صناعة الحياة .... كتاب غاية في الروعة ، في الجمال ، في دقة الصنعة ............. صناعة الحياة هي نظرية , هي خطة حياة هي مهنة كل مسلم على هذه البسيطة
حيث يصور الراشد الحياة بأنها صنعة و يصور الدعاة بصناعها المبدعين , فيرسم الراشد في هذه النظرية طريقا للدعوة تخرج فيها عن المألوف و لا تخالفه بل تكمله و تدعمه .... اذ المألوف للدعوة ان تكون عن طريق دروس العلم في المدارس والمساجد و منابر السياسة و غيرها مع ما يتضمنه هذا من حصر للدعوة في مساحات ضيقة هي تفوقها سعة و انطواء للداعية و عزلة عن المجتمع فيأتي الراشد لينقذ الدعوة ويصحح مسارها و أجمل النظرية اجتهادا مني ( ان كل مجال من مجالات الحياة يجب أن يكون مقرا للدعوة و ميدانا لها )
و مجالات الحياة كثيرة متنوعة و كل مجال من هذه المجالات يتعامل مع أشخاص لا يتعامل معها غيره فالطبيب يتعامل مع المرضى فيستطيع ان يصل عبر الامهم الى قلوبهم و المهندس المعماري بلمساته الفنية يستطيع ان يجذب اليه ذوي الاذواق العالية ما لا يستطيعه الداعي في المسجد فكل يؤذن ولكن كل على طريقته , و كذا الشاعر الذي يستلهم العواطف ويصور الاحداث و مثله الرسام و الاديب و التاجر و أصحاب الحرف ... فالبشر طبائع ومن تستطيع ان تسمعه نداءك بالشعر قد لا تستطيع ان تسمعه اياه بفن البناء او الرسم او الهندسة فالناس طبائع و كل له طبيعته .... ثم بعد ذلك يصبح هؤلاء الاشخاص قريبون من الدعوة تستطيع ان تغرس فيهم تعاليم الاسلام و ادابه واخلاقه و تكتسب ولاءهم فيعاونوك على قول الحق واقراره .... ان للدعاة ان يندمجوا بالمجتمعات وان يشاركوا في العمل العام وان للجماعة ان ترسم لها طريقا واضحا يقودها في هذه الطريق صناع الحياة من الوعاظ والتجار والاطباء والمهندسين و الشعراء والنجارين و المبرمجين على ان لا ننكر دور الوعاظ و علماء الشريعه اذ هم الملهم و المصحح للمسار لكي يبقى هذا المسار ضمن أنظمة الاسلام ولا يتجاوزها ....
وانا برأيي أن حزب العدالة والتنمية في تركيا كان تطبيقا عمليا لهذه النظرية اذ هو خرج عن المألوف وا ستطاع ان يحقق ما لم تحققه الدعوة على مر عشرات السنوات بل أكثر ... ولست اذهب بعيدا اذا قلت ان مثل هذا الفهم للاسلام هو ذلك الفهم الذي فهمه صناع الحضارة اصحاب رسول الله رضوان الله عليهم فالاسلام نظام حياة ..............