مذكرات شاب غاضب

لقد سمعت أنيس منصور في مقابلات له يعترف بأنه قد أقدم مرتين على الانتحار... وأعتقد أنه هذه المذكرات كتبت في إحدى هتين المرتين..

من المؤلم حقا أن تعلم أن هذا الكتاب ليس مجرد قطعة أدبية أو نص فلسفي بل هي حياة إنسان...

مذكرات شاب غاضب.. أو شاب يائس أو محطم أو مقبل على الانتحار.... غاضب من ماذا؟ غاضب من كل شيء وكل الناس وحتى من نفسه.

الكتاب كله عبارة شكوى وتذمر من كل شيء في الحياة... فهو يتذمر من الفقر الذي هو أساس شقائه وشقاء أسرته.. ومن المرض الذي لازم والدته وألزمه رعايتها ... ومن إخوته الأنانيين.... ومن المجتمع ومن الدين الذي هو برأيه يزيد القيود على شخص مقيد أصلا... ومن الزواج ومن العلاقات الأسرية .... وتجده أحيانا يتذمر من نفسه..

ليس هناك الكثير ليقال عن هذا الكتاب.... أسلوب أنيس منصور الساخر هو ذاته... فتجده يكرر كلمته المفضلة (كلمة "قرف") في كل فصول الكتاب تقريبا.... وتجده أحيانا يوجه الكلام إلى نفسه ويقول إن هذا الكلام لا يقصد به أحدا إلا نفسه...فهو يشكو نفسه إلى نفسه....

في خضم أفكار مضطربة كهذه يهاجم أنيس منصور الزواج –كعادته- باعتباره الطريقة التي قررت "الأديان" أن تكون عليها العلاقة بين الرجل والمرأة..... على حد تعبيره... وتراه في موضع آخر يستشهد ببعض الأفكار المستوردة كقوله إن الإنسان يشبه صورته البدائية "القرد" إلى حد كبير.... ثم يقول في موضع آخر ((وكل إنسان كالمسيح يحمل صليبه على ظهره))... فلو أن الكنيسة نفسها التي تقول إن المسيح عليه السلام قد حمل صليبه على ظهره سمعته وهو يقول إن القرد يشبه الإنسان لعابت عليه ذلك....

إن تلك الأفكار الغاضبة التي تستعر في جوف المرء إن بقيت تعذبه فهي ستقوده حتما إلى الجنون أو الانتحار....

ومع ذلك كله فالكتاب لا يخلو من الحكم والتجارب الصادقة الحقيقة ....

ثلاث نجمات مرة أخرى لأنيس منصور...

اول ما لفت نظري للكتاب اسمه واردت أن اعرف لم كل هذا الغضب ؟؟

للامانة لم تعجبني كثرة الشكوى والأنين وسواليف الانزعاج من كل شيء ... من كل شيء لكن وبعد هذا لا تستطيع الا ان تصل لخلاصة مفيدة فيها العبر والحكم

لغة ساخرة واسلوب فلسفي أكثر من جيد ..

للأمانة لا انصح به اي شخص مصاب بالاحباط او اي شخص كثير التذمر ومصاب بالاكتئاب من كل شيء .

وانتهت رحلتي مع شاب أنيس منصور الغاضب

في رأيي أنا لم أقرأ مذكرات شاب غاضب بل مذكرات شاب ملطم ... ملطم من كل ناحية؛ من ناحية العيلة والشغل والحبيبة ولقمة العيش والتفكير والفلسفة وكل حاجة....

بدأت بقراءة هذا الكتاب بالتزامن مع مذكرات شابة غاضبة لأنني أريد فعلا مصالحة كتب أنيس منصور بعد قطيعة دامت لأكثر من خمس سنوات والتي لم ينجح كتاب "في صالون العقاد" انهاءها...

إذن، هل ينجح هذان الكتابان إعادتي إلى صديقي الأول!؟

...بالطبع لا .. الواضح أن الشرخ بيني وبين أنيس أصبح كبيرا جدا

بالنسبة للمذكرات فلا شيء يعيبها سوى تكرار موضوع الزواج من إحدى الفتيات ... وكل مرة مشكلة ووجع وتقصير وأشياء أخرى ... لكنني لم أستطع الوصول إلى الجمالية التي كنت دوما ما أصلها خلال قراءتي لكتب منصور...

أيضا لم أستطع تحييد عقلي وعدم المقارنة بين مذكرات شاب منصور الغاضب وشابته الغاضبة ؛ وبالتأكيد لم تكن النتيجة لصالح منصور مما زاد الشرخ تصدعا.....

لم يحن موعد المصالحة بعد

أنيس، لم تعد صديقي الأول

*******************************

كتاب مميز لأنيس

رغم أني قرأت له العديد من الكتب من قبل ومن الطبيعي أن تكون أفكاره متشابهة

إلا هذة المرة كانت الأفكار جديدة نسبيا

فلأول مرة أقرأ فكر أنيس عن عقلية الشباب المتدين

الذي يطبق شريعة الإسلام السمحة في حياته وفي تعاملاته

ناهيك عن عرضه للضغوط العصبية والنفسية والإجتماعية التى يتعرض لها الشباب في المجتمع

كانت هناك بعض المقالات التى تتحدث بلسان فتاة ولا أعرف لم وُضعت ضمن هذا الكتاب !

أولى قراءاتي لأنيس منصور ..أسلوبه رائع غير ممل .. فلسفته مشوقة ومبتكرة لكني أختلف مع كثير منها

أسلوب الكاتب مميز لكن محتوى الكتاب ليس بنفس القدر