الضمائر تصمت أكثر مما هو مطلوب منها، لهذا ابتُدِعت القوانين.
كل الأسماء
نبذة عن الرواية
لا يزال جوزيه ساراماغو متمسكاً بطريقته في الكتابه، فلا علامات تنصيص توضح من المتحدث ولا إشارة لوجود مونولوج أو ديالوج، ولا علامات ترقيم صحيحة. فالجمل متراصة بطريقة مربكة تجعلك مجبراً على أن تقرأ ببطء كي تكون قادراً على معرفة المتحدث في تلك اللحظة . اختار جوزيه ساراماغو اسم جوزيه للبطل في الرواية واكتفى بهذا الاسم فقط. فباقي الشخصيات لا اسم لها، وإنما تُحدد بصفات تدل عليها مثل : مدير المحفوظات العامة، السيدة التي تسكن الشقة اليمنى في الطابق فوق الأرضي ... ، ويبدو أن السبب وراء ذلك هو أن الأسماء لا معنى لها بقدر الشخصيات نفسها. سميت الرواية بكل الأسماء لأن هذا الاسم هو الذي ينطبق فعلاً على المحفوظات العامة، فهي ليست مثل المقبرة تحتوي على أسماء الأموات فقط، بل هي تحتوي على " كل الأسماء " الأحياء والأموات.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 268 صفحة
- [ردمك 13] 9782843055416
- دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
مبارك الهاجري
الفكرة في حد ذاتها مبتكرة وملتقطة من كومة القش التي ربما نعثر بهاً دائماً في حياتنا؛ لكننا لا نكتفي بالعجز بالحديث عنها بل بأن نستطيع فعلاً الحديث عنها بإتقان كالذي بدا من ساراماغو في صعوده ذلك المسلك الوعر في الرواية.
الفكرة تقوم على المصادفة؛ ولولا هذه المصادفة ما كانت الأحداث وما كان البناء المتين ولا كانت الرواية أساساً. كثير من الروايات يعتمد المصادفة على أن تكون المؤشر البياني الصاعد إلى الخروج من العقدة، لا الدخول فيها وارتكاز الرواية بمجملها عليها كما هي هنا في كل الأسماء.
ذلك الروتين القاتل وتلك الاعتيادية التي تشي بالموت في خضم الحياة هي من بعثت بذلك العبث الذي قفز بدون جوزيه من موظف تقليدي جامد في السجل المدني إلى باحث مغامر بل ومقامر ومزور يحاول إشباع رغبته المضادة للملل بكل ما أوتي من قوة لكي يبقى على قيد الحياة معنوياً لا أكثر.
تلك البطاقة المجهولة للمرأة المجهولة التي التصقت بإحدى بطاقات وقائع المشاهير التي يحب أن يجمعها كانت البداية لرحلة الألم الممزوج بالمتعة، الوجع المختلط باللذة. شيء ما دفع في نفس دون جوزيه إلى أن يبحث عن ذلك الذي لا يأبه به الضوء، هناك نوعٌ من الولاء لمثل أولئك البشر ربما لأننا هم في النهاية.
كل المغامرات التي أقدم عليها وهو الذي لا يتمتع بالجسارة التي يعرفها من نفسه كانت منطقية تبعاً لطور التحولات التي طبعت على شخصيته من خلال الدافع الحياتي الغريب في هذه المهمة التي أولاها على نفسه. كان ساراماغو ذكياً جداً بل ومبهراً حينما قطع القارئ قبل دون جوزيه عن ذلك الاتصال شبه المادي مع شخصية المرأة المجهولة حينما ابتكر موتها؛ ليجعل الاتصال روحياً فقط وهو ما يجعل النهاية التي كان يخشاها دون جوزيه وقعت لكنها ليست إلا بدايةً لذلك الشيء الخفي في نفسه ونفس كل محتاجٍ إلى شيءٍ ما هو أشد ضرورة في البقاء بمعيتنا.
سير الرواية كان حركياً وإن كان لا يعتمد في حركته في الغالب إلا على شخص واحد؛ كما أن عنصر التشويق بدا في تصاعد مطّرد دون خلل في تسلسل الأحداث.
وصفُ ممرات أرشيف الموتى كان معقداً بعض الشيء، لا أدري لمن أنسب تلك العلة فالكاتب والمترجم من طراز فريد للحقيقة.
هي القراءة الأولى لساراماغو ولن تكون الأخيرة، أوصي بهذه الرواية بشدة.
-
حمدان أحمد
في هذا العمل يقوم ساراماجو بدور الجراح الماهر ولا أدري هل يمكن لأحدنا أن يجد متعة في مشاهدة أحد الجراحين و هو يقوم بتشريح جثة ما ليُرينا ما لم نكن نراه من قبل ، المتفق عليه ان الكثيرين لن يعجبهم و لن يتحملو مثل هذا الفعل و ان البعض _ربما لحاجة في نفس يعقوب_سيجد متعته في مشاهدة ذلك ،ولا يمكن لنا _بأي حال من الاحوال_ان ننسى أولئك الذين يرونه عملا او شيئا عاديا بل انهم غالبا ما سيعلقون قائلين بأنه كان يمكنه أن يقوم بفتح هذا الجزء بعمق اكثر من ذلك او لم يكن في حاجة الى استخدام المشرط في فتح هذا العضو أو ....،وذلك ربما لأنهم مارسو _او يمارسون_هذا العمل ؛
رواية ليست للتشويق و ليست للمتعه و انما لأعادة النظر بأنفسنا مثلما اننا في حاجة لاعادة النظر في كل الأشياء و ....كل الأسماء
-
أديب الجعفري
كالعادة رواية فريدة من نوعها لا اعتقد انك قادر على وجود رواية تشبهها في الحبكة او الفكرة كما اعتدنا من بعض الذين يسمون انفسهم [أدباء]
-
Hassan Abd El Fattah
لفت نظري تلك المقارنة بين " مقبرة كل الأسماء " و " المحفوظات العامة " و قد جعلهما ساراماجو مترادفين كما الشئ و صورته في المرآة ، و رحلة دون جوزيه و هو يبحث عن شغفه المجهول التي يتخلص فيها من جبنه المعتاد و يقبل علي افعال جسورة ما كان له ان يقترفها لولا هذا الشغف .
و نستطيع ان نري سخرية ساراماجو من البيروقراطية الحكومية و هي سمة مشتركة في اعماله ( التي قرأتها حتي الأن ) و كيف يبرز العلاقات المريضة التي تتميز بالنفاق و الخوف بين الرؤساء و المرؤوسين .
و نجد ايضا فكرة تحول البشر الي ثلة من الارقام و البيانات في اوراق الحكومة و علي شواهد القبور ليئول أمرهم في النهاية إلي النسيان و الذي جسده ساراماجو في روايته في القسم الخاص بملفات الموتي ، قسم مظلم يسكنه العنكبوت و العثة و الفئران ، تيه عشوائي غير منظم ، و يقترح علينا ساراماجو في روايته أن نكافح الموت بالذاكرة ، إن موتانا لا يموتون حقا إلا عندما يبتلعهم النسيان في ملف مهجور أو في قبر منفي ، لذا ليس مستغرب من الراعي أن يبدل أرقام القبور فليس ثمة فرق يذكر بينهم ، كلهم عدم منسي ، لذا كان علي ملفات الموتي أن تخرج من مكمنها المظلم إلي النور مع ملفات الأحياء ، كان يجب أن تدمر شهادة وفاة المرأة المجهولة بطلة القصة التي لم تمت لأنها سكنت قلب دون جوزيه و كانت موضوع شغفه ، أحبائنا أحياء في قلوبنا و في ثنايا ذاكرتنا .
-
nirmin hashoum
كل الأسماء _ جوزيه ساراماغو
بين كل الأسماء المميزة وجد اسماً غير مميز قرر البحث عنه. تصف الرواية ما سيمر به دون جوزيه الكاتب في سجل المحفوظات في بحثه هذا وما سيتغير بعدها.
الرواية فلسفية مع بعض المغامرة، ذات فكرة رومانسية بعض الشيء.
مع تطور الرواية يناقش الكاتب ترابط الموت والحياة، والأشخاص الغرباء الذين ليسوا نحن.
تختلف عن روايات ساراماغو الأخرى التي تصف مشاهد صادمة وأفكاراً أكبر كرواية العمى، حيث ترتكز بشكل أكبر على مونولوجات فلسفية.
على الرغم من سوداويته الشديدة والإطالة في وصف الأشياء في بعض المقاطع، أعجبني ما قدمه الكاتب بعمقه وتحليله المبهر للشخصيات الموجودة.
في زيارات دون جوزيه للمرأة المسنة شعرت بوجودي معهم. وفي النهاية تساءلت عن شعور المرأة المجهولة أو أي منا، ماذا لو علمنا أن هناك من يبحث عنا هل سيختلف شيء، هل سنقرر قرارات أخرى لو لم نكن وحيدين؟