عندما دخلت البيت، كانت أمي تتأمل في الطنجرة ، وتخلط مافيها.
وقالت : "أهلا بابن المدارس!"
قلت : يمه ، المعلم يقول أن علي أن آخذ معي دفترًا وقلمًا للمدرسة.
- "صحيح؟ ومن أين أجيء لك بالدفتر والقلم؟ "
- "الدفتر والقلم بنصف قرش . هكذا يقول الأولاد."
- " وأنا من أين لي نصف قرش؟ يلا أقعد وكل ، وبلا دفتر وبلا قلم ، نصف قرش قال! وقبل أن تأكل ، خذ شوية حشيش للخروفين."
البئر الأولى > اقتباسات من كتاب البئر الأولى
اقتباسات من كتاب البئر الأولى
اقتباسات ومقتطفات من كتاب البئر الأولى أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
البئر الأولى
اقتباسات
-
مشاركة من عبد الرحمن أبونحل
-
البئر في الحياة إنما هي تلك البئر الأوليه التي لم يكن العيش بدونها ممكناً. فيها تتجمع التجارب، كما تتجمع المياه، لتكون الملاذ أيام العطش، وحياتنا ماهي إلا سلسلة من الآبار. نحفر واحدة جديدة في كل مرحلة، سرّب إليها المياه المتجمعة من غيث السماء وهمي التجارب لنعود إليها كلما استبد بنا الظمأ وضرب الجفاف أرضنا
مشاركة من فريق أبجد -
البئر الأولى هي بئر الطفولة . إنها تلك البئر التي تجمعت فيها أولى التجارب والرؤى والأصوات ، أولى الأفراح والأحزان ،والأشواق والمخاوف التي جعلت تنهمر على الطفل ، فأخذ إداركه يتزايد ، ووعيه يتصاعد ، لما يمر به كل يوم ، يعانيه أو يتلذذ به . وكلما استقى من تلك البئر، ازداد مع ريّه فهمه لهذه التجارب والرؤى والأصوات ، بأفراحها وأحزانها ، وإذا يمتح من مائها ، لن يعرف ما الذي سيصعد إليه من صفوٍ قرير ، أو طين وعكر ، وقد يكثر الطين والعكر ، ويقل الصفو القرير . ولم لا؟ إنّه بذلك يعيش ويتغذى : إنها البئر التي لن يكون له عنها غنى . وإذ يعود إليها كل مرة ، فهو إنما يرد ينبوعًا دائم الفيض في طوايا إنسانيته.
مشاركة من عبد الرحمن أبونحل -
أعجبت بالبوابة الحديدية الواسعة ، وقد علتها لافتة كبيرة كتب عليها بخط جميل : "مدرسة بيت لحم الوطنية" ، وملأني في الحال اعتزاز غريب بأنها تنتمي إلىّ ، وأنتمي إليها .
مشاركة من عبد الرحمن أبونحل -
وصراخ الكتب التي رحت أشتريها بالعشرات، ذلك الصراخ الذي عايشته يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، مع صراخ داخلي كان يشتدُ بي آناً حتى البكاء والجنون وآناً حتى الصمت والذهول.
مشاركة من عبد الرحمن أبونحل -
وكانت تلك تجربة مبكرة أخرى لأمر تكرر فيما بعد في حياتي، كلما غوفلت: تعطي بعضهم لؤلؤة ظنًا منك بأنك تهيّئ لهم تجربة لمتعة ذهنية فذّة، ثم تُذهل إذ تراهم يلقون بها بتصميم إلى الخنازير، متباهين بعماهم، فرحين بغبائهم.
مشاركة من عبد الرحمن أبونحل -
“و حينَ أدركَ أنني كنتُ جادًّا في غضبي، ورفضتُ أن أكلمه، فقال: "أزعلان أنت على مجموعة من الأوراق من كتابٍ عتيق؟ والله مش فاهم"
أجبت، وأنا أنظرُ إليه يائسًا إلى البقايا الممزقة الملوثة بين يدي: "من يقذفُ أوراقًا كهذه للخنزير، طبعًا لن يفهم!”
مشاركة من عبد الرحمن أبونحل
السابق | 1 | التالي |