هي من الروايات التي شعرت بغصة بعد الانتهاء منها، لم أُرد لهذه المعزوفة أن تنتهي، ولم أستطع إلا أن أُغمض عينَي وأُغلق أُذنَي في محاولة منع ما يحيط بي من الدخول وتشويش تلك الصور، الانفعالات والحالة الجميلة التي تملكتني وملأتني من الداخل
نجحت "إيزابيل الليندي" في مفاجأتي وكسر القاعدة المتعارف عليها وهي انحدار مستوى الروايات المتسلسلة، فكانت "صور عتيقة" أكثر روعة ونضجاً من "ابنة الحظ" ....
راوية الحكاية "أورورا" عاشقة التصوير حاولت أن تُحوِّل صور ذاكرتها الغير مكتملة إلى كلمات وصور كاملة، واضحة بمساعدة جدتيها .. .. ذاكرتها المليئة برائحة البحر المجهولة المصدر، وبعض الصور المؤلمة حاولت جاهدة ونجحت في اكتشافها ورواية حكايتها "الذاكرة خيال نختار أكثر ما فيها بريقاً وأكثر ما فيها ظلمة، متجاهلين ما يُخجلنا وهكذا نحيك سجادة حياتنا العريضة. ومن خلال الصورة والكلمة المكتوبة أحاول أن أنتصر لشريط حياتي الزائلة، أن أمسك باللحظات قبل أن تتلاشى، وأقشع غموض ماضيَّ. كل لحظة تختفي في نفحة وتتحوّل حالاً إلى ماضيٍ، فالواقع فرور، ومحض حنين. بهذه الصور وهذه الصفحات أبقي على الذكريات حية....."
في هذا الجزء تحتل النساء سطور الرواية، خليط من الأوجاع، الإخفاقات، النجاحات و الصراعات الاقتصادية، السياسية، النفسية، الاجتماعية والعرقية. ومن هو الكائن على هذه الأرض الذي يتحمل ذلك سوى النساء .. .. ولكن التي لن أنساها أبداً هي الجدة "باولينا دل بالْيِه"، هي سيدة النساء بنظري في هذه الرواية
شكراً لإيزابيل على هذه الرواية، التي تجعل أي كتاب أقرأه بعدها في موقف لا يحسد عليه.. .. بشوق لقراءة الجزء الثالث والأخير من هذه الثلاثية
ملاحظة: أصبح اسم "رفعت عطفة" محفوراً في ذاكرتي وسيصبح وجود اسمه على أي كتاب ضماناً لجودة الترجمة .. .. عتبي فقط على دار النشر لوجود بعض الأخطاء الإملائية