من اروع واجمل الكتب التى تعبر عن مشاعر ووجدان البشر
كعادة استاذ عبد الوهاب مطاوع يأتى الينا باسلوبه المرن الحساس بكتاب من افضل الكتب وان كانت للاسف ليست شهيرة ككتب اقل منها كثيرا
افضل الفصول واكثرها تفضييلا بالنسبة لى
اولا فصل المتعه والحزن
ثانيا فصل راااائع وهو يا عزيزى كلنا صغار
هذا الفصل خير ما يعبر عنه هو اقتباسات منه
يقول عبد الوهاب مطاوع(فى حوار بين المفكر الفرنسى اندريه مالرو ورجل دين امضى 15 عاما يستمع الى مشاكل الناس وهمومهم سأله مالرو:ماذا تعلمت من اعترافات البشر؟
فأجاب:تعلمت ان الناس اتعس كثيرا مما نظن واننا ينبغى الا نحكم على الاخرين من مظاهرهم التى قدتبدو لاهية او قاسية او متسلطة لان الاقتراب منهم قد يكشف لنا عن مأس تختفى وراء الاقنعه الظاهرة)
ويكمل عبد الوهاب مطاوع
(ليس هناك اشخاص كبارا
الكل صغارا امام مشاكلهم وامام الالم والوحده وافتقاد التقدير والعطف والاطمئنان وامام الخوف من المجهول والمرض ومن فقدان الرفيق والنصير ومن تهاوى الاحبة والاعزاء واحدا وراء الاخر حاملين له النذير باقتراب النهاية
صغار امام الهموم والاحزان حتى لكأنى اكاد اصدق فى بعض الاحيان رغم تفاؤلى الدائم ماقالته احدى شخصيات مالرو نفسه فى احد اعماله:ما الانسان؟انه ليس سوى كومة بائسة من الاسرار)
ويحكى الكاتب عن اينشتين وزوجته وكيف احتاج هذا العبقرى صاحب عقل من اذكى العقول التى انجبتها البشرية الى تشجيع زوجته لتطمئه انه يجيد العزف
وعن بيكاسو اشهر رسامى العالم الذى كان يستيقظ كل صباح فيبكى منهارا قائلا انه يشعر انه انتهى كفنان الى ان تهدأه زوجته وتكفكف دمعه كطفلها الكبير حتى يهدأ ويرسم ثم يتكرر الموضوع كل صباح
حتى هتلر وموسولينى ايضا كانوا يحتاجون العطف من اقرب الناس اليهم
يقول الكاتب( اننا جميعا نتلهف على عطف الاخرين رجالا وكبارا ونسعد ان يبدى الاخرون تعاطفهم مهنا وتقديرهم لظروفنا ولا فرق فى حاجتنا للعطف بين النساء والرجال ولا بين المشاهير والمغمورين ولا بين عظماء الناس والتافهمين منهم ولا بين القساة غلاظ القلوب والرحماء منهم)
يقول جوتة(قلب الانسان كبير جدا لا يملأه شىء وهش جدا يكسره اخف شىء)
ثالثا فصل هم وزوجاتهم وححظوظهم
بقول عمر طاهر وراء كل عظيم امرأة خلته يطلع همه فى الشغل
فى هذا الفصل المرح:D يتحدث الكاتب عن زوجات لعظماء تنطبق عليهم تلك المقولة
مثل زوجة تولستوى ولنكولن وسقراط والحسين بن على و تشارلز ديكنز وفيكتور هوجو وتشايكوفسكى وغيرهم
ويختتم الكاتب الفصل قائلا (نعم هناك عظماء كثيرون وراء كل منم امرأة لكن هناك ايضا عظماء اخرين لو لم تكن فى حياتهم امرأة من نوع زوجة لنكولن وسقراط وتولستوى لكانوا اكثر عظيمة واقل تعاسة وسبحان موزع الحظوظ)