لأول وهلة ظننت أن هذه المسرحية ستتحدث عن حياة الحجاج في زمنه والأحداث التاريخية التي دارت وقصف الكعبة واستباحة دماء المسلمين في حرمها، قبل أن يتضح خطأ ظنوني.
كان الحجاج في هذه المسرحية مجرد رمز لكل من يشبهه قديماً أو حديثاً، تماماً كما كانت جميع الشخصيات الأخرى. فعدنان صوت الضمير والأمل، وسعاد حاملة هذا الأمل التي تأبى أن تسمح له بأن يموت، وسلام رمز السلام والتاريخ الذي لاينسى، وغيرهم الكثير.
رغم قدم زمن المسرحية نسبياً إلا أنها تعبير صارخ عن واقعنا، وكانت مثقلة بالتعابير والإيماءات السياسية، بأحداث موجعة واقعية ونهاية متفائلة رائعة.
رغم كرهي للشعر الحديث إلا أنني لم أتقبل يوماً قراءته إلا في كتابات جويدة. كان الشعر جميلاً ومحكماً، بعضه بقوافٍ وبعضه الآخر دونها. وكانت فكرة المسرحية الشعرية على غرابتها بالنسبة لي، ناجحة وذات تأثير أكبر.
أحببت المسرحية وقرأتها بجلستين، ولكن أكتفي بأربع نجمات تقييماً.