كتاب (ليلة القدر) للأديب الطاهر بن جلون ، يمثل رواية تحمل إسما يحابي الدين في حين أن مضمونها قد يدخل في جدليات مع الدين ، و أنا غارقة في القصة التي تقصها الشخصية الرئيسة فيها تختلجني مشاعر إنبهار بالمفردات و الصيغ الكلامية التي نسقها الكاتب و بإريحيته في الوصف ، سواء وصفه للأشخاص أو الأحداث ، الوصف هنا يبوح لنا بأشياء و يخفي عنا أشياء ،وصف يكتنفه الإبهام و أيضا الفيض اللغوي الرائع ......
و في قمة غرقي في إنتقاء المؤلف لموضوعه و ما رافقه من بعض تراكمات العادات و التقاليد و بعض الترسبات التي تأخذ طابعا دينيا و إن كانت لا تمت للدين بشيء ،و الأوعية التعبيرية التي وضع فيها كل ذلك ....أجد أني أتوقف لبرهات لأتساءل بيني و بين ذاتي عن آراء التيارات الدينية بمختلف أطيافها و غيرها ، أي المجتمع العربي فيما يدور في الرواية ...بالطبع هي رواية و لكن هل بها و لو بعض التقارب لما يحدث في الواقع ؟هل هي قصة أو مجموعة من القصص الحقيقية ثم أضاف لها أديبنا لمساته الفنية ؟
هنا ترجمة لكتاب تعبر عن محاسن لغوية تعرض لنا رقة لغتنا العربية و هي أخذت هذه الروح من النسخة الأصلية للكتاب و هنا يكمن الجانب العربي التمجيدي ،و من ثم نجد إنهمارا في رصد ما يختلج في نفسيات أبطال الرواية و تحديدا من تسردها لنا لإستعراض إنتقادات عارمة لمختلف القضايا المجتمعية ....هناك من قد يتصور بأن النهج المتبع في هذا الإستعراض يلائمه و هناك من قد يستفزه و هو يطالع الأحداث في الرواية.
كتاب (ليلة القدر) فيه مساحة فكرية نقدية تستدعي أن نفهمها قبل أن نطلق عليها رصاصة الرفض !