تبدأ ملحمة الأوديسة بعد نهاية حرب طروادة، أي أنها تعتبر مكملة لملحمة الإلياذة، وتدور أحداث هذه القصة في سرد أحداث ووقائع رحلة "أوديس" للعودة لوطنه بعد نهاية الحرب، هذه الرحلة لم تكن سهلة، فقد استغرقت 20 عاماً لإنهائها والوصول لوجهته
في هذه الأثناء توافد العديد من الخُطَّاب من أصقاع الأرض على قصر "أوديس" يطلبون الزواج من زوجته "بنلوب"، وأقاموا عندها طوال هذه المدة التي كانوا يعتاشون فيها من أموال "أوديس" هم وحاشيتهم، عددهم كما ورد كان كبير:-
(فقد قدم منهم اثنان وخمسون من دوليخيوم، وأربعة وعشرون من صاموس، وعشرون من زاسنثوس، واثنا عشر من إيثاكة، ومعهم ميدون الداعية، ومنشد أيضاً وحشد من الحشم)
ولهذا فإن الملحمة لها خطَّان رئيسان، خط يسرد وقائع رحلة "أوديس" للوصول لوجهته. وخط يسرد وقائع مماطلة زوجته "بنلوب" للخُطَّاب الراغبين بالزواج منها واحتمالها لسهرهم اليومي عندها وسلبهم لأموال "أوديس"، وفي النهاية يلتقي الخطان برجوع "أوديس" وقضاءه على هؤلاء الخطاب
* * * * * * * *
في أحد محطات رحلة العودة نزل "أوذيس" في ضيافة ملك الفيسانيون وكان للملك منشد أحبته آلهة الفن فمنحته نعمة الغناء الجميل ولكنها سلبته نور عينيه، اسم هذا المنشد "ذومودوك" لا أعرف لماذا أحسست أن "هوميروس" يصف نفسه هنا في هذا الجزء من الملحمة
هذه الملحمة من المفترض أنها شعرية، ولكني قرأتها بترجمة "عنبرة سلام الخالدي" التي حولتها لنص نثري به لمسة شعرية. الأوديسة جاءت أكثر سهولة وغزيرة الإحداث وقصيرة بالمقارنة بالإلياذة، ولكن لا أعرف لماذا أحسست أن الإلياذة كانت أكثر فخامة
كما قلت سابقاً في قراءتي للإلياذة أنا والأساطير لسنا بالأصدقاء أبداً. لا بأس بها نجمتان والنصف