لا انكر عدم حبى للسير الذاتية بشكل كبير لأى كاتب خشية الشعور بالملل اثناء القراءة وهو ما جعلنى اشعر ببعض الخوف قبل إقدامى ع قراءة ذلك العمل ولكن بمرور الوقت وذوبان صفحات تلك السيرة ف يدى تغيرت تلك الفكرة تماما لدى .
تلك السيرة الذاتية اجمل ما فيها انها لا تخص الكاتبةوحدها بل بالعكس ، فالاسم جاء من اسم ابنتها " باولا " التى تعانى من مرض نادر الحدوث - مرض الفرفرين -جعلها تعود إلى وضع يشبه وضع الطفل لا ذاكرة لا قدرة ع التحرك لا قدر ع تناول الطعام والشراب بمفردها وغير ذلك ، فقررت الكاتبة ان تسجل كل اللحظات ف دفتر وهى جالسة بجوار ابنتها ع امل ان تقرأها الاخيرة بعد الشفاء .
قد تظن ف البداية عزيرى القارئ ان تلك السيرة هى سيرة باولا فقط فتبدأ بالتملل ولكن لا تستعجل ، فإن ما فعلته إيزابيل الليندى هو ما جعل السيرة الذاتية مشوقة وجذابة ، فقد جعلت القارئ يحيا معها ومع اسرتها منذ البدء ، منذ لحظة وقوع الحب بين جديها ثم ميلاد امها وذكرياتها ثم سيرة الكاتبة نفسها واولادها وتدرجها ف المناصب حتى اصبحت كاتبة مشهورة ، ولا تظن عزيزى القارئ ان ذلك جاء مقسما ( اى فصل للاجداد وفصل للاباء وفصل للكاتبة وهكذا ) بل بالعكس جاء الامر بشكل مترابط بخيوط متشابكة تشعر معها بإنك متلهف لمعرفة ماذا سيحدث بعد ذلك .
واجمل ما جاء ف تلك السيرة هو عدم الاقتصار ع الحياة الشخصية فقط ولكن لفت انظار القارئ الى الحياة السياسية فى تشيلى - موطن الكاتبة - وعرض ابرز الاحداث فيها وخاصة الانقلاب العسكرى ضد احد اقارب الكاتبة - سلفادور الليندى - وكيف عانى الشعب ومن ضمنهم آل الكاتبة نتيجة ذلك .
يستحق ذلك العمل 5 نجوم عن جدارة واستحقاق ، كما انه شجعنى ع قراءة المزيد من اعمال تلك الكاتبة والتى لفتت النظر إليها كثيرا خلال السير ة وعرض ظروف كتابة بعض من تلك الاعمال .