تسحبني البرودة، شيئا فشيئا، نحو محارق الذاكرة. عندما نظن أننا تخلصنا من التفاصيل وتناسيناها، نجدها قد ازدادت توغلا فينا. منذ أن وطئت قدماي تربة هذه المدينة وأنا أنام على الوجوه التي ما تزال تحتل أمكنتها على الرغم من الزمن الذي مرّ. عزيز الذي كان يحلم دائما بأن تتغير الدنيا بسرعة ونعود كما كنا، نحلم ونتقاسم الضحكات نفسها في بيت أمي القديم الذي كبرنا فيه جميعا، انسحب كالظل ولم يعد. أصيب بالمرض الذي يعتريني كلما شعرت بالحياة قريبة مني. جعلته يشترك معي في عشق مدينة وهميّة كنا نؤسسها كل مساء ببصرينا. عندما ينسحب جميع الناس نحو بيوتهم الرطبة، نقف على حافة الخليج البحري ونغرس عيوننا ليلا في الأنوار التي تتزحلق على حافة البحر من سيدي فرج الى جميلة. لمَدراكْ. أصرخ بدون إرادة مني:
- أرأيت يا عزيز؟ ما أجمل هذه المدينة
ينتفض عزيز في مكانه.
- ولكن أين هي هذه المدينة؟
- هي في رأسي. أنظر على هذه الحافّة التي تمتد الى قرابة الخمسين كيلومترا. أترى هذه الأضواء التي تتلألأ وكأنها تأتي من وسط البحر؟ هناك... لا.. لا... على يمين المنارة... أيوه، بالضبط هناك حيث كل يوم أبني مدينة لم يفكّر فيها أحد...
شرفات بحر الشمال
نبذة عن الرواية
أيتها المهبولة، في كلّ الوجوه أنتِ، أغلقي أولا هذا الباب العاري، سدّي النوافذ القلقة، ثم... قلّلي من خطايا الكلام واستمعي إليّ قليلا. لقد تعبتُ. شكرا لهبلك وغرورك، فقد منحاني شهوة لا تعوّض للكتابة ووهما جميلا اسمه الحب. مثلك اليوم أشتهي أن أكتب داخل الصمت والعزلة، لأشفى منك بأدنى قدْر ممكن من الخسارة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 320 صفحة
- [ردمك 13] 9789953894775
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية شرفات بحر الشمال
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
kareman mohammad
& لا شيء أجلب للخوف مثل شعورك بالإهمال وأنّك قد نُسيت كايّة آنية أنيقة كانت تزوّق الدار
وعندما انكسرتْ لُملمت ثم وُضعت في الركن حتى اندثرت نهائياً
موت المنفى أهون من النسيان القاتل في أرضك
أي رواية إما قصة جيدة فريدة أو كلمات ممتعة , الأثنين معا صعب
هنا واسيني أستاذ بلا منافس في استخدام اللغة والكلمات والاحساس بها , يطوع اللغة كما الصلصال
كل كلمة بألف جملة وكل جملة بألف صفحة وصفحة لتعبر عن احساس اكبر ومعني أكبر
ستستمع بلغة واحساس لم تشهده من قبل
القصة عبارة عن ذكريات مؤلمة عما حدث في تاريخ الجزائر بعد ثورة التحرير وكيف انقلب الثوار علي بعض
وأصبح القتل والاغتيالات لكل معارض شئ طبيعي
الكاتب يتكلم بجرح حقيقي مفتوح في سياق رواية
ولكن كثرة استخدام الفرنسية بدون ترجمة مزعج جدا
& هناك أناس يحتلون أمكنتهم فى نفوسنا بدون فوضى ولا قوة ,
تشعر أن أمكنتهم كانت محجوزة منذ زمن بعيد ولا يفعلون شيئا آخر سوى استرجاعها وملء شغورها
& نحن لا ننسى عندما نريد ولكننا ننسى عندما تشتهي الذاكرة
والذاكرة عندما تشرّع نوافذها للتخلص من ثقل الجراحات لا تستأذن أحداً
& وحيداً .. كنبيّ ضائع وككتاب ممنوع
& من فرط إصرارنا على الحياة , مازلنا نتخيل أننا نملك القدرة على الحب وعندما يضيق القلب
نوسعه قليلاً مثل حقيبة الغريب ، ولو أدّى بنا ذلك إلى تمزيقه بعض الشيء ليستوعب قدرا آخرا ومزيدا من الأوهام
& لا يوجد في الدنيا أهم من الإحساس بأن هناك في زاوية ما من الكرة الأرضية من يحبنا
& الدنيا لا تمنحنا الشيء الكثير،ولهذا نحن في حاجه الى منح انفسنا مانشتهي بواسطة الخيال
& عندما تنغلق السبل تفتح ابواب الموت بشهية
-
لونا
(كم تغيرت تلك الأرض؟! الناس في بلادنا تواطئوا مع الشر ولم يعد أحد يسأل عن أحد وعندما يتواطأ المواطن مع الشر، فلا حلّ لك . فإما أن تُقتل أو تتّسِخ أو تهاجر. ونحن هاجرنا )...
رجل مسكون بثلاث نساء .. الأولى علمته عِشق التفاصيل .. الثانية علمته وتذوق من خلالها الجنون .. الثالثة أدخلته جنة الأبجديات عبر الأثير، دون أن يراها تخيّلها و بنى علاقةً مع صوتها حاول تخيّلها ونحتها بيديه فاستعصت عليه فتخلّى عن صورتها واحتفظ بصوتها...
في وطن الخيبات والهزائم المتكررة لا مكان لرجل انغمس في الطين، لا مكان لترف الفن و للحلم الجميل .. طيف امرأة يسكنه، عاهدها أن يبحث عنها ولو بعد عمر طويل، لم يعتقه خيال "فتنه" وجنونها، لاحقته في كل مكان وفي كل وجه .. بحث عنها ولم يجدها ولكنها قادته لذلك الصوت الجميل "صوت الأثير" في المنفى وراء البحار ...
(ثم ماذا بعد؟ ..
كلّما جئتك، وليت وجهك نحو البحر؟ ..
ونسيت أن حبّك مثل الحياة ..
يستهلكنا قبل أن ندمنه ..
قلّل من خطايا الصمت وتعال ..
كلّ شيء في غيابك صار يشبه الفراغ) .....
بعد "طوق الياسمين" و "سيدة المقام" هذه تجربتي الثالثة مع واسيني ،وتبقى هذه التجربة هي الأروع ...
واسيني الأعرج لابد أن تجد في روايته شخصيات حالمة، ساخنة، منكسرة لا مكان لها في وطن الخيبة والحزن والأسى ،موت وانتحار ، ولكن تبقى "المرأة الاستثناء" سيدة رواياته ....
لا أعرف إذا كان التعبير صحيح ولكنه يكتب "بترف"، لغته تضيف لمسه سحرية وترفع من إيقاع رواياته كثيراً وتُغطّي العينان بغشاوة لتتجاوز المحظورات بسلاسة وكأنها لم تُكتب.. وجبة لغوية دسمة ولكنها سهلة الهضم
-
Nancy Ibrahim
أيتها المهبولة، في كل الوجوه أنت،أغلقي أولا هذا الباب العاري، سدّي النوافذ القلقة، ثم قللي من خطايا الكلام واستمعي إليّ قليلا.. قد تعبت.
شكرا لهبلك وغرورك فقد منحاني شهوة لا تعوّض للكتابة ووهما جميلا اسمه الحب
مثلك اليوم أشتهي أن أكتب داخل الصمت والعزلة، لأشفى منك بأدنى قدر ممكن من الخسارة
من فرط إصرارنا على الحياة .. مازلنا نتخيل أننا نملك القدرة على الحب وعندما يضيق القلب ، نوسعه قليلاً مثل حقيبة الغريب ، ولو أدّى بنا ذلك إلى تمزيقه بعض الشيءليستوعب قدرا آخرا و مزيدا من الأوهام
صوتك يتبعني كالشبهة
يحدث أن نشتهي صوتا أكثر مما نشتهي جسدا
نخطئ طريق الحياة و لهذا نتشبث بالفن
في سلم الهزائم ثمة هزيمة لا نملك حيالها الشيءالكثير سوى الإحتراق كالحطبةاليابسة أمامها
نحاول عبثا ان نجعل الفوضى ترتهن للنظام و النظام يقبل بصدق الفوضى
اشهد لك اليوم بالصبر و طاقة التخفي . لقد كنت دائما أجانب الصواب و أحزن من شيء لم يكن هو في الحقيقة ما يدعو الى الحزن ..
-
Ilhem Mezioud ( إلهام )
بعد جسد الحرائق فتحت شرفة اخرى لروائع واسيني الأعرج ضمن شرفات قراءاتي فكانت شرفات بحر الشمال .
من البداية شدتني روعة السرد ،السراب الذي كان يطارده ياسين في فتنة، ونرجس،الحياة التي انطفأت مبكرا في زليخة .
استطاع أن يجسد كل اشجانه في تماثيل ابداعية معجونة من طين قريته، من احزان بلده ، هذا البلد الذي اثقله الأنين واحتله الدم والخراب ...
جعله أهله مسرحا لجنون وهوس القتل والانتقام الذي يعتريهم.
بعد بحث وشجن وألم وجد أخيرا النرجس وانطفأت الفتنة ( أحسست أن فتنة ونرجس هما وطني) و
أكثر ماعاب الرواية النظرة السوداوية القاتمة التي رافقت جميع الصفحات ، كذلك أزعجتني وبشدة المقارنة بين وطننا والوطن الآخر ، أين صور الوطن على انه الجحيم في حين كانت امستردام جنة النعيم .
أيضا التطاول على ذات الاله في مواطن كان يمكن تجنبها .
-
مزمل الباقر
بعد نحو عام أويزيد من تاريخ صدور هذه الرواية جاءتني نسخة من هذه الرواية وهي نسخة مصورة بآلة النسخ من صديقة لي تدعى أمل وأشارت إلي أن اقرأها في فترة أحددها قبل أن استلم النسخة وان أحافظ عليها فهنالك صف طويل من الشابات والشباب من ينتظرون دورهم في قراءة هذه الرواية.. بقي أن أقول ان : شرفات بحر الشمال هي أول ما قرأت للمبدع: واسيني الأعرج. وقطعاً ليس آخر ما قرأت لصاحب هذه المدرسة الابداعية
-
حسن الحرسوسي
.
.
.
رواية عن الفقد و الحب و المنفى لغة روائية رائعة من الكاتب الفذ واسيني الاعرج وهذا ما تميز رواياته عن بقية الأدباء العرب ✨👌🏻
.
.
.