هل هذا العمل محض خيال فاسد كما يدعي أمين معلوف زوراً وبهتاناً ؟! لا وألف لا ، لا يمكن أن يكون تلك الرواية محض خيال فاسد ع الاطلاق ، انها أعجوبة أدبية ، انها سرد رائع ، انها معالجة جيدة لفكرة تاريخية سواء كانت تلك الفكرة حقيقية أم خيالية .
منذ قراءتى لرواية التائهون وأنا متلهفة قراءة عمل آخر لهذا المبدع ، قد أكون اخطأت بقراءتى لرواية سمرقند التي لم تعجبنى ولكنني لم افقد رأيي ف أمين معلوف بوصفه كاتب من نوع خاص وها هو رأيي يتأكد لي مرة أخري من خلال رواية صخرة طانيوس .
طانيوس الشاب الذي قضي حياته بشكل مختلف عن من هم ف سنه لمجرد أن حظه العثر أوقعه ف أن يكون ابن لأم معروفة واب تتناثر بشأنه الشكوك ، هل هو جريس أم الشيخ ؟
طانيوس الذى أوقعه حظه العثر أيضاً ف حب فتاة أدى إلى أن يصبح ابن لقاتل والدها !!
طانيوس الذى أوقعه حظه العثر ف الهرب ثم العودة مجدداً لينال صدمات أخرى تؤثر ع حياته وتقرب نهايته المجهولة .
دائما ما أحب الروايات الأدبية ذات الصبغة التاريخية والتي تدور احداثها ف أزمنة قديمة مختلفة عن عصرنا الحالي ، وبالرغم أن معظم أحداث تلك الرواية من خيال المؤلف كما نوه ف النهاية إلا أن طريقة معالجته وأسلوبه تجعلك عزيزي القارئ تشعر أنك قصة تاريخية حقيقية وقعت منذ زمن سحيق ولا عليك سوى تصديق ذلك والاندماج مع الأبطال والغوص ف مجريات الأحداث حتى تجد نفسك عند آخر صفحة بشكل مفاجئ ! وتتساءل رجاءاً .. هل من بقية ؟!
لا أعلم لماذا لا يعرف قراء هذا العصر كاتب مثل أمين معلوف بدرجة كبيرة ولكن يبدو أننا ف حاجة إلى ثورة ثقافية حقيقية تبين للجميع الكتب التى تستحق القراءة عن جدارة بدلاً من تضييع الوقت ف أعمال لا تغني ولا تسمن من جوع أبداً !!!
ملحوظة أخيرة : أود الثناء بشكل كبير ع نهلة بيضون لترجمتها الرائعة ولكن هذا ليس بجديد عليها