رائحة الوجع في هذه الرواية مزعج جداً .. سوداوية جداً جداً تكاد تجد صعوبة في قراءة صفحاتها البيضاء !
فيها الكثير من جرعات الخذلان والخيبة والألم ، الموت في طيات حروف واسيني ..
مليئة جداً ايضاً بمشاعر الملايين ، فمهما تعدد البشر واختلفوا يتشابهون في القلوب والعواطف ..
ميز واسيني قدرته على ملامسة سطح القلب والدخول بعمق من خلال عبارات الوجع والحزن والنمط الكئيب الذي يكتب فيه ويجذب الكثير الكثير وخصوصاً الاناث "ذوات القلوب الواسعة اللاتي تضيق على احدهم" .. لغة واسيني الأعرج آسرة جداً ولا اختلف على ذلك ، تشبيهاته وخياله ونثرياته لذيذة تأخذك بعيداً
ومتأكدة ان الرواية لن تجد صعوبة في دخول قلوب الكثير وأن الكثير سيؤشر على عباراتٍ بزعمه انها تمسه وحده !
ولكن كقصة و كعمل ! لم يشدني كثيراً !
عبارة عن رسائل بين محبين جزائريين ويتخللها مذكرات عاشق اخر ومسيحية ، وتحفظ الكاتب عن ذكر احد الاطراف وهويته اشبه بجعل القصة مستحيلة ..
بلا مبالغه شعرت بأن الكاتب اخترع أي قصة فقط ليستخدم مخزونه اللغوي الجميل وعاطفته القويه وحزنه القاتم !
غير أنني استغفرت مراراً على الفاظه العقائدية وعلى شتائمه وعند علمي بأنه ملحد زاد مللي من الرواية وتمنيت ان تنقضي سريعاً :) ولم اصدق فعلاً ان انتهي منها رغم اني لا انكر جمال لغتها ولكن لا احتاج الى هذا النوع من الكتب ..
نحن نحتاج لشيء يخاطب عقولنا ، يبثُ فيها النور والحكمة والعلم ، لا لمخاطبة العاطفة التي نبرع نحن فيها العرب دون مساعدة من كاتب او شاعر !!! لا انصح بإقتنائها سوى للمتعة والمتعة البسيطة جداً
فهي لاتضيف للقارئ النهم اي فائدة ، سوى جو الحزن البغيض ..
واكرر الحب والكتابة والقراءة فيه مضيعة للوقت والنفس ولا جدوى منه ابداً