اقتباسات من كتاب على باب المصطفى

بلّغْتُ يا اللهُ فاشهد أنني

‫لم أنس حق رعيتي ورُعاتي

‫زوروا المدينةَ.. واذكروني عندها

‫مـن زار قـبري صافحتـه حيـاتـي

‫أنا لم أكن إلا رسولٌ قد خلتْ

‫قبلي رسالاتٌ وهدْيُ عظاتِ

ماذا أقولُ أمام نوركَ سيدي

وبأي وجهٍ تحتفي كلماتي

بالعـدلِ.. بالإيمـانِ.. بالهـممِ التي

شيدتَها في حكمةٍ وثباتِ؟

أم بالرجالِ الصامدينَ على الهدى

بالحقِّ.. والأخلاقِ.. والصلواتِ؟

أم إنه زهدُ القلوبِ وسعيها

للهِ دون مغانمٍ وهباتِ؟

أم إنه الإنسانُ حين يُحيطه

نبلُ الجلالِ وعفةُ الغاياتِ؟

أم إنه حبُّ الشهادةِ عندما

يخبـو بـريقُ المـال والشـهواتِ؟

بل إنه القرآنُ وحي محمدٍ

ودليلنا في كل عصرٍ آتِ.

أنــا لم أكن نهرًا وظل طريقه

بل كنت دمــًّا ذاب في شريانِ

أنــا لم أكن في الأرض مــاءً جاريًا

بل كنتُ قلبــًا ضمّه جسدانِ

في مصرَ شريَانٌ يذوب صبــابَةً

والعشقُ داءٌ في رُبى السُودانِ

تتراقصونَ لكل ذئبِ قادمٍ

‫وتراوغون.. كرقصةِ الحملانِ!

‫وتهرولونَ إلى الأعادي خلسةً

‫خلف اللصوص.. وباعةِ الأوطانِ!

‫خنتم عهودَ الأرض.. بِعتم سرها

‫للغاصبين بأبخسِ الأثمانِ

‫مَنْ باعني أرضًا وخان قداستي

‫من دمر التاريخ في وجداني؟!

لم تشهد الدنيا جموعًا سافرتْ

‫عبرت حدود الأرضِ والسمواتِ

‫لكنه الإسلامُ وحد بينهم

‫فتسابقوا للهِ في عرفاتِ

‫هذا هو الإسلامُ دين محبةٍ

‫رغمَ اختلافِ الجاهِ والدرجاتِ

يعيب الشمسَ أن ضياءها

‫أعمـى حـشـودَ الجهـلِ والظلماتِ

‫لو يعلم الجهلاءُ رحمة ديننا

‫لتسابقوا في البر والرحماتِ

‫لم يشهد التاريخُ يوما أمةً

‫جمعتْ حشودَ الحقِّ في لحظاتِ

ويلٌ لأرضٍ ماتَ فجرُ ضميرها

‫موتُ الضمائِر قمةُ المأساةِ

حشـودَ الحـقِّ فـي الصلواتِ

‫وترى الوجـوهَ وقـد أضاءَ جلالُها

‫والدهرُ يكتبُ أقدسَ الصفحاتِ

‫وتصيحُ فيهم أن غايةَ ديننا

‫طهرُ القلوبِ ورفعةُ الغاياتِ

إذا كان في الكون شيءٌ جميلٌ

‫فأجمـلُ مـا فيـه .. نيـلٌ.. وشـاعـرْ

فلا تتركوا فتنةَ العابثينَ

‫تشوِّهُ عمرًا نقيَّ الضمائرْ

‫ولا تغـرسـوا في قلـوبِ الصغـارِ

‫خرابا وخوفا لتعمَى البصائـرْ

وكنا نُباهي بدمِّ الشهيدِ

‫فصرنا نباهي بقصفِ الحناجرْ!

ينام الصغيرُ على نار حقدٍ

‫فمَنْ أرضعَ الطفلَ هذي الكبائرْ؟!

‫ومَنْ علَّم الشعبَ أن الحروبَ

‫«كُراتٌ» تطيرُ.. وشعبٌ يقَامرْ؟!

ينام الصغيرُ على نار حقدٍ

‫فمَنْ أرضعَ الطفلَ هذي الكبائرْ؟!

فهذا أتى من عيونِ الخليلِ

‫وهذا أتى من نخيلِ العراقْ

‫وهذا يعانقُ أطلالَ غزةَ

‫يعلو نداءٌ.. يطولُ العناقْ

‫فكيفَ تشرَّدَ حلمٌ برئٌ

‫لنحيا مرارةَ هذا السباقْ؟

‫ويا ويلَ أرضٍ أذلَّت شموخًـا

‫لترفع بالزيفِ وجهَ النفاقْ

وشـعبٌ عـريقٌ يُسـمَّى «العـربْ»

‫ويا ويلهم.. بعد ماضٍ عريقٍ

‫يبيعـون زيفًا بسوقِ الكذبْ

‫ومنـذ اسـتكـانـوا لـقـهــرِ الطـغـاةِ

‫هنا من توارى.. هنا من هربْ

‫شـعوبٌ رأت فـي العـويـل انتصـارًا

‫فخـاضت حـروبًا.. بسيـفِ الخُطبْ