما ! . . أم انه يعلم الغيب ؟
ويؤكد اخو القرد وابن عم الحمار علي الوردي مرة أخرى على ما يمكن تسميته بــ" علمه الغيبي" فيقول مثلا ( ... أنهم سيقولون بأنهم زاهدون في هذه الدنيا الفانية , وهم يرفضونها,حين تأتي إليهم صاغرة . ولكنهم عند النوم يحلمون بالقصور الباذخة تحف بها الحدائق الغناء وتعلو على جنباتها قهقهة الجواري الحسان ......) الخ ولا ادري هل مثل هذا الكلام يصدر عن ما يسمى "عالم اجتماع " ؟ وفي نفس الصفحة يبدي اخو القرد رأيه مرة أخرى في الإنسان فيقول ( ... أما إذا كان صاحبنا من الجبابرة الذي يقدرون على الانتقام من خصومهم أثناء اليقظة , فان أحلامه ستكون من طراز أخر . ولعله سيستخدم أثناء النوم آلته التناسلية بدلا من الهراوة الغليظة ) ؟ ص126 . ففي هذه الصفحة كلام طويل .....
لمن يدقق في هذا الكتاب أو كتابات الوردي بشكل عام يلاحظ مدى العنصرية والطائفية .... وان حاول في بعض الأحيان إن يكون منصفا ولا بتحيز لفئة دون أخرى , إلا انه وعلى ما يبدو قد رضع هذه الطائفية ...
يلاحظ على الكاتب انه يستخدم خرافات الشيعة , من قبور, الأئمة, الأضرحة وما يتعلق بها ...الخ على أنها اعتقاد لعامة المسلمين ! كما يقول في صفحة 164 على سبيل المثال ,بعدما تكلم عن أحلام الشباب ..الخ يقول(ويتضح هذا وضوحا كبيرا في المواسم الدينية التي يتجمع فيها النساء قرب المقابر أو في العتبات المقدسة ...الخ ) . استدل الكاتب على كتاب " الصواعق المحرقة" لابن حجر الهيتمي (هو غير ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري) , وكذلك قام بسرد كلام "المفيد " وهو رجل دين شيعي , فلنرى ما قال عنهما عالم الاجتماع ..
يقول في الشيخ المفيد ( يقول الشيخ المفيد : لسنا نثبت الأحكام الدينية من جهة المنامان وإنما نثبت من تأويلها ما جاء الأثر به عن ورثة الأنبياء . وهذا القول من الشيخ يمكن أن نعتبره استدراكا جميلا..... الخ ص21 ) وعندما تكلم عن ابن حجر الهيتمي قال ( والظاهر أن ابن حجر كان من وعاظ السلاطين ...ص 11 ) ! فإذا كان الاثنان يخرفان في الأحلام وتأويلاتها ... الخ – حسب اعتقاد الوردي- فلماذا وجدت عذرا لأحد ولم تجده للأخر !! .
, فقد أورد تحت عنوان (الأحلام والحديث النبوي ) حديثين احدهما عن طريق مالك / في الموطأ والأخر متفق عليه أي البخاري ومسلم . وهذا الكلام في صفحة 47 , وتجد في بداية صفحة 48 يقول ( ونحن لا نعلم على وجه اليقين مدى صحة هذه الأحاديث المروية عن النبي . فمن الممكن أن تكون مكذوبة عليه .) !!! فأقول : إذا لم يكن متيقن عالم الاجتماع واخو القرد وابن عم الحمار مما يقول فالأولى له أن يخرس أو يصمت ! وان لا يدخل في أمور لا يفقه فيها , أم أن المخالفة هي جزء من شخصية الكاتب تلقاها بالوراثة ؟
وفي فصل "التنويم الاجتماعي " بعدما تكلم عن تأثير العادات على السلوك والوعي الكامن أو الباطن .... الخ ينهي هذا الفصل بقوله ( وقد صدق رسول الله حين قال "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " ) .لذا سوف نقوم بربط سريع بين ما قاله في بداية كتابه وبين ما نقله هنا ص151 , فعندما تكلم في البداية ونقل حديثين متفق على صحتهما ولا خلاف فيهما قال لا ندري مدى صحتهما ؟ وأما بالنسبة لما نقله هنا "عالم الحديث الاجتماعي ابن عم الحمار واخو القرد علي الوردي) فيقول صدق رسول الله ولا يدري أن ما نقله هو مقولة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وليست حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام . هذا وان دل على شيء فإنما يدل على هوى عند الكاتب في تشكيك الصحيح لأنه عند المخالف وتصحيح ونسبت شي إلى شيء أخر لتدعيم موقف .
كما يقوم عالم الاجتماع بسرد مجموعة من القصص فيما تتعلق بالأحلام , ومنها ما حدث معه شخصيا أو لأحد أصدقائه ؟ والسؤال : أهذا كلام علمي ؟ وهل بجدر بي أن أصدقك ؟
وكما يسرد الكاتب قول "لابن عربي " –الصوفي وهو غير ابن العربي المالكي الأندلسي – فيقول ( ... اذ أن النبي لا يحتاج وسيط يتلقى الوحي عن الله . .... إلى أن قال ولست ادري كيف استطاع ابن عربي أن يبوح برأيه هذا أمام العامة مع العلم أننا نخشى أن نقوله في القرن العشرين .... وينهي كلامه بقول , فتأمل )! ص51 ومن الملاحظ من سياق الكلام أن الوردي يؤيد ابن عربي في رأيه ! والله تعالى يقول (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) . هذا بالإضافة لعشرات الأحاديث .... (نزله على قليك بإذن الله ) .
ويستمر عالم الاجتماع بإثبات رأيه أو دعم وجهة نظره من خلال ما هو ملاحظ في كتابه , وذلك عن طريق – اخبرني صديق, تجربة شخصية – قصص وروايات موثقة , أشخاص موثقون ,شخص أعرفه!! ... ولا أقول أن الكتاب كله يحوي على ذلك , لكنه هذا ما دل عليه الكاتب أو ما وصل أليه علمه ؟ أما ما بقي من الكتاب فهو عبارة عن نسخ ولصق لآراء مختصين أو وجهات نظر مختلفة , ومن ثم القيام بحشوها في هذا الكتاب .
. والغريب ان الكاتب كان يستهزئ في بداية كتابه بما يمكن أن نسميه " الأحلام الشعبية" , كتلك الأحلام التي بتداولها بعض الأشخاص في المقاهي آو على الطرقات ... الخ ولكنك كقارئ تفاجئ في الفصل الرابع عشر بسرد الكاتب لأحلام كتلك الأحلام الشعبية , إلا أن الاختلاف كامن في الأشخاص الحالمين ! ففي الفصل الرابع عشر ينقل الكاتب أحلاما لأشخاص من دول أوروبية عديدة أو أحلام يرويها مختصون اجتماعين حصلت مع بعض مرضاهم أو معارفهم ... والكاتب في هذه الحالة يحاول تحليل وتفسير تلك الأحلام ! فلا ادري لما هذا التقديس والتبعية الفكرية حتى في الأحلام !! مع أنها نفس الأحلام تقريبا ؟ . أو على الأقل نفس الفكرة ! فما الذي اختلف!
وفي الحقيقة هنالك ايجابيتين للكتاب وهما: أولا احتواء الكتاب على العديد من القصص والطرائف التي حصلت مع الكاتب أو أصدقاءه أو معارفه أو او او ... أي كما أطلقنا عليه اسم " مبلغ علم الكاتب " ! وثانيا: احتواء الكتاب وخصوصا الفصل السادس عشر على بعض الطرائف التاريخية كلحظات التجلي عند بعض الشعراء والفنانين ...!!
السابق | 1 | التالي |