رواية جيدة وتوحي للقارئ بأنها شخصية جدا...وتيرة الأحداث تبدو بطيئة حتي ليبدو الأمر
للمرء وكأن لا شيء يحدث إلي أن تقع مفاجأتان: إحداهما تبدو متوقعة أما الأخري فتصعق المرء، وربما زاد من حدة أثر تلك المفاجأة الأخيرة تركيز المرء علي المفاجأة الأولي، ففي خضم نشوة انتصارك وبينما تهنئ نفسك بأنك توقعت ما سيحدث لأكرم مع نادية تفاجئك من حيث لا تدري اكتشافات تقلب الموازين وتتركك حائرا مع تساؤلات بشأن الهوية (أكرم ومازن) والتحقق (قصة الحب التي يعيشها مازن)...وبدون كثير تفلسف : الرواية يخيم عليها حزن نبيل ولا تملك وأنت تقرؤها سوي الشعور بالأسي علي الأحلام التي لا تتحقق والبشر وهم يتحطمون والبراءة المفقودة.. أقوي أجزاء الرواية في رأيي تلك الخاصة بعلاقة الحب النامية بين مازن و فاتن...إنها الخلاص لروح مازن المثقلة والتطهر الذي تجد نفسك وأنت تشهده تدعو من كل قلبك ألا يكون الأمر كله مجرد أوهام.. لم أتمالك دموعي وأنا أقرأ المقطع التالي: تفرج علي الناس والسيارات المبتهجة بآلات التنبيه المتراقصة، ثم تذكر شيئا فجأة وأدرك سر شعور الغرابة، أراد أن يتكلم فلم يخرج منه صوت وشعر بأن دمعة تجاهد لتلمس جفن عينه
فاتن-
قال بصوت غريب
ردت وهي تواصل القيادة: هممم
قال: رحلة التمثال موعدها اليوم حقا ولكن في وقت الفجر تجنبا للازدحام،كيف نمشي فيها الآن والساعة لم تتخط الثامنة مساءً؟ وأنت لا تتأخرين خارج البيت أبدا؟
سكتت فاتن ثم سألت دون أن تنظر إليه: ماذا تعني؟
كانت دموعه تغرق وجهه الآن. وقال: لا شيء.. فقط أتمني أن أكون نائما في بيتي الآن وأن تكون رحلة التمثال مجرد حلم. أفضل أن يكون هذا حلما علي أن تكوني غير موجودة أبدا سوي في عقلي منذ البداية
فترد فاتن عليه قائلة إن خياله سينمائي وأن ثمة احتمالات كثيرة.. هذا المشهد يذكرني كثيرا بفيلم فانيلا سكاي لطوم كروز... نفس الشعور بالأسي والحزن الرهيف كنصل سكين والذي يتملك من البطل لدي اكتشافه أن عالمه كله ليس سوي حلم.. أما في "سماء أقرب"فالأسي والحزن مصدره الإشفاق من أن يكون الأمر كذلك.. لكن ثمة احتمالات كثيرة كما تقول فاتن :)