اترك جرحك الغائر في تاريخي وذاكرتي
لا تضمده .. فأنا أنشد نزيف الخلاص
زد في عذابي ولا تأخذك بي شفقة
وارقص فوق قبري رقصة الموت
حتى تسقط تعباً أو أفيق !
حفل المئوية
نبذة عن الرواية
"عن بيت الياسمين بمصر صدرت الرواية الاولى للمبدعة رضوى الأسود تحت عنوان ” حفل المئوية” هذه الرواية ذات طابع خاص حيث تسبح الرواية فى بحار من المشاعر لفتيات ألقت بهن الحياة على شواطئ المعاناة، تطرح الرواية قصصهن من خلال أحداث تجسدها حميمية التفاصيل ودقتها، تتلاطم الأمواج عاليا الى أن تلقى بهن فى حفل المئوية التى تجمعهن جميعا بقصصهن المنفصلة، فهل سيلتقون ببعض أم بأنفسهن التى ضاعت منهن بعض تفاصيلها فى زحام الحياة ؟ رواية تستحق القراءة تحمل الكثير مما يجيش بصدورنا وتأبى أنفسنا المراوغة التقاطه وأحيانا مواجته ولكن تطرحه رضوى الأسود بجرأة متناهية لشعورها بقدسية الكتابة وأمانة القلم .فهذه الرواية هى خلاصة عرق تفكير رضوى الأسود بعد علاقة حميمة بالكتابة أمتلكت كل أدواتها وعرفت كل أسرارها فكان البوح احتفالا قائما بذاته فى حفل المئوية." أمل محمودالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2010
- 206 صفحة
- بيت الياسمين للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية حفل المئوية
مشاركة من سمر محمد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
سمر محمد
" لا يشعر بقهر المرأة سوى المرأة"
إنتهيت من الرواية وانا اردد هذه الكلمة
تأثراً بالرواية وبالحوار الأخير بين تلك الفتاة وذلك الناشر ..
فقد استطاعت المؤلفة بالفعل ان ترسم ذلك القهر والالم الواقع على هؤلاء النساء بشكل كبير يجعلك تتعايش معهم وتشعر بمعاناتهم
قصص واقعية ربما سمعت بمثلها الكثير أو عايشت بعضها
جميعها لنساء تذوقن معنى الوجع على إختلاف مسبباته
ولكن أن تجمعهم في رواية او متتالية قصصية كما حدث هنا
يجعلك تُدرك بأن ما تراه العيون ليس دائماً الحقيقة الكاملة
فخلف تلك الوجوه التي تقابلها يومياً الكثير مما لا تُدركه او تتصور وجوده !
كانت الصدفة وحدها هي السبب في معرفتي بهذه الرواية ومؤلفتها فلم أكن قد سمعت بهم من قبل
ومنذ أن رأيتها وقد لفت نظري الإسم وما كُتب على غلافها
وعندما بدأت قرأتها كنت ملمة بالفكرة وهذا ما جعلني اشعر بأنها انتهت قبل أن تبدأ
ولكن ما وجدته بين صفحاتها كان شيئاً مختلفاً
جاءت كحكاية داخلها حكايات كثيرة
ام متوفاة حديثاً تترك لإبنتها حكاية كتبتها منذ سنين طويلة
لتدخل الفتاة لعالم هؤلاء النسوة من خلال مدرسة تحتفل بعيدها المئة فتدعو خريجاتها للحضور وكانت الدعوة هي البداية
والتي من خلالها تعرفنا على حكاية 6 نساء جمعتهن جدران هذه المدرسة يوماً ففرقتهن الحياة
كل حكاية تحمل في طياتها الكثير .. ما بين ألم وقهر وأفكار وأمال وأثار ماضي يُكتب به مستقبلهن
اجتمعن رغم اختلافهن في كل شئ ..
فقامت رضوى الأسود برسم كل شخصية بكل ما تحمله من اختلاف واهداف وأمال وألام ومشاكل
كانت كل واحدة قصة داخلها قصص أخرى
جاءت بلغة شعرية وتعبيرات وتشبيهات مميزة .. كما كانت الحوارات الداخلية ليست مجرد حوارات عابرة
كم تمنيت أن اعرف عن ذلك الفصل الأخير عن تلك الأم المتوفاة التي كتب كل ذلك بكل تلك التفاصيل
والتي زادت في بعض الأجزاء وانتهت سريعاً في أجزاء أخرى
على الرغم من بساطة العرض ولكن هذه الرواية تركت خلفها الكثير من التساؤلات حول الاختيارات والقرارات المصيرية في حياة المرأة والتي قد تأخدها في لحظة ما نتيجة ما تمر به .. فتجعلها تندم أو تتألم فيما تبقى من عمرها
لهذا فالقليل من التفكير لا يضر بالتأكيد :)
-
Dr.Hanan Farouk
عندما فتحت رواية رضوى الأسود (حفل المئوية) قررت أن أتركها كصديقة خارج الغلاف ذلك أن الإبداع أبداً لا يُرى من منطلق الصداقة والراحة النفسية للكاتب وما إلى ذلك،متعة الإبداع الحقيقية هي أن يخترقنا دون سبب ..دون أحكام مسبقة..ودون أن نبذل مجهوداً لنفتح له أبوابنا..لا أكتمكم قولاً أني كنت خائفة وأنا اقرأ فأن تقرأ لمن لا تعرف وتكتب عنه لن يضرك شيء أن تذكر سلبياته ولن يعطيك نقاطاً عنده أن تذكر إيجابياته لكن أن تقرأ لمن تعرف وتربطك به علاقة تجعلك تفكر ألف مرة في الكلمة التي ستكتب وهل سيؤدي ما سنقول إلى جرحه أو غضبه أو خسارته؟
في النهاية قررت أن أكون صادقة وأن أحكي لكم تجربتي مع رواية رضوى الأولى كقارئة عادية جداً تفكر بصوت عالي...وتسأل نفسها ..هل حكمي صحيح أم........؟
بداية لم يشدني الاسم كثيراً ربما لهدوئه الشديد وربما لأنه يجعلك تفهم ما تحكيه الرواية وتدور حوله...وبالمناسبة فأنا لا أجيد مطلقاً اختيار أسماء قصصي وكتاباتي إلا فيما ندر لكني بعد أن أكملت القراءة اقتنعت أنه الأنسب...حين دخلت الرواية أخافتني صفحاتها الأولى بالتحديد العشر صفحات التي ابتدأت بها رضوى حكايتها والتي كانت تجهز فيها القاريء للدخول لقلب الحكي...رأيت ربما أنها كانت تشرح كثيراً وتسترسل وتغرق في وصف الأشياء والأفعال وكأنها ترسمها بهدوء ثم تعيد نقش حروفها مرة أخرى فوق الكلمات لكني –كعادتي دائماً- تركتني أسترسل وأكمل دون تسرع...أول اكتشاف اكتشفته أن الرواية تميل لكونها متتالية قصصية أكثر من كونها رواية وأنا عاشقة لهذا الفن..بعد قليل تخلت رضوى عن تفاصيل التفاصيل وتركت العنان لقلمها واسترسلت..وفجأة وجدتني جزءً من الحكايات..لا أعرف بالتحديد متى وأين حدث هذا لكن كل الذي أعرفه أني أحسست أنها تركت لقلبها العنان وأطلقت يده ...استسلمت لها وهي تحكي حكاية كل فتاة مدعوة لحفل مئوية مدرستها ربما من قبل أن تولد وحتى قرارها بحضور الحفل..انتقلت معها من حالة إلى حالة..ومن حياة إلى حياة بسلاسة ليس لها نظير..ورغم كثرة الشخصيات لطبيعة العمل الأدبي لكني استطعت أن أحتفظ في ذاكرتي بعد انتهاء كل حكاية مؤقتاً بملخص حياة ..لعل أكثر ماشدني في الرواية الحوارات..لقد كانت الحوارات ثرية وقوية ومقنعة إلى حد كبير وسير الأحداث لم يجعلني أضطرب أو أهتز إلا قليلاً جداً...أخذتني أيضاً ثقافة الكاتبة الجميلة وأسلوب طرحها في الرواية على لسان شخصياتها والتي لم تجعلني في أي لحظة من اللحظات أشعر أن الكاتبة تستعرض ثقافتها لمجرد الاستعراض بل جاءت الكلمات في عفوية ودون تكلف...قد اختلف مع رضوى في قصة دينا بالذات لا لشيء إلا لأننا أصبحنا كثيراً نكرر في رواياتنا النماذج الدينية السيئة وونعتبر المرأة الملتزمة امرأة مقهورة خاضعة بينما في قصة دينا كان الأمر من بدايته اختياراً منها لم يجبرها عليه أحد..ربما حاولت رضوى أن توحي أن التزام دينا كان مجرد ردة فعل منها تجاه وفاة خالها الذي كانت تحب وإمعاناً في تحدي والديها اللذين تخليا عنها وهي بعد صغيرة لكن لغتها وطريقة حوارها تشي بأنها كانت مقتنعة بما تفعل ..أما فساد الزوج الملتزم وسوء سلوكه فهذا يحدث مع الملتزم وغير الملتزم وهذا ماهعرضته هي بنفسها في باقي قصص بعض الفتيات الأخريات واحترمته فيها...بالتأكيد ليس لقاريء أن يعترض على شخصيات أو على سير أحداث إلا ماكان غير مقنع منها وبالتأكيد لا أتدخل أبداً في الشخصيات التي بالفعل نقابل مثلها في الحياة كثيراً وقد نتفق أو نختلف معها ككتاب وقراء...
نهاية الرواية كانت لطيفة ومقبولة...ربما أشعرتني أني أمام مشهد نهاية سينمائي لكني على أية حال كنت سعيدة بالحفل وباللقاء الثاني وبالجو الحميمي الذي أوى صديقات عمر فرقتهن الأيام....
ربما أيضاً كنت مع رأي ناشر قصة الأم في الخاتمة...لكن أعود فأقول...ليس على أحد أن يملي على قلم المبدع مايقول ومالايقول ...إرادته وفكره ومشاعره وجنون إبداعه هو الفيصل في قصة الإبداع...
بقى أن أقول أن الرواية أو المتتالية القصصية كما أحسستها رائعة وستشدك من البداية إلى النهاية فقط اترك قلبك لها..واخلع نعليك وادخلها ...
-
Ahmed Fouad Ahmed
انا لسة فى الصفحات الاولى بس عاجبنى جدا اسلوب الكتابة راقى
-
رضوى الأسود
"رواية طموحة لكاتبة مسكونة بأوجاع المرأة .. لغة تقترب من الشعر، ومزيج بارع بين السرد والحوار، لتقدم فى النهاية رواية جريئة" .. إبراهيم عبد المجيد
"فضاء لنص روائى جديد تقدمه الروائية الشابة رضوى الأسود لتقيم لها مكاناً شديد الخصوصية داخل الكتابة الجديدة عبر لغة وبناء وشخصيات نطل من خلالهم على إبداع يثير بهجتنا، ومن ثم محبتنا للحياة" .. سعيد الكفراوى
-
رضوى الأسود
حوار جريدة تاتو
لماذا حفل المئوية كتسمية لهذه الرواية ؟
ـ في حقيقة الحال، "حفل المئوية" كان العنوان الثانى الذي اخترته منذ البداية، فأنا عندما أكتب قصة قصيرة أو رواية، أختار دائماً عنوانين، كان الاسم الأول والذي أعتز به جداً وكنت آمل أن أضعه فوقها هو "خيوط الحرير" على اعتبار أن العلاقات ما بين البشر في هشاشة و رقة الحرير، أي خدش في خيوطه يقطعها، ومهما حاولت رتقها، فأبداً لا تعود مثلما كانت، أيضاً هناك مستوى آخر، وهو بيان أنه مهما كذب الإنسان أو تفنن في مداراة عورات شخصيته، فهو يداريها بخيوط من حرير لأنه حتماً سيُفتضح يوماً ما، فأنت لا تستطيع أن تضحك على كل الناس كل الوقت، لكنني وجدت أن هناك رواية بعنوان "خان الحرير"، ومنعاً لأي لبس أو تشابه اخترت الاسم الثاني (حفل المئوية)، وهو الحفل الذي تقيمه مدرسة بمناسبة مرور مائة عام على إنشائها، وفيه تتجمع الفتيات الستة، بطلات الرواية، في الفصل الأخير منها.
لكل مكتوب غاية .. فما غايتك من هذه الرواية ؟
ـ غايتى أن تعود مصر إلى ما كانت عليه من ريادة في كل شىء، ثقافياً و اجتماعياً وحضارياً، مصر التي كانت تُصّدر ثقافتها وتفرضها على من حولها، والآن أصبحت أكبر مستورد ليس فقط على مستوى الغذاء والملبس ولكن على المستوى الثقافي وهذا هو الأخطر، فقد تم طمس ملامح الشخصية المصرية تماماً، وعن عمد.
والآن بينما هناك كلام في المملكة العربية السعودية عن ضرورة تغيير الخطاب الديني، والمطالبات النسائية ببعض الحقوق كقيادة السيارة على سبيل المثال وليس الحصر، وفي إيران ينحسر ما يسمى بالحجاب عن رؤوس السيدات فيكشف جزءاً كبيراً منها، نجد هنا دعوات رجعية تدعو المرأة للقبوع في البيت ويزداد ارتداء النقاب بشكل غير عادى، وكأن ما فعلته صفية زغلول من خلعها لحجابها أمام الجموع تعبيراً عن تحرر المرأة من الانزواء في الحريم التركي، وكل دعوات التحرر والتنوير الفكري من الإمام محمد عبده و قاسم أمين وغيرهما ذهبت أدراج الرياح. فنحن نعود للخلف بسرعة الصاروخ و على كل المستويات لنناقش قضايا تم حسمها منذ القرن الماضي، و كل ذلك يتم باسم الدين في افتراء ومغالطة واستغلال واضح. فلمصلحة من كل ذلك الارتداد والتردى؟
ما أبرز ملامح الألم والمعاناة التي تضطرم بها مشاعر الشخوص في روايتك ؟
ـ معاناة البطلات الستة هي معاناة النفس البشرية في كل مكان وزمان، فأنا هنا أستعرض المرأة على أساس أنها كيان إنساني مثلها مثل الرجل، يعاني من نفس الإحباطات والفشل. فهناك عبارة في الرواية تقول " وعلى اختلاف أنماط البشر، تظل المعاناة واحدة و الإحباط متشابه".
الرواية رصدت معاناة نسائية .. فأين الرجل ؟
ـ الرجل موجود وحاضر دائماً ، وهو كيان مكمل للمرأة وبدونه لا يستقيم الكون ، فكيف لي أن أتجاهل وجوده والعالم كله رجل وامرأة ؟ والمرأة كيان إنساني في مكوناته غير منفصل عن الرجل، ولكنه يختلف فقط في درجة تلقي المعلومة ودرجة استيعابها و من ثم التعامل معها، فأنا أكره التسميات من قبيل "أدب نسائى" و"سينما المرأة" .. تصور إن أحد أهم أسباب استقرارى على العنوان الثانى للرواية (حفل المئوية) هو مخافة أن تُدرج تحت هذه المظلة التعسفية التي تفصل بين الجنسين ، وعلى العموم الرجل في روايتي له دور فاعل ومُحرك وأساسي، فهو مرسل و متلقي، ظالم ومظلوم، فاعل ومفعول به. لقد حاولت وأعتقد أنني نجحت في أن أقدمه بشكل حيادى بعيد عن أي تحفز أو تجنى .
هل ترين بعداً اجتماعياً شاملاً في روايتك حول مجتمع ما ؟
ـ من الواضح جداً أنني أتكلم عن المجتمع المصري تحديداً و كل المجتمعات الشرقية التي ترزح تحت نير التخلف و القمع والخرافة هذا على المستوى الأول من القراءة، ولكنني كما قلت سابقاً أتكلم عن الإنسان بشكل عام، وبالتالي تتسع مساحة الرواية لتناسب مجتمعات عدة حتى المتحضرة منها.
كيف تفكين أزرار الخجل في " حفل المئوية " كما ورد على لسان إحدى بطلاتك ؟
ـ حينما قررت أن أكتب، بدأت بالشعر، وهذه واحدة من القصائد النثرية التي طّعمت بها روايتى، فالرواية تتكلم عن فتيات جمعهن حُب الكتابة والاطلاع، وكانت هذه إحدى القصائد التي كتبتها إحدى الفتيات، وفيها تتكلم عن تجربة الكتابة في حد ذاتها من زاوية غريبة نوعاً وكأنها ممارسة جنسية بكل ما فيها من تعرُق ونشوة ورعشة.
هل ترين في هذه الرواية تمرداً على الذات وخروجاً من جلباب العزلة والانطوائية ؟
ـ هي تمرد على ذات ظلت دوماً في الظل، مبتعدة، خائفة من كل شىء و أولها نفسها، على الرغم من أنها تعلم أن بداخلها أشياء تريد الإفصاح عنها، هي أيضاً تحدي لقدرات ظلت تراوغ وتخفي مقدرتها طمعاً في الهدوء وراحة البال.
ماذا عن جرأتك ككاتبة من خلال هذه الرواية ؟
ـ أى كتابة حرة نابعة من الروح والعقل، بدون أى إملاءات فوقية أو منفعة شخصية، هي في حد ذاتها جرأة تحسب للكاتب، فالكاتب الحر الذي ما من رقيب عليه سوى ضميره، يكتب حاملاً نعشه فوق أوراقه ، وبالتالي يصبح الثمن المدفوع غالياً. وأتمنى أن أكون يوماً من ضمن نوعية هؤلاء الكُتاب.
هل لديك طقوس خاصة أثناء الكتابة ؟
ـ سابقاً، كانت أدواتي هي القلم والأوراق، وكنت أكتب في أي مكان به مكتب، أما الآن فأدواتي تنحصر في اللاب توب الذي أصطحبه إلى غرفة نومي التي أغلقها على نفسي، و تكون جلستي فوق السرير الذي يستضيفني أنا و أوراقى المنثورة فوقه والتي تكون عادة أفكاراً وملامح للشخوص كتبتها قبلاً، و كتب أعتمدها كمصادر للمعلومات و مراجع، و أهم شيء فنجان القهوة السادة وزجاجة الماء.
معجمك اللفظي كيف تحددين ملامحه من خلال حفل المئوية ؟
ـ أنا في الرواية أحتفي باللغة العربية الفصحى، فالآن أرى أن معظم ما يكتب يكون بالعامية، وعامية اليوم في أقصى حالات التدني، يدعمها تعليم ردىء في المدارس وإعلام يتكلم بنفس تلك اللغة، وبالتالي أصبحت شرعية ومتداولة على كل الألسنة، وأصبحت الفصحى لغة شاذة، غريبة في بلدها، رغم أنها لغة القرآن، وهي الهوية، التي إن ضاعت فلن يتبقى لنا شىء ، ولكني أود أن ألفت النظر إلى أنني في بعض المواضع لم أستطع الاستغناء عن العامية، فهي أحياناً ضرورة لترقيق اللغة أو لإيصال معنى ربما لن تتمكن الفصحى من إيصاله كما أريده للمتلقي .
ما أصعب الإشكاليات التي واجهتك أثناء كتابتها ؟
ـ هذه الرواية كانت دفقاً، إنسال غزيراً من الوجدان فوق الورق وكأنها كانت مختزنة في الروح منذ دهور، كتبتها في شهور قليلة، لكن كتابات الفتيات التي إستعنت بها في الرواية كانت ثمار أعوام مضت.
لخصي لنا أهم القضايا الضمنية التي اشتملت عليها هذه الرواية؟
ـ قضية التعصب الديني الأعمى، قبول الآخر مهما يكن توجهه الفكري أو العقائدي، التسامح الإنساني الذي اختفى ولم يعد له وجود، النفس الإنسانية الطلسمية شديدة التعقيد والتي تحمل داخلها –ربما بنفس القدر- الخير والشر، وأخيراً الحب كقضية وملمح لا ينفصل عن مشاكل المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية
في رأيك هل " حفل المئوية " .. تمثل نعي خمود أم نعي إفاقة للمشاعر النسوية ؟
ـ لا هذا ولا ذاك، إذا كنت تتكلم عن الرواية في حد ذاتها، لأنني ضد موضوع "النسوية" ومشتقاتها وتوابعها. ولكن على مستوى الحفل نفسه والذي يقع في نهاية الرواية، فربما هي إفاقة للمشاعر الإنسانية بشكل عام. ففي هذا الحفل وفي هذا اليوم تحديداً، يحدث تغيير جذرى في علاقة الفتيات ببعضهن البعض، بل في علاقتهن على المستوى الشخصي والحياتي.
بالنظر لمضمون الرواية الإجمالي .. هل ترصدين فيها ملامح نسوية أم ملامح منسية ؟
ـ أرصد ملامح إنسانية عالمية.
في عبارات قليلة .. لخصي لنا رواية " حفل المئوية " من ناحية الأبطال والمضمون وأسلوب الكتابة ؟
ـ استخدمت في هذه الرواية تقنية سينمائية تسمى "المونتاج المتوازي"، فهي مكونة من سبعة فصول، كل فصل يتكلم عن إحدى الفتيات ربما قبل أن تولد، فقد استعرضت تاريخ الأبوين أيضاً، والفصل الأخير (السابع) هو الحفل الذي يجمعهن بعد سبعة عشر عاماً من تخرجهن من المدرسة .. روح الرواية تكمُن في الفصول الستة الأولى التي تبدو منفصلة، مكونة مجموعة من القصص القصيرة، ثم يأتي الفصل الأخير ليجمع ذلك الشتات والفرقة في تمازج وترابط .. كتبتها بأسلوب يجمع بين السرد والحوار، وبلغة أقرب ما تكون للشعر. والحوار في الرواية يفترش جزءاً كبيراً منها، وهو أساسي ومهم جداً ولا ينفصل عن السرد بل يدعمه ويثريه.
هل نستطيع القول بأن " حفل المئوية " هي نقطة انطلاقة دائمة نحو إبداعات أكثر عمقاً وأشد جرأة ؟
ـ أتمنى ذلك، وهو شرف لا أدعيه
وأخيراً .. ماذا عن مشاريعك القادمة بعد " حفل المئوية " ؟
ـ أتمنى من الله أن يوفقني في كتابة رواية تحتفي بالتاريخ المصري القديم المجهول والمهضوم حقه إعلامياً ودراسياً. فللأسف الشديد العالم كله يعرف التاريخ الفرعوني إلا المصريون و هذه كارثة بكل المقاييس.
****